الحشد الشعبي يفتح باب الانتساب إليه؟ النهار تتحقق FactCheck#
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أنَّ هيئة الحشد الشعبي في العراق فتحت باب الانتساب اليها ضمن خطّة لتعزيز كوادرها، خصوصا في المجالين الطبي والإداري. إلا أنَّ هذا الخبر خاطئ، ونفت هيئة الحشد صحّته. والرابط الذي أرفق به زائف. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، خبر جاء فيه (من دون تدخّل): "الآن عاجل- فتح استمارة الحشد الشعبي لمدة 6 ساعات للتقديم". وأرفقته حسابات برابط مزعوم للتقديم، ويحتوي على تفاصيل التقديم والمتطلبات والتخصّصات المطلوبة.

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- بالبحث في الموقع الرسمي لهيئة الحشد الشعبي وصفحاتها الخاصة، لم نجد أي إعلان رسمي بشأن إطلاق تعيينات جديدة في ملاكات الهيئة. كذلك خلت مواقع وزارة المالية ومجلس الخدمة الاتحادي وأمانة مجلس الوزراء والإعلام الرسمي من إعلان مشابه.
2- وبزيارة رابط التقديم المزعوم، تبيّن أنَّه لا يعود إلى هيئة الحشد أو إلى أي مؤسسة رسمية عراقية أخرى، بل هو موقع إخباري غير موثوق به، يحتوي على روابط معطّلة بكونها منصّات التقديم، لكنها غير فعّالة وغير رسمية. وبالتالي يجب الحذر.

3- خلال البحث في صفحات هيئة الحشد الشعبي، تبيّن أنَّها نشرت بياناً نفت فيه بشكل قاطع صحّة الخبر المتناقل. وأكدت أنَّ "إطلاق استمارة تعيينات إلكترونية تدّعي قبول المتقدمين من عمر18 عاما إلى 55 عاماً ومن دون شهادة، خبر غير صحيح".

وأكّدت الهيئة في بيانها أنَّ "جميع الإعلانات الرسمية المتعلقة بالتعيينات أو التطوّع تُنشر حصراً في موقعها الرسمي ومنصاتها الإعلامية المعتمدة، وأي روابط أو منشورات تُتداول خارج هذه المنصات مزورة ولا تمتّ للهيئة بصلة". وحذّرت من "الصفحات الوهمية والمواقع غير الرسمية، التي تهدف إلى تضليل المواطنين أو استغلالهم".
تزايد حالات الاحتيال
ويأتي تداول هذا الادّعاء الزائف في ظلّ تزايد حالات الاحتيال التي تطال المستخدمين الرقميين، وأيضاً استغلال حاجة التوظّف لدى الشباب العراقيين، للنصب والاحتيال أو تحقيق مكاسب سياسية بطرق ملتوية.
وآخر حالات الاحتيال التي تم الكشف عنها، قضية المرشح الذي تم إقصاؤه بعد فوزه، مهند الخزرجي. وأفادت شهادات ووسائل إعلام عراقية بأنَّه أسّس "لواء وهمياً" بمزاعم أنَّه لواء تابع للحشد الشعبي، الأمر الذي جذب العديد من الشباب للانضمام إليه قبل الانتخابات، مقابل التصويت للخزرجي في الانتخابات.
وبعدما كشف شباب عملوا معه عملية الاحتيال، عبر التلفزيون، أجرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تحقيقاً في القضية، وأعلنت أنَّها ألغت المصادقة على الخزرجي ضمن حزب "منظمة بدر" في محافظة بغداد، لمخالفته أحكام المادة (8/ثالثاً) التي تشترط توافر شرط حسن السيرة والسلوك في المرشح. وكلّفت دائرة العمليات وتكنولوجيا المعلومات بحجب الأصوات التي حصل عليها في يوم الاقتراع وأصواته ضمن القائمة التي رشح من ضمنها.
وأظهرت وثيقة رسمية صدور أمر قبض بحق الخزرجي، إثر قضية تأسيس "اللواء الوهمي" ذاتها، لغرض الحصول على أصوات الشباب الراغبين بالتعيين.
من جهته، قال الخزرجي إنَّ ما حصل "مؤامرة وحملة إعلامية شرسة وادّعاءات مفبركة قادتها منظومة فساد هدفها استبعادي، وبالتالي تم الضغط على المفوضية واتّخذت قراراً بالاستبعاد من دون سند قانوني".
نبض