انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تصريح منسوب إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جاء فيه إن "مصر كانت على حافة الهاوية عام 2014". الا ان هذا التصريح غير صحيح. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

فقد نشرت حسابات في الفايسبوك خبرا تضمّن تصريحاً للسيسي جاء فيه (من دون تدخل): "السيسي يقول خلال زيارة للأكاديمية العسكرية إن مصر كانت على حافة الهاوية في 2014، ويشير إلى أنه يعمل منذ تولي منصبه في 2014 على إتمام الأمور بالشكل الأمثل وتغيير الوضع للأفضل".

حقيقة التصريح 

ولكن بيّن البحث أن هذا التصريح غير صحيح، ولم يدل به السيسي في الحديث الذي نقلته القنوات الفضائية المصرية خلال زيارته أخيراً الأكاديمية العسكرية، ولم يتضمنه البيان الذي أصدره المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.

ففي الحديث الذي بثته القنوات الفضائية المصرية (الحكومية)، منها "إكسترا نيوز"، بتاريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، على يوتيوب، لم يذكر السيسي عام 2014، بل تحدث عن وضع البلاد بعد ثورة 2011، وذلك خلال تناوله مسألة مفاعل الضبعة والتعاون مع روسيا في هذا الأمر، وذلك في الدقيقة 32:40.

وقال السيسي في هذا الفيديو (بالعامية المصرية): "روسيا هي اللي وافقت أنها تمول المشروع بـ25 مليار دولار لدولة خارجه من 2011 وفي حاله فوضى".

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة اكسترا نيوز في يوتيوب، في 26 تشرين الثاني 2025

كذلك، جاء التصريح الحقيقي للسيسي في بيان أصدره المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، على حسابه في الفايسبوك في 26 منه، وذلك رداً على استفسار بشأن موقف الرئيس إزاء بعض الملاحظات على عملية التصويت في انتخابات مجلس النواب.

وقال إن ما "قام به هو بمثابة فيتو اعتراضاً على بعض الممارسات لعدم رضاء سيادته عليها، مشدداً على رغبته في إتمام كل الأمور على خير وجه وهو ما يتماشى مع رغبة الشعب المصري، موضحاً سيادته في هذا الصدد أن مصر كانت على حافة الهاوية عام 2011، وأن سيادته يسعى منذ تولي مهام منصبه عام 2014 إلى إتمام الأمور بالشكل الأمثل وتغيير الوضع للأفضل".

بيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية في الفايسبوك (26 تشرين الثاني 2025)

زيارة تناولت ملفات عدة

وأجرى السيسي في صباح 26 منه زيارة للأكاديمية العسكرية المصرية، شارك خلالها في اختبارات الطلاب المتقدمين للالتحاق بالكليات العسكرية المصرية، وفتح نقاشات مع عدد منهم بشأن ملفات عدة.

وقال السفير محمد الشناوي، المُتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، إن السيسي أكد حرص الأكاديمية العسكرية المصرية على انتقاء أفضل العناصر للالتحاق بها بموضوعية وتجرد، باِستخدام أحدث المعايير العلمية الدقيقة، التي تطبق بشكل منصف وشفاف لضمان توفير فرص متكافئة ومتساوية للجميع، وذلك من خلال منظومة مميكنة، بما يحقق انتقاء عادلاً إلى أقصى درجة.

وأشار السيسي إلى أنه يتم تقديم مستوى علمي ومعرفي وأكاديمي على أعلى مستوى في كلية الطب العسكري يضاهي مستوى التعليم في أفضل كليات الطب العالمية، مؤكداً أن خريجي كلية الطب العسكري سينافسون خريجي أفضل جامعات العالم.

وذكر المُتحدث الرسمي أن "الرئيس المصري أدار حواراً تفاعلياً مع الطلاب المُرشحين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية، تناول خلاله عددًا من الموضوعات، بما في ذلك الوضع الاقتصادي وحجم الاحتياطي النقدي، وسبل التعامل مع الدين الداخلي والخارجي، وإيجاد فرص عمل للشباب، والعمل على تطبيق الذكاء الاصطناعي والميكنة والرقمنة في مؤسسات الدولة".

و"رداً على استفسار بشأن موقف الرئيس إزاء بعض الملاحظات على عملية التصويت في انتخابات مجلس النواب، أكد أن ما قام به هو بمثابة فيتو اعتراضاً على بعض الممارسات لعدم رضاء سيادته عليها، مشدداً على رغبته في إتمام كل الأمور على خير وجه وهو ما يتماشى مع رغبة الشعب المصري. وأوضح سيادته في هذا الصدد أن مصر كانت على حافة الهاوية عام 2011، وأن سيادته يسعى منذ تولي مهام منصبه عام 2014 إلى إتمام الأمور بالشكل الأمثل وتغيير الوضع للأفضل".

ورداً على استفسار بشأن مدى قدرة الدولة المصرية على تحقيق اكتفاء ذاتي في السلع الأساسية وتوفيرها بأسعار مناسبة، أشار السيسي إلى أن عام 2026 سيشهد دخول 4.5 ملايين فدان إلى مجمل مساحة الأرض المزروعة في مصر، التي تبلغ حالياً حوالي ٩ ملايين فدان، موضحاً أنه لا يمكن عملياً تحقيق الاكتفاء الذاتي من كل السلع الأساسية.

وخلال لقاء السيسي حاملي درجة الدكتوراه من دعاة وزارة الأوقاف الذين سوف يلتحقون بالأكاديمية العسكرية المصرية في دورة علمية تستغرق العامين، وذلك بحضور الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، أكد أن تلك الدورة تهدف إلى تحقيق استنارة حقيقية، وإعداد علماء ربانيين مستنيرين مفيدين لوطنهم، ومجابهة التخلف والتطرف والغث، وزيادة الفهم وتحقيق بناء عقلي جامع مختلف عن كل العقول السابقة.

وفي ما يتعلق بالقضايا الاقليمية، قال السيسي إن مصر تسعى إلى تحقيق الاستقرار في كل دول المنطقة التي تواجه أزمات، على غرار ما قامت به لوقف الحرب في قطاع غزة، مضيفاً أن مصر خسرت نحو 8 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس إثر الهجمات التي تعرضت لها السفن التجارية في البحر الأحمر في السنوات الماضية.

الخلاصة: التصريح المتداول للسيسي غير صحيح. وما قاله الرئيس المصري في الحقيقة هو أن مصر كانت على حافة الهاوية عام 2011، وليس عام 2014 كما تم تداوله.