القبض على كاميروني في لبنان احتال على المساجد والكنائس؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: صورتان تظهران، وفقاً للمزاعم، "كاميرونيا ألقي القبض عليه في لبنان أخيراً، بعدما تبين انه كان يدور على مساجد وكنائس في مناطق عدة، مدعيا اعتناق الاسلام او المسيحية للحصول على الاموال والمساعدات".
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورتان قديمتان، اذ تعودان الى 7 حزيران 2019، وقد التُقِطتا في العاصمة الليبيّة طرابلس. وتظهران بالفعل شاباً كاميرونيا أُلقي القبض عليه بتهمة الاحتيال، بعد مشاهدته في عدد من المساجد وهو يدّعي أنه اعتنق الإسلام، الأمر الذي مكّنه من الحصول على مساعدات وأموال. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
منذ ساعات، يضجّ الخبر، لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان. وجاء فيه: "القبض على كاميروني في لبنان يقوم بالذهاب كل مرة إلى مسجد في مناطق مختلفة من المدينة وفي كل مرة يقول إنه مسيحي يريد دخول الإسلام وتقام له حفلة وسط التكبيرات والتهليلات والفرح ويحصل على مساعدات وأموال من اهل الخير. ويقوم بالشيء ذاته في الكنائس، بادعائه انه مسلم ويريد دخول المسيحية ليقوم الناس بإعطائه الاموال". وقد أرفقته حسابات بصورتين للرجل بعد إلقاء القبض عليه.

حقيقة الصورتين
ولكنّ هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا الى مسجد عبدالله بن عمر- قشقش في العاصمة الليبية طرابلس، والذي نشر هاتين الصورتين، في 7 حزيران 2019، في صفحته في الفايسبوك، الى جانب صور أخرى، ضمن منشور عن "رجل كاميروني أعلن إسلامه أمام خطيب المسجد"، ليتبين أنه "سبق ان أشهر اسلامه في مسجد آخر في المدينة، وحصل من الناس هناك على مساعدات مالية بقيمة 800 دينار، فضلا عن بعض الثياب"، و"قد صلى معهم يومين أو ثلاثة من رمضان، ثم اختفى ليظهر في صفحة مسجدنا".
ولدى مواجهته بعد استدراجه الى المسجد، و"قد رجع طمعاً في قيمة مالية وعدوه بها"، وفقاً لمنشور المسجد، "أقرّ الرجل بما حدث وتلكأ ولجأ إلى تكذيب نفسه. وتبين بما لا يدعو مجالاً للشك، أنه مذنب، فتم التبليغ عليه، وتسليمه الى مديرية أمن طرابلس لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله".
والشاب الكاميروني اسمه "بيلو"، على ما ذكر المسجد في منشور نشره في وقت سابق من اليوم ذاته، 7 حزيران 2019، معلناً أنه "اعتنق الإسلام وشهد بالشهادتين اليوم، في مسجدنا قبيل صلاة الجمعة، وحضر معنا أول جمعة له وقد تسمى باسم يوسف".
وقد نشرت صفحة المسجد في الفايسبوك، صوراً عدة للشاب مبتسما، فيما كان يتلقى التهنئة بعد إشهار اسلامه في المسجد.
ووفقاً لتقارير اعلامية ليبية وعربية،فإن الرجل الكاميروني الذي تظاهر باعتناق الإسلام في العاصمة الليبية طرابلس، أوقف بتهمة الاحتيال، بعدما شاهده عدد من شهود العيان في عدد من المساجد وهو يدعي أنه اعتنق الإسلام.
وفي آخر اعتناق زائف له، حصل على 800 دينار من رواد أحد المساجد، على ما أورد موقع "Libya Observer" الإخباري.
ولا ذكر، في هذه التقارير، ان هذا الشاب الكاميروني فعل الشيء ذاته في كنائس.
وسبق ان نشرت "النهار" مقالة تدقيق في الصورتين عام 2021 بعد انتشارهما بمزاعم خاطئة.
"كاميروني يتحايل على مساجد وكنائس في طرابلس بلبنان للحصول على المال"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورتين المتناقلتين تظهران "كاميرونيا أُلقي القبض عليه في لبنان"، بعدما تبيّن "انه كان يدور على مساجد وكنائس فيه، مدعيا اعتناق الاسلام أو المسيحية للحصول على الاموال والمساعدات". في الواقع الصورتان تعودان الى 7 حزيران 2019، وقد التُقطتا في العاصمة الليبيّة طرابلس. وتظهران بالفعل شاباً كاميرونيا أُلقي القبض عليه بتهمة الاحتيال، لتظاهره مرارا باعتناق الإسلام، الأمر الذي مكّنه من الحصول على مساعدات وأموال.
نبض