الجيش المصري استهدف مركبات تابعة لقوات الدعم السريع؟ النهار تتحقق FactCheck
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها لـ"مركبات تابعة لقوات الدعم السريع في السودان، استهدفها الجيش المصري" أخيراً. الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة مركبات متفحمة على طريق صحراوي، فيما كانت النيران لا تزال مشتعلة بعدد منها. وكتبت معها حسابات (من دون تدخل): "إنك تساعد الدعم السريع إنت حر وإحنا كمان من حقنا نحافظ عن أمننا القومي ومش هنخلي دبانة تعدي ودائما اللي في صف مصر هو الكسبان. تدمير وحرق أسطول من السيارات الحربية بمن فيها في المثلث الحدودى قادمة من غرب ليبيا".

حقيقة الصورة
ولكن الفحص التقني كشف أن هذه الصورة مفبركة وغير حقيقية.
بداية، تظهر فيها كلمة Grok، وهو أداة ذكاء اصطناعي تتبع منصة إكس وتعمل على توليد نصوص وصور، بما يؤكد أنها مفبركة.

الى جانب ذلك، قاد البحث العكسي إلى حساب في تيك توك نشر الصورة بتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وصنّفها التطبيق أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي.

من جهة أخرى، أكد الفحص التقني، عبر مؤشر forensic في أداة InVid، أن الصورة مفبركة. وهو ما يظهر في المسارات الزرقاء والأرجوانية التي تؤكد مستوى عال من الخطأ، بجانب كشف وجود "حواف" محددة بشكل خارجي وغير طبيعية في ظلال المركبات، ما يؤكد فبركتها.


اتهامات من دون أدلة
يشار الى انه لم تُنشَر أخيراً أي تقارير إخبارية أو بيانات رسمية عن تدخل مصر في الحرب ضد قوات الدعم السريع.
وكان قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو وجّه اتهامات الى مصر، في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024، عبر مقطع فيديو نشره على حسابه في إكس، قبل أن يحظره التطبيق في ما بعد.
ونشرت منصات إخبارية هذا الفيديو في 10 منه، ويظهر فيه دقلو متهما الطيران المصري بدك قواته في جبل مويه، وواصفا القوات الجوية المصرية بـ"القوة القاهرة"، لما تمتلكه من طيران حديث.
وردّت يومذاك وزارة الخارجية المصرية على دقلو، في بيان نشرته على صفحتها في فايسبوك في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024، نفت فيه هذه الاتهامات. ووصفت قوات الدعم السريع بـ"المليشيات".
البرهان: الجيش سيواصل القتال
في 21 تشرين الثاني الجاري، أكّد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوّات المسلّحة السودانية عبد الفتاح البرهان أن الجيش "سيواصل القتال ضد التمرّد من دون تراجع".
وقال خلال زيارته مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض، إن "القوّات المسلّحة والقوّات المساندة عازمة على مواصلة العمليات العسكرية حتى تطهير كل شبر من أرض الوطن".
وأشاد بالأدوار التي يقوم بها سكّان القطينة في دعم الجيش، مشيراً إلى "رمزية" المنطقة في إعداد المقاتلين وإسناد القوات المسلّحة.
وشدد على أن الجيش مستمر في "استكمال المسيرة" التي سقط فيها عدد من القتلى خلال المعارك الدائرة، وفقا لبيان الناطق الرسمي باسم القوّات المسلّحة.
وكانت مجموعة الوساطة المعروفة باسم الرباعية اقترحت في ايلول خطّة تتضمّن هدنة لمدّة ثلاثة أشهر واستبعاد الحكومة الحالية وقوّات الدعم السريع من المشهد السياسي لما بعد النزاع، وهو بند يرفضه الجيش حتى الآن.
ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت قوّات الدعم السريع قبولها اقتراح هدنة إنسانية بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب).
وأفادت الأمم المتحدة مذاك عن وقوع مجازر واغتصابات ونهب ونزوح جماعي لسكّان الفاشر.
الخلاصة: الصورة المتداولة مفبركة وتم توليدها بالذكاء الاصطناعي. ولم تنشر أي أخبار أو تقارير رسمية عن استهداف الجيش المصري لقوات الدعم السريع في السودان.
نبض