شاب يحرق فستان زفاف خطيبته بعد مقتلها في غزة؟ إليكم الحقيقة FactCheck
وثّقت وسائل الإعلام مئات القصص عن أفرادٍ فقدوا عائلاتهم أو أولادهم أو شركائهم خلال الحرب في قطاع غزّة، وعلى الرغم من ذلك تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تهدف إلى جذب التفاعلات وإثارة العواطف منها فيديو زعم ناشروه أنّه لشابٍ فلسطينيّ يحرق فستان زفاف خطيبته بعد وفاتها خلال الحرب. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة لا علاقة له بغزّة، وقد صوّره صاحب متجرٍ في سوريا.
يظهر الفيديو شاباً يرتدي بزّة سوداء يشعل النيران بباقة من الورد وفستان زفافٍ وسط الدمار. وجاء في التعليق المرفق أنّ الفيديو يظهر شاباً فلسطينياً "يحرق فستان زفاف خطيبته بعد استشهادها في غزّة".

حظي الفيديو بآلاف المشاركات من صفحاتٍ عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد عبّر آلاف المعلّقين عن تعاطفهم مع الشاب وسط المعاناة التي عاشها سكان قطاع غزّة خلال الحرب.
ويسري في غزة منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، هدفه وضع حد للحرب التي اندلعت إثر هجوم للحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلا أنّ طيف الحرب لا يزال يطارد سكان القطاع الفلسطيني المنهكين والذين يكافحون باستمرار للحصول على الماء والغذاء.
وأدّت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ نحو سنتين في قطاع غزة إلى مقتل 69179 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبر موثوقة من قبل الأمم المتحدة.
حقيقة الفيديو
إلا أنّ الفيديو لا يمتّ بصلة إلى غزّة.
فقد أظهر البحث عن لقطات منه إلى نسخته الأصليّة منشورة في صفحة متجرٍ للهدايا في محافظة إدلب شمال غرب سوريا بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.
إثر ذلك تواصل صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة "فرانس برس" مع صاحب المتجر، الذي أكّد أنّه هو من صوّر الفيديو في سوريا بناءً على طلب من أحد زبائنه، ولا علاقة للموضوع بغزّة.
وأوضح في فيديو نشره على صفحة المتجر على موقع إنستغرام أنه فوجئ بأنّ المشهد منشورٌ في صفحات عدّة على مواقع التواصل مع تعليقات تشير إلى أنّه مصوّر في غزّة.
وقال: "أنا صاحب متجرٍ في إدلب، وقد تواصل معي أحد الزبائن لتجهيز باقة من الورد وفستان زفاف، ثمّ طلب أن أحرقها وأصوّر فيديو" .
وأفاد صاحب المتجر لـ"فرانس برس" أنّه هو من مثّل المشهد، وقد صوّر في مدينة سراقب في محافظة إدلب.
خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس
نبض