المتداول: فيديو يصوّر، وفقاً للمزاعم، "طلاباً فلسطينيين في غزة يتابعون الدرس في قاعة غارقة في السيول"، اثر عاصفة ضربت قطاع غزة والأراضي الفلسطينية عموماً أخيراً.  

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 

الحقيقة: هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

10 ثوان سريالية. فالمعلم وقف وسط سيول أغرقت الصف، شارحاً على اللوح درساً في الرياضيات. وجلس التلامذة على مقاعدهم، وسط المياه، متابعين الشرح. وكُتب على المشاهد: "غزة. هل عندكم مثل هذه المدارس؟". وقد انتشر الفيديو على نطاق واسع أخيرا في حسابات كتبت معه: "غزة تغرق". 

@unie.virgo16 #freepalestine🇵🇸❤️ ♬ Hubb Ennabi - Maher Zain

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تيك توك)

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

الأمطار الغزيرة أغرقت خيام النازحين في غزة

جاء تداول الفيديو في وقت ضربت قطاع غزة والأراضي الفلسطينية عموما، مساء الأربعاء، عاصفة أغرقت خيام النازحين والمنازل المدمرة بالمياه، مفاقمة معاناة السكان الذي نزح معظمهم لمرة واحدة على الأقل خلال الحرب المدمرة التي استمرت أكثر من عامين، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وبقمصان وسترات قطنية خفيفة وأحذية صيفية مفتوحة، خرج شبان فلسطينيون في مخيم للنازحين في حي الزيتون في مدينة غزة يحملون المعاول، محاولين تصريف مياه الأمطار الغزيرة التي اجتاحت خيامهم.

وفي حي الزيتون، أظهرت لقطات طفلا يحمل غالونين فارغين ويسير حافي القدمين في الوحل محاولا تخطي مستنقعات المياه التي تشكلت، ليجلب مياه الشرب من محطة مياه موقتة قريبة.

ووفقا لتقرير للأمم المتحدة، هناك 850 ألف شخص في 761 مخيما وموقع نزوح معرضون لخطر الفيضانات بشدة.

وفي المناطق المنخفضة، حيث انتشرت الخيام في مخيم الزوايدة وسط غزة، شكلّت المياه بركا صغيرة.

ووفقا للمتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، تم تسجيل حالة وفاة من جراء البرد القارس. وأكد بصل أن انعكاسات المنخفض الجوي "خطيرة جدا على المواطنين"، خصوصا مع انهيار البنية التحتية في القطاع.

وأعلن الدفاع المدني، في بيان أمس الخميس، أن فرقه تعاملت مع انهيار جزئي في ثلاثة منازل بسبب الأمطار الغزيرة.

Heavy rains from Storm Byron have swept across the Palestinian territory, flooding tents and makeshift shelters, bringing yet more hardship to Gaza's residents, nearly all of whom have faced displacement in more than two years of war.https://t.co/ja1cmhuyx9 pic.twitter.com/XsJHZd57kO

— AFP News Agency (@AFP) December 11, 2025

بالصور - الأمطار تغرق خيام غزة والبرد يودي بحياة رضيعة 

حقيقة الفيديو 

الا ان الفيديو المتناقل ليس حقيقياً، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يقودنا الى خيوط توصلنا اليه منشوراً في حساب soraai.ai.ai@ في تيك توك، في 24 تشرين الثاني 2025، مع تعليق: "مدرس عراقي. رغم غرق الصف، الا انه استمر في التدريس".

وتبياناً لماهية مقطعه، أرفقه بوسمي AI اي ذكاء اصطناعي، وSORA شعار تطبيق الهاتف لتوليد الفيديوات بالذكاء الاصطناعي، الذي طورته شركة OpenAI. كذلك أضاف الحساب ملاحظة: مُنشئ الفيديو صنّفه أنه مُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي. 

@soraai.ai.ai مدرس عراقي رغم غرق الصف الا انه استمر بالتدريس #ai #sora #الشعب_الصيني_ماله_حل😂😂 #openai #fyppppppppppppppppppppppp ♬ الصوت الأصلي - SORA AI

لقطة من الفيديو المنشور في حساب soraai.ai.ai@ في تيك توك، في 24 تشرين الثاني 2025

إضافة الى كل هذا، يمكن مشاهدة شعار SORA وهو يتحرك في الفيديو (الصورة ادناه الى اليمين)، للدلالة على التطبيق الذي تمّ توليد الفيديو بواسطته. وقد تمّ اخفاؤه في النسخة المتداولة تحت اعلام فلسطينية (الى اليسار)، للتضليل. ونبيّن لكم ذلك في المقارنة ادناه. 

ويكتب حساب soraai.ai.ai@، في قسم التعريف، أن "محتواه ذكاء اصطناعي، فكاهي، وليس حقيقيا". وستجدون لديه فيديوات شبيهة بفيديو المدرس العراقي، وأخرى ذات مواضيع مختلفة. 

لقطة لحساب soraai.ai.ai@ في تيك توك

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "طلاباً فلسطينيين في غزة تابعوا الدرس في قاعة غارقة في السيول"، كما يشاهد في الفيديو المتناقل. في الواقع، هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. ونشرها بهذا الوصف حساب soraai.ai.ai@ في تيك توك، في 24 تشرين الثاني 2025.