انفجار مقرات الحرس الثوري الإيراني... ما حقيقة هذه المقاطع المسربة؟ النهار تدقق FactCheck
المتداول: "مشاهد مسرّبة توثّق"، وفقاً للمزاعم، "لحظة تعرّض مقرات للحرس الثوري الايراني لهجمات اسرائيلية" خلال حرب حزيران 2025.
الا أنّ هذه المزاعم غير صحيحة.
الحقيقة: ثلاثة مقاطع من أربعة في الفيديو زائفة، غير حقيقية، لتضمّنها مؤشرات إلى الذكاء الاصطناعي. ومقطع صغير واحد حقيقي، اذ يعود الى 29 تشرين الثاني 2025، وعرضه التلفزيون الرسمي الايراني، بكونه يظهر هجوما اسرائيليا على منشآت الدفاع الجوي للجيش الايراني في مدينة تبريز شمال غرب ايران، خلال حرب حزيران 2025. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
17 ثانية ستشاهدون فيها أربعة مقاطع متتالية جُمِعت في فيديو واحد، ويظهر في كل منها جنود في مراكز عسكرية لحظة وقوع انفجار مدمر فيها. وقد انتشر الفيديو أخيراً في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "مقاطع مسربة تظهر بعد اشهر تبين فيها حجم الضرر للهجمات الاسرائيلية على مقرات الحرس الثوري الايراني". وحصد الفيديو ملايين عدة من المشاهدات، وآلاف المشاركات.
⭕️مقاطع مسربة تظهر بعد اشهر تبين فيها حجم الضرر للهجمات الاسرائيلية على مقرات الحرس الثوري الايراني pic.twitter.com/jjLJnU5C9f
— الاحداث العراقية 🇮🇶 (@News4iq) December 1, 2025

حقيقة الفيديو
ولكن هذه المزاعم غير صحيحة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
في الواقع، حمل الفيديو توقيع kaabusia. كلمة مفتاح تقودنا الى حساب بهذا الاسم، kaabusia@، في انستغرام، نشره في 1 كانون الاول 2025، مع تعليق: "بعد أشهر، تم نشر مقاطع عدة تظهر لحظة استهداف الصواريخ الإسرائيلية القواعد العسكرية لنظام آيات الله". ولم يحدّد ماهية هذه المشاهد.
ونتوقف في الحساب الذي كتب في قسم التعريف: "كابوس الإسلاميين والخمينيين"، متقصين المضمون الذي ينشره. وقد شككنا في أن عددا من مقاطعه مولدة بالذكاء الاصطناعي. وعلى غرار مقطع مقرات الحرس الثوري، قال عن بعضها انها "مسربة".
وبالتمعن في فيديو مقرات الحرس الثوري، أمكن ملاحظة فيه مؤشرات الى الذكاء الاصطناعي:
*اياد غير طبيعية، او تحركت في شكل غير طبيعي في المقطع الأول (من التوقيت 0،00 الى 0.04)، إضافة الى لوح غريب في الغرفة (الصورة 1).
1
*بعد حصول الانفجار وانهيار السقف، بقي احد العسكريين جالسا على كرسيه، في شكل مستغرب، بينما قذف الانفجار رفاقه، ولم تتأثر أجهزة كمبيوتر بقوة الانفجار (الصورة 2).
2
*في المقطع الثاني (من التوقيت 0.05 الى 0.08)، بدت أصابع احد العسكريين غريبة، بينما كانت الثواني في العداد في الاعلى عشوائية (الصورة 3).
3
*في المقطع الاخير (من التوقيت 0.14 الى 0.17)، بدت مجددا اصابع عسكريين غير طبيعية (الصورة 4).
4
ماذا عن المقطع الثالث (من التوقيت 0.10 الى 0.14)؟
يتبيّن بالبحث العكسي ان هذا الجزء نشرته قنوات ومواقع اخبارية، في 29 تشرين الثاني 2025، نقلا عن التلفزيون الإيراني الرسمي الذي عرضه بكونه "لقطات تظهر لحظة الهجوم على منشآت الدفاع الجوي للجيش الايراني، بما في ذلك مركز القيادة والسيطرة، في مدينة تبريز شمال غرب ايران، في غارة إسرائيلية خلال حرب حزيران التي استمرت 12 يوما".
وبالتالي نستنتج ان ثلاثة مقاطع من اربعة في الفيديو منشأة بالذكاء الاصطناعي. ويدعم هذا الاستنتاج نتيجة فحص هذه المشاهد في مواقع متخصصة بكشف التزييف، مثل Hive Moderation، وجاءت انه منشأ على الارجح بالذكاء الاصطناعي او يتضمن محتوى زائفاً، بنسبة وصلت الى 99.8%.
كذلك، أعطى برنامج DeepFake-O-Meter نتيجة مماثلة. وحددت أداته لاكتشاف الفيديوات الزائفة ذات العلامة المزدوجة نسبة التزييف بـ99.8%، واداة كشف تزوير الوجه بالفيديو بـ84.46%، واداة كشف الفيديوات المركبة بـ93.2%.

مصادر في الحرس الثوري تنفي
بعد انتشار هذه المشاهد على نطاق واسع، نقلت وكالة أنباء "فارس" الايرانية عن مصادر مطلعة إن فيديو الهجوم الإسرائيلي على مركز قيادة الحرس الثوري زائف.
وقالت الوكالة، في موقعها الالكتروني وفي منشور على حسابها في اكس، في 2 كانون الاول 2025: "أفادت مصادر في الحرس الثوري بأن نشر مقاطع زائفة بعنوان "لحظة هجوم إسرائيل على مركز قيادة الحرس الثوري"، نشرتها صفحات معادية في الفضاء الإلكتروني، غير واقعي وزائف تماما".
واشارت الى انه "هذه الصفحات استغلت فيديو وثائقيا بثه التلفزيون الايراني، واستخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى كاذب ونشره".
لفتت وكالة انباء "فارس" الى علامات زائفة في البزات العسكرية الظاهرة في الفيديو.
في 13 حزيران 2025، شنّت إسرائيل هجوما لم يسبق له مثيل على إيران، ما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 12 يوما، شاركت فيها الولايات المتحدة لفترة وجيزة بتوجيه ضربات إلى ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية (أ ف ب).
وردت طهران بإطلاق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل، كذلك استهدفت قاعدة العديد الأميركية في قطر بصواريخ عدة.
ويسري وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل منذ 24 حزيران.
حرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل: خسائر فادحة تفتح أبواب التهدئة على جراح مفتوحة
نبض