تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أنَّ هجوماً صاروخياً شنّته إيران على شمال العراق (كردستان). إلا أنَّ هذا الخبر مختلق، ونفته مصادر عراقية وإيرانية. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، صورة لصاروخ "خيبر" من طراز "خرمشهر"، أرفقت بخبر (من دون تدخّل): "عاجل- أنباء أولية عن هجوم صاروخي إيراني يستهدف شمال العراق".

الخبر الخاطئ المتناقل (اكس)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- بمراجعة وسائل الإعلام العراقية والإيرانية، الرسمية وغير الرسمية، لم نجد فيها إشارة إلى هجوم شنّته القوات الإيرانية على إقليم كردستان بشمال العراق. كذلك لم تعلن قوات الأمن العراقية تعرّض العراق لهجوم مماثل.

2- نفت مصادر مطّلعة في القوات المسلحة الإيرانية لوكالة "تسنيم" شبه الرسمية التابعة للحرس الثوري الإيراني صحّة خبر إطلاق صواريخ من إيران في اتجاه إقليم كردستان العراق، عقب المنشورات التي تم تداولها على منصّات التواصل الاجتماعي. وشاركت هذا النفي "شبكة الإعلام العراقي" الرسمية.

لقطة شاشة للنفي الذي نقلته وكالة

لقطة شاشة لمنشور

3- نفى مصدر أمني عراقي لـ"السومرية نيوز" (مؤسسة إعلامية عراقية) وقوع هجوم إيراني على مناطق في إقليم كردستان العراق. وأكّد عدم حصول أي خرق في المجال الجوي العراقي، كاشفاً أنَّ إيران تجري مناورات داخل أراضيها بالقرب من الحدود العراقية.

لقطة شاشة للنفي الذي نقلته

"جهات خبيثة تريد خلط الأوراق"

ويأتي تداول هذا الخبر الخاطئ، بالتزامن مع مواصلة اللجان العراقية التحقيق في الاستهداف الأخير الذي طال حقل كورمور الغازي في محافظة السليمانية بالطيران المسيّر، والذي أدّى إلى احتراق أحد خزاناته الرئيسة، وانخفاض إمدادات الكهرباء إلى إقليم كردستان بنسبة 80%، فضلاً عن خسارة المنظومة الكهربائية أكثر من 3 آلاف ميغاواط موقتاً.

وأصدرت الفصائل المسلّحة العراقية بياناً نقلته وكالة الانباء العراقية (واع)، رفضت فيه اتّهامها بالوقوف خلف الاستهداف. وأشارت إلى "جهات خبيثة تريد خلط الأوراق والتغطية على صراع إقليمي"، قائلا إن "المقاومة ليس في أجندتها استهداف أي من المواقع المدنية، وسلاحها موجه نحو الاحتلال دائماً".

وتابعت: "المقاومة العراقية مستعدة للمشاركة في التحقيق في الاعتداءات المتكررة، بخاصة تلك التي تستهدف البنى التحتية والثروات الوطنية. وعرضت سابقاً استعدادها لتكون جزءاً من منظومة الدفاع الجوي وتأمين الأجواء العراقية، وصولاً الى تحقيق السيادة الوطنية الكاملة".

من جهته، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان، الجمعة، إنَّ "اللجنة التحقيقية التي أوعز رئيس الوزراء في تشكيلها تبحث ميدانياً في حقل كورمور للوقوف على ملابسات الحادث. وستظهر نتائج التحقيق خلال 72 ساعة بعد الوقوف على أسباب الحادث والجهات المتسببة به".

وأشار إلى أنَّ "اللجنة، برئاسة وزير الداخلية، وعضوية كل من رئيس جهاز المخابرات ووزير داخلية إقليم كردستان، وبإسناد من التحالف الدولي، ولجنة فنية من قيادة العمليات المشتركة، تحقق في هذا الفعل لكشف المتورطين فيه والجهات التي تساندهم ومحاسبتهم وفقاً للقانون".