شيخ الأزهر يطلب مساندة الدول لمواجهة الإلحاد؟ النهار تتحقق FactCheck
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تصريح منسوب إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يطلب فيه "مساندة دول العالم لمواجهة الإلحاد". الا ان هذا التصريح غير صحيح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
منذ انتشاره، استقطب التصريح تعليقات مستخدمين كثيرين. وجاء فيه (من دون تدخل): "على الدول أن تساندنا في مواجهة تيار الإلحاد والتشكيك أو ما يسمى بالتنوير الذي يتفاقم خطره على الدين يوما بعد يوم".

ولكن ما حقيقة التصريح؟
لم نعثر على اي دليل يؤكد ادلاء الشيخ الطيب بهذا الكلام.
وتواصلت "النّهار" مع مصادرها في مشيخة الأزهر الشريف، التي أكدت أن "هذا التصريح غير صحيح تماما ومفبرك".
وأكدت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، في تصريح مقتضب، أن "شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لم يدل بهذا الكلام". وطالبت بـ"اعتماد ما يصدر عنه من تصريحات تنشر في المنصات والمصادر الرسمية للمؤسسة".
وقد تحدث شيخ الأزهر، منذ عام 2016، عن الإلحاد والأفكار اللادينية، في العديد من المناسبات، وتحديدا في برنامجه "الإمام الطيب".
وقال إن "الإلحاد يعني نفي الإله، وعدم الاعتراف بوجود الله تعالى، ويترتب على ذلك عدم الاعتراف بوجود الدِّين؛ لأن الدِّين مرتبطٌ بالإله دائمًا، والملحد حينما ينفي وجود إله، ويستبعده مِن على طاولة البحث هو مضطرٌ لأَنْ يُوجِد بدائل وإلاَّ كيف يُفسر نشأة الكون".
ورأى أن "الملحد يرفض الاحتكام إلى عقله ليعرف مَن المدبِّر والمحرِّك والخالق لهذا الكون، وهو في الوقت ذاته يرضي أن يركن إلى لانهائيات من الأوهام، وأن تكون هناك مادة عمياء صماء بكماء هي وراء هذا الكون المليء بالعلم والحكمة والضبط والمعارف التي تثبت وجود ذات قادرة عالمة تحركه".
وذكر أن "الإلحاد قبل القرن الثامن عشر كان إلحادًا فرديًّا، لكن بعد ذلك نشأ الإلحاد الفكري المنظم الممنهج نتيجة لظروف كثيرة، أهمها انحراف رجال الدِّين في ذلك الوقت، وتقديم الدِّين على أنه سلطة مطلقة، وإلزام العلماء أن يخضعوا للنصوص المقدسة. وبالتالي ظهرت تفسيرات علمية تخالف نصوص الكتاب المقدس، جعلت الناس يديرون ظهورهم للدين ثم شيئا فشيئا يكذبونه ويلجأون إلى العلم".
وفرّق بين الإلحاد و العلمانية، موصحاً أن "الأخيرة هي فصل الدِّين عن الدولة، بمعنى أنَّ الدِّين لا يقود الدولة، ولا يتدخل في حياة الإنسان ولا في الأنظمة، ولا في توجيه الناس، وهذا لا يستلزم إنكار وجود الله، لأن الإلحاد هو إنكار لوجود الله، والعلماني قد يكون متدينًا، بخاصة مَن يسمون أنفسهم بالعلمانيين المسلمين، فهم مسلمون متديِّنون، وكثير منهم يصلى ويصوم، لكنهم غير مقتنعين أن يكون في هذا العصر حرام وحلال".
وحدة "بيان" لمواجهة الإلحاد
وفي 22 آذار (مارس) 2019، أعلن "مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية"، في بيان نشره في صفحته في الفايسبوك، "استحداث وحدة بيان، لمواجهة الإلحاد والفكر اللاديني"، مشيرا الى ان "الوحدة بدأت عملها في مُنتصف كانون الأول/ ديسمبر 2018، وتضم نخبة من أعضاء المركز يشرف عليهم أساتذة من جامعة الأزهر متخصصون بالعقيدة والفلسفة وعلم النفس والاجتماع والصحة النفسية".
وأنشأ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وحدة "بيان"، بدعم من الشيخ الطَّيب، "لنقد شبهات الإلحاد والفكر اللاديني في إطار الحوار المُتبادل، ويعمل من خلالها على مناقشة هذه الأفكار وتحليل الشُّبهات والردّ عليها بأسلوب علمي شرعي، والتَّأصيل لثقافة دينية ترتكز على الفهم الصحيح، ونشر الوعي بين أطياف المجتمع، لا سيما الشَّباب، ومدّ جسور التَّواصل لبناء جيل يعي مُتطلَّبات وطنه وأمَّته، قادر على تحقيق آماله وطُموحاته".

الخلاصة: التصريح المتناقل المنسوب الى شيخ الأزهر مفبرك. ومنذ عام 2016، يتحدث الشيخ الطيب عن الإلحاد والأفكار اللادينية".
نبض