تظاهرات واسعة للعلويين في سوريا و"يا علي مدد"؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنَّه لتظاهرات واسعة للعلويين في سوريا تعالت خلالها هتافات "يا علي مدد". إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، إذ أنَّ الفيديو يعود لاحتجاجات في صربيا في مارس/آذار 2025. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر تجمعاً ليلياً حاشداً في مكان عام، على وقع هتافات "يا علي مدد". وأرفقته حسابات بتعليق (من دون تدخّل): "العلويون في سوريا انصروهم بنداء يا علي". وحاز الفيديو عشرات آلاف المشاهدات على منصّة فايسبوك.

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه خاطئ:
1- توصلنا إلى النسخة الحقيقة من الفيديو، بالبحث العكسي. وتبيّن أنَّها تعود إلى منتصف مارس/آذار 2025، وتظهر احتجاجات واسعة في العاصمة الصربية بلغراد، طالبت باستقالة الرئيس الصربي وإنهاء الفساد.
Another video from Belgrade showing the huge scale of the protests taking place against President Vucic tonight.
— Visegrád 24 (@visegrad24) March 15, 2025
They are demanding the resignation of the Serbian president.
Hundreds of thousands people are out on the street 🇷🇸 pic.twitter.com/32Uwnltufe

2- بالتدقيق في الفيديو الأصلي، تبيّن أنَّه لا يتضمن هتافات "يا علي مدد". وهذا يعني أنه تمّ تعديله وإضافة صوت من فيديو آخر يعود إلى هتافات في ملعب جذع النخلة في محافظة البصرة بالعراق عام 2024.

وشهدت العاصمة الصربية بلغراد، في 15 مارس/آذار 2025 واحدة من أكبر التظاهرات في تاريخ صربيا الحديث. فقد خرج مئات الآلاف إلى الشوارع، وقدّرت مصادر مستقلة أعداد المتظاهرين بأنه يراوح من 275 ألفاً إلى 325 ألفاً، في حين قللت السلطات من حجم المشاركة وأعلنت أنَّ العدد لم يتجاوز 107 آلاف شخص.
وجاءت تلك الاحتجاجات على خلفية حادث مأسوي تمثل في انهيار سقف محطة قطار بمدينة نوفي ساد أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وهو الحادث الذي أودى بحياة خمسة عشر شخصاً، وأثار موجة غضب عارمة، إذ اعتبره مواطنون نتيجة مباشرة للفساد الحكومي وسوء الإدارة.
متظاهرون في اللاذقية
وعلى الرغم من كون الفيديو المتناقل لا يرتبط بتظاهرات للعلويين في سوريا، إلّا أنَّ مئات الأشخاص خرجوا بالفعل، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للتظاهر في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، التي تشكل الطائفة العلوية غالبية سكانها، إلى جانب مناطق أخرى ذات أغلبية علوية في سوريا، احتجاجاً على اعتداءات طالت أبناء الأقلية العلوية أخيراً.
ومنذ إطاحة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، المنتمي إلى الطائفة العلوية، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، قُتل مئات الأشخاص، معظمهم من العلويين، في أعمال عنف وصفتها الأمم المتحدة آنذاك بـ"المجازر الطائفية"، ووقعت في عدد من قرى الساحل السوري خلال مارس/آذار الماضي.
وتجمّع المتظاهرون في دوار الأزهري بوسط اللاذقية، ورددوا هتافات من قبيل: "الشعب السوري واحد... يا عالم اسمع اسمع... الشعب العلوي لن يركع"، وسط انتشار أمني كثيف لقوات وزارة الداخلية في المدينة، من دون وقوع أي تصادم مع المحتجين.
نبض