حقيقة صورة توزيع حلوى في غزة احتفالاً بمقتل أبو شباب... النهار تدقق FactCheck
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنها لتوزيع حلوى في قطاع غزة احتفالا بمقتل قائد "القوات الشعبية" في غزة ياسر أبو شباب. الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة اشخاصاً يتناولون حلويات. وارفقتها حسابات بتعليق (من دون تدخل): "توزيع الحلوى وإطلاق نار واحتفالات بمخيمات النزوح في قطاع غزة بعد وصول خبر مقتل العميل ياسر ابو شباب".

حقيقة الصورة
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن سياق هذه الصورة مختلف تماما، إذ تم تداولها في منصات إخبارية فلسطينية بتاريخ 26 شباط/ فبراير 2023، بعنوان: "احتفالات في الضفة الغربية بعملية حوارة".


كذلك، نشرت إحدى القنوات على موقع تلغرام فيديو مماثلاً في التاريخ ذاته، لتوزيع الحلويات داخل السوق الشرقي بمدينة نابلس احتفالاً بعملية حوارة.

آنذاك، عمّت الفرحة بين الفلسطينيين، ابتهاجاً بـ"عملية إطلاق النار نفذها شاب فلسطيني، وأدت إلى مقتل مستوطنين اثنين في بلدة حوارة جنوب نابلس بالضفة الغربية، على ما كتبت مواقع إخبارية فلسطينية محلية.
وأضافت أن مواطنين فلسطينيين قاموا بتوزيع الحلوى في أنحاء الضفة الغربية، بخاصة في البلدة القديمة وأسواق مدينة نابلس احتفالاً بعملية حوارة.
وأفادت مصادر محلية بأن سيارة اسرائيلية تعرضت لإطلاق نار من فلسطيني تمكن من صدمها بمركبته قبل أن ينزل منها ويمطر ركابها بالرصاص قبل ان ينسحب من المكان بسلام.
وعلى الاثر، أغلقت القوات الاسرائيلية بلدة حوارة بالحواجز، ودفعت بقواتها الى البلدة بحثاً عن مطلق النار.
وأعلن الجيش الاسرائيلي قتل منفذ العملية عبد الفتاح خروشة اثر اقتحامه مخيم جنين بشكل مفاجئ، الثلثاء 7 آذار 2023.
يشار الى انه سبق ان انتشرت هذه الصورة بمزاعم خاطئة، ونشرت "النهار" مقالتي تدقيق بشأنها.
"أهل الإسكندرية يوزعون حلوى احتفالاً بقتل رجل أعمال إسرائيلي"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هذه الصور ليست لاحتفالات وتوزيع حلوى في الأردن بعد عمليّة جسر اللنبي FactCheck#
مقتل ياسر أبو شباب
وجاء تداول الصورة بالمزاعم الخاطئة في وقت أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، مقتل قائد المليشيات المسلحة شرق رفح في قطاع غزة ياسر أبو شباب على يد مجهولين، مشيرة إلى أن التقديرات في إسرائيل تفيد بأن أبو شباب قتل من جراء صراعات داخلية داخل عشيرته، وأنه تم القضاء عليه على يد أحد رجاله، على ما ذكرت تقارير اخبارية.
ونُقل أبو شباب إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل، حيث توفي متأثراً بجروحه. وأعلنت "القوات الشعبية" مقتل مؤسسها في غزة ياسر أبو شباب، إثر إصابته بعيار ناري "أثناء محاولته فض نزاع عائلي". وأكدت "أنها ستواصل مسيرته في مواجهة الإرهاب وبناء مستقبل آمن لأبناء الشعب".
من جهتها، قالت حركة حماس إن مقتل ياسر أبو شباب هو "المصير الحتمي لكل من خان شعبه ووطنه، ورضي أن يكون أداة في يد الاحتلال".
وشكّل ياسر أبو شباب قوة خاصة في مدينة رفح، بزعم تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى بعض مناطق قطاع غزة، وذلك قبل أن تُغلق إسرائيل المعابر بشكل كامل وتمنع تدفّق المساعدات إلى القطاع.
وأبو شباب فلسطيني من سكان قطاع غزة، يُنتسب إلى قبيلة بدوية تُسمى "الترابين". وقبل الحرب الحالية كان مسجوناً بتهمة تتعلق بتجارة المخدرات، بحسب تقارير محلية.
وبعد اندلاع الحرب اثر هجوم 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023، أفرج عنه، أو اختفى عن الأنظار، ثم ظهر مجدداً كقائد لما يسمَّى القوات الشعبية (أو "عصابة أبو شباب") في جنوبي غزة، تحديدًا في منطقة رفح.
وبحسب تقارير إعلامية، قُدمت "القوات الشعبية" على أنها مسؤولة عن نهب مساعدات إنسانية أُدخِلت إلى غزة، في الوقت الذي يعتبر كثيرون أن ادّعاءهم بأنهم "يحمون المساعدات" ما هو إلا ذريعة للتسلّح والنهب.
وقال أبو شباب في مقابلات إعلامية إنه يقود "قوات شعبية" لحماية المدنيين والقوافل الإغاثية من النهب والفوضى بعد انهيار النظام الأمني في الحرب. ونفى أن تكون مجموعته مرتبطة رسميًا بالجيش الإسرائيلي أو تتلقى دعماً منه، رغم إقرار إسرائيل بأنها سلّمت لمليشيات محلية أسلحة للاستفادة منهم ضد "المقاومة".
وأشار إلى أن هدف قواته "تنظيم أمور" مناطق شرقي رفح، وأنهم عرضوا تشكيل "لجان مدنية" لإدارة مناطق تحت سيطرتهم.
ووفقا لتقارير في 2025، خسرت مجموعته عدداً من المناطق بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي غزة، ففقدت جزءاً من نفوذها، وفرّ بعض عناصرها، واعتُقل بعض آخر من قبل قوى المقاومة المحليّة.
الخلاصة: الصورة المتداولة لا علاقة لها بمقتل ياسر أبو شباب. فهي قديمة، اذ تعود إلى 26 شباط/فبراير 2023. وتظهر توزيع حلوى في الضفة الغربية احتفالا بعملية حوارة.
نبض