قائد قوات الدعم السريع يطلب التفاوض مع مصر؟ النهار تتحقق FactCheck
ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه يظهر قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو وهو يطلب أخيراً التفاوض مع القاهرة. الا ان هذا الفيديو قديم، ولا علاقة له بالتطورات الأخيرة في السودان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو دقلو وهو يمسك بميكروفون قائلا إن "المصريين جيراننا ونكن لهم كل الاحترام، ويمكن أن نحل أي مشكلات عالقة بالحوار والتفاوض". وكتبت معه حسابات: (بالعامية المصرية): "جاب ورا وعايز يحلها بالحوار وبالترابيزه".

حقيقة الفيديو
ولكن بعد تفكيك الفيديو إلى صور، عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أن هذا الفيديو قديم، إذ نشره الحساب الرسمي لقناة "الحدث السوداني" على فايسبوك بتاريخ 22 حزيران/يونيو الماضي، بعنوان: "حميدتي: لا نستهدف دول الجوار بسيطرتنا على المثلث الحدودي وسنعالج خلافاتنا مع مصر عبر الحوار".

حينها، قال قائد قوات الدعم السريع، في أول ظهور له وسط جنوده رُجح أنه في إحدى ولايات إقليم دارفور غرب السودان، إن حل الخلافات مع مصر سيكون بالحوار، متعهدًا احترام حدود الدول المجاورة للسودان.
وقال إن دخول قواته المثلث الحدودي الرابط بين السودان وليبيا ومصر عند منطقة جبل العوينات لن يضر بدول الجوار إن لم يحمل فائدة لها. وأكد أنه "ليست لديه مشكلة مع مصر ويحترم حدودها".
وصرّح بأن "خلافاتنا مع مصر يجب أن تحل بالحوار الدبلوماسي لا بالصراع أو التظاهر العسكري". وتابع: "راجعنا حساباتنا، وعلينا حل مشكلتنا مع مصر بالحوار، على الطاولة، وليس عبر المشاحنات"، مؤكدا أنه "لسنا ضد أي دولة".
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع سيطرت على منطقة "المثلث" لتأمين كل أنحاء الصحراء، مشيرا الى أن دول الجوار "لن تجد منها سوى الخير".
وجاءت مواقف دقلو بعد إعلان قوات الدعم السريع، في 11 حزيران/ يونيو الماضي، أنها سيطرت على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، وتأكيد الجيش السوداني انسحابه من المنطقة.
وأفادت يومذاك قوات الدعم السريع بأنها تمكنت من "تحرير منطقة المثلث الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة نوعية".
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش إنَّ قواته "أخلت منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا"، وذلك "في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان".
استمرار التصعيد
وجاء تداول الفيديو في وقت استهدفت طائرات مسيّرة، أمس الخميس، مدينة مروي شمال السودان، حيث توجد أحد أكبر السدود في البلاد. وهي تقع ضمن منطقة خاضعة لسيطرة الجيش، الذي اتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم.
وقال مصدر في الاستخبارات السودانية إنّ "سبعة صواريخ أُطلقت على المدينة". وأكد شهود عيان أنّ عدد "الانفجارات بلغ نحو 28 بين منتصف الليل والفجر".
من جهتها، أشارت الفرقة التاسعة عشرة في الجيش السوداني إلى أنّ "الهجمات استهدفت مقر القيادة العامة للجيش ومطار المدينة وسد مروي"، موضحة أنّ القوات تصدت للطائرات بعد إطلاقها. وأكد شهود أنّ "المدينة غرقت في الظلام بعد انقطاع تام للكهرباء".
وشنّت قوات الدعم السريع مراراً هجمات على منشآت عسكرية ومدنية، أبرزها في الخرطوم في تشرين الأول/أكتوبر ، وفي بورتسودان بشرق البلاد في الربيع الماضي، بينما يواصل الجيش استهداف مواقعها.
وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، لتُحكم بذلك سيطرتها على المنطقة الغربية الشاسعة.
الخلاصة: الفيديو المتداول قديم، اذ يعود إلى حزيران/يونيو الماضي. ولا علاقة له بالأحداث الأخيرة في السودان.
نبض