منذ يومين، يستقطب جنرال سوري الاهتمام بسبب لحيته الكثيفة واطلالته في صورة بنظارة سوداء، رأى فيها مستخدمون انه يشبه الاميرال علاء الدين، رئيس جمهورية وادية الخيالية في فيلم الديكتاتور، وايضا المراسل الكازاخستاني الخيالي بورات. وألهمت صورته تلك العديد من التعليقات كان العديد منها مهاجماً. ولكن ما يجب معرفته عن صورة ذلك الجنرال هو انها زائفة، معدلّة. وقد استخدمت في عملية التعديل صورة أصلية نشرتها وزارة الدفاع السورية في 24 تشرين الثاني 2025، وبدا فيها رئيس هيئة التدريب العميد عبد الرحمن السرحان من دون نظارة سوداء، خلال مشاركته، على رأس وفد من الوزارة، في فعاليات الدورة الـ29 لهيئات التدريب في الجامعة العربية في مصر. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

لباس عسكري، وصفّان من النجوم على الكتفين. الرجل الملتحي جلس وراء طاولة، واضعاً نظارة سوداء على عينيه. خلال الساعات الماضية، تكثف التشارك في صورته في حسابات أرفقتها بتعليقات مختلفة، منها الساخر، ومنها المهاجم. "الجنرال علاء الدين السوري"، كتب مستخدم، في اشارة الى شخصية الاميرال علاء الدين، رئيس جمهورية وادية الخيالية في فيلم الديكتاتور. وأضاف آخر: "لدينا حرفيًا بورات في الجيش الجهادي السوري الجديد"، في اشارة الى شخصية المراسل الكازاخستاني الخيالي بورات ساجدييف. وعلّق آخرون: "الكوميديا تحولت واقعا في سوريا الجديدة".

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)

ولكن من يكون هذا الرجل؟ وما حقيقة صورته بالنظارة السوداء؟ 

ردا على السؤال الأول، نعرّفكم برئيس هيئة التدريب العميد السوري عبد الرحمن السرحان، وفقا لوزارة الدفاع السورية. 

وردا على السؤال الثاني، صورته بالنظارة السوداء معدّلة، زائفة.

والدليل العثور، بالبحث العكسي، على الصورة الأصلية منشورة في صفحة وزارة الدفاع السورية في الفايسبوك، في 24 تشرين الثاني 2025. وبدا فيها العميد السرحان من دون نظارة سوداء، وذلك خلال مشاركته، على رأس وفد من الوزارة، في فعاليات الدورة الـ29 لهيئات التدريب في جامعة الدول العربية في مصر. 

الصورة (الى اليسار) منشورة في صفحة وزارة الدفاع السوربة في الفايسبوك، في 24 تشرين الثاني 2025

الصورة الاصلية منشورة في صفحة وزارة الدفاع السورية في الفايسبوك، في 24 تشرين الثاني 2025

وأجرينا لكم مقارنة بين الصورتين الاصلية (ادناه الى اليمين)، والمعدلة (الى اليسار). 

مقارنة بين الصورتين الاصلية (الى اليمين)، والمعدلة (الى اليسار).

يشار الى ان مستخدمين عمدوا أيضا الى استبدال النظارة السوداء الزائفة، بأخرى صفراء... في اطار من السخرية.  

الصورة الزائفة المتناقلة (اكس)

في افتتاح فعاليات الدورة الـ29 لهيئات التدريب، قال الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي في جامعة الدول العربية السفير خليل الذوادي إن "المشاركة في هذه الدورة التي تحمل عنوان “دور الذكاء الاصطناعي في تطوير القدرات المستقبلية للقوات المسلحة وتأثيرها على العمليات والتدريب” دليل على حرص القيادات العسكرية بدولنا العربية على النهوض بمجال التدريب لقواتنا المسلحة العربية ودعم التعاون العربي المشترك، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي يحتل دوراً متزايداً في الآونة الأخيرة في تخطيط ودعم العمليات العسكرية من خلال تطبيقات عديدة في مجالات الأسلحة الحديثة".


وانطلقت، في 23 منه، أعمال الدورة الـ29 لرؤساء هيئات التدريب في القوات المسلحة العربية في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة تونس، على ما ذكرت وكالة "سانا". وتناقش الدورة التي تستمر 5 أيام دور التعلم الذاتي في تطوير القدرات المستقبلية للقوات المسلحة وتأثيرها على العمليات والتدريب.

الآلاف يتظاهرون في سوريا احتجاجا على اعتداءات طالت الأقلية العلوية

وجاء تداول الصورة الزائفة للسرحان في وقت تظاهر الآلاف، أمس الثلثاء، في مدينة اللاذقية الساحلية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية في سوريا، تنديدا باعتداءات استهدفت هذه الأقلية في الآونة الأخيرة، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

منذ إطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد قبل نحو عام، يتعرض أبناء الطائفة التي ينحدر منها لهجمات متكررة، وقد قتل المئات منهم في حوادث وقعت في آذار الماضي بعدد من قرى الساحل السوري.

وردّد المتظاهرون الذين احتشدوا في دوار الأزهري وسط اللاذقية هتافات، بينها "الشعب السوري واحد"... "يا عالم اسمع اسمع... الشعب العلوي ما بيركع". ورفع آخرون لافتات تطالب بـ "الافراج عن المعتقلين".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا يزال نحو 9 آلاف عسكري من المجندين السابقين في جيش النظام السابق معتقلين عقب إطاحة الأسد، وقد قضى 62 منهم تحت التعذيب، وفقا للمصدر نفسه.

وتأتي هذه التظاهرات غداة أحداث عنف طائفي شهدتها مدينة حمص في وسط البلاد، تضاف إلى سلسلة اضطرابات مماثلة شهدتها سوريا في الأشهر الماضية، عقب سقوط عائلة الأسد، بعد خمسين عاما من الإمساك بمقاليد البلاد بيد من حديد.

فقد عُثر الأحد على زوجين مقتولين في في بيتهما في بلدة زيدل قرب حمص (وسط)، وقد أُحرقت جثة الزوجة. كذلك، عُثر في مكان الجريمة على عبارات ذات طابع طائفي، بحسب الشرطة.

ووُجهت اتُهامات لعلويين بالوقوف وراء هذه الجريمة، ما أشعل موجة عنف في عدد من مناطق المدينة التي تضمّ أحياء سنيّة وأخرى علويّة.

وقام شبان من العشائر البدوية بأعمال تخريب طالت مساكن وسيارات ومتاجر في أحياء ذات غالبية علوية، قبل أن تفرض السلطات حظرا للتجوال لاحتواء الوضع.