مدير مكتب السيسي اللواء أحمد شمس أصدر قراراً بطرد اللاجئين من مصر؟ النهار تتحقق FactCheck
انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنها لـ"مدير مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اللواء أحمد شمس، الذي اتخذ قراراً بطرد جميع اللاجئين من مصر". الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. فالصورة مفبركة، والخبر عن قرار طرد اللاجئين لا أساس له. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة رجلا ببدلة سوداء وربطة عنق باللون الزهري. وكتب معها مستخدمون (من دون تدخل): "أول قرار يتخذه اللواء احمد شمس، بعد تعيينه مديرا لمكتب الرئيس للشؤون العسكرية، هو طرد جميع اللاجئين من مصر بعد انتهاء مدة الإقامة المقررة لهم".

حقيقة الصورة
لكنّ البحث العكسي قاد إلى أن هذه الصورة مفبركة.
والدليل العثور على الصورة الاصلية- وتظهر الرئيس السيسي- منشورة على حسابه في إكس، والذي تمّ تدشينه في آذار/ مارس 2014. وتنتشر هذه الصورة على نطاق واسع، منذ اعوام عدة، في مواقع اخبارية.
وهذا يعني أنّه تم استبدال وجه السيسي بوجه شخص آخر، توصلنا الى أنه العقيد أركان حرب/ أحمد محمد علي، المتحدث العسكري الأسبق. وله صور عدة بالزي العسكري منشورة على صفحة المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية في الفايسبوك.

وفي 15 كانون الثاني/ يناير 2014، نشرت الصفحة صورة له، بعنوان: "تصريحات المتحدث العسكري لراديو مصر". ووجه فيها "تحية وإعزاز وتقدير للشعب المصري الذي أبهر العالم خلال يومي الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد".
وأكد أن "القوات المسلحة هي حامية مستقبل هذا الشعب الذي أعلن كلمته بكل رقى وتحضر، مشدداً على أن مصر أمامها مستقبل كبير يبنيه أبناؤها بوحدتهم، ويتصدون من خلالها للمخاطر التي تحيط بهذا البلد".

ونشرت منصات إخبارية مصرية محلية خبر تعيينه متحدثاً رسميا للقوات المسلحة المصرية في 8 أيلول/سبتمبر 2012، كأول متحدث للمؤسسة العسكرية بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
اسم مختلق
إضافة الى ذلك، لم تعلن رئاسة الجمهورية المصرية في منصاتها الرسمية تعيين العقيد أركان حرب/ أحمد محمد علي مديرا لمكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كذلك، لا توجد في محركات البحث أي مواد تتعلق باسم اللواء أحمد شمس، الأمر الذي يدل على فبركة هذا الاسم.
وينطبق الأمر ذاته على الخبر المتناقل بشأن صدور قرار بترحيل اللاجئين من مصر. ولم تنشر أي منصة رسمية، أكانت حكومية أم إعلامية، اي شيء بهذا الشأن، وهو ما يؤكد أن المنشور بأكمله غير صحيح.
تمديد فترة توفيق أوضاع الأجانب
وقد وافق مجلس الوزراء المصري، في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي، على تمديد فترة توفيق أوضاع الأجانب المقيمين في البلاد في شكل غير شرعي وتقنين إقامتهم "بنظام المستضيف"، لمدة عام إضافي، وذلك مع اقتراب انتهاء المهلة السابقة لتقنين أوضاعهم وتوفيقها في 18 أيلول/سبتمبر 2025.
وقال إنه طبقاً لبعض التقديرات الدولية، يعيش في مصر أكثر من 9 ملايين ضيف ولاجئ من نحو 133 دولة، بنسبة 50.4% ذكوراً، و49.6% إناثاً، وبمتوسط عمري يصل إلى 35 سنة، يمثلون 8.7% من حجم سكان مصر.
وكلف مدبولي، خلال اجتماع للمجلس الوزراء في التاريخ نفسه، بتدقيق هذه الأعداد، وفي الوقت ذاته حصر أو تجميع ما تتحمله الدولة مقابل ما يتم تقديمه من خدمات في مختلف القطاعات لضيوف مصر، مشدداً على ضرورة توثيق مختلف جهود الدولة لرعاية هذه الملايين.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومية المصرية أن الاجتماع تضمن عرض تقديرات إجمالي التكلفة، التي تتحملها الدولة نظير رعاية ضيوفها من مختلف الجنسيات والوافدين المقيمين في مصر من الأجانب، مشيرا إلى أنه تم عرض الخدمات المقدمة لهم في قطاع الرعاية الصحية، وكذا تكلفة دعم البنية التحتية الصحية اللازمة لتقديم الخدمات الطبية.
الخلاصة: الصورة المتناقلة مفبركة، والصورة الاصلية تظهر الرئيس السيسي. وقد استُبدِل وجهه بوجه المتحدث العسكري المصري الأسبق العقيد أركان حرب/ أحمد محمد علي. ولا وجود للواء أحمد شمس. كذلك، لا تقارير جدية او رسمية في مصر بخصوص طرد اللاجئين.
نبض