نشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمزاعم انه "يطلب فيه من الإمارات دعم سلطة الرئيس أحمد الشرع في سوريا". الا أن هذا الزعم غير صحيح. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يظهر الفيديو السيسي في لقاء حواري على هامش اجتماع قمة الحكومات العالمية عام 2023، وفقاً لما يُقرأ على لافتة خلفه. وكتبت معه حسابات (من دون تدخل): "الرئيس السيسي يوصي حاكم الامارات بزيادة ارسال معونات لسوريا في وجود رئيس سلطة الامر الواقع الجولاني".

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

حقيقة الفيديو
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن التعليق على المقطع غير صحيح. 

فالفيديو الأصلي نشرته القناة الرسمية لقمة الحكومات العالمية على موقع يوتيوب في 15 شباط/فبراير 2023، بعنوان: "عبد الفتاح السيسي في القمة العالمية للحكومات 2023". 

وجاء في وصف الفيديو: "السيسي خلال جلسته الرئيسية ضمن القمة العالمية للحكومات 2023.". ويمكن مشاهدة المقطع المتناقل في الدقيقة 19:41 في الفيديو أدناه. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب القمة العالمية للحكومات في يوتيوب، في 15 شباط 2023

وبعد البحث، اتضح أن الرئيس المصري كان يتحدث عن ضرورة مساعدة سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب حينها شمال غربها، في 6 شباط 2023، خلال حكم بشار الأسد، إلى جانب تركيا. 


زلزال مدمر 
وقد بلغت قوة الزلزال يومذاك 7.9 درجات، وأدّت الهزة الأرضية العنيفة خلال خمس وستين ثانية إلى مقتل 53537 شخصاً في تركيا، بحسب حصيلة نشرتها السلطات التركية الجمعة 2 شباط 2024، طمروا تحت أكوام من الاسمنت بعدما انهارت عليهم المباني حيث يقطنون متحولة إلى أنقاض، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

إلى ذلك، سُجّل مقتل 6 آلاف شخص في سوريا المجاورة، الامر الذي رفع حصيلة الكارثة في البلدين إلى نحو 60 ألف قتيل، لتصبح من بين أكثر 10 كوارث حصداً للأرواح خلال المئة عام الماضية. ووصفها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ"كارثة القرن".

وكشف تقرير صادر عن البنك الدولي بتاريخ 3 آذار/مارس 2023، أن الأضرار في سوريا عن زلزال 6 فبراير/شباط تسبب بأضرار مادية مباشرة تُقدر بنحو 5.1 مليارات دولار أميركي. وقدّر التقرير قيمة الرصيد الرأسمالي المتضرر والمُدمّر بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي. وشملت الأضرار الواسعة النطاق 4 محافظات، يعيش فيها نحو 10 ملايين من سكان البلاد.

الشرع رئيساً

من جهة أخرى، تمّ تنصيب أحمد الشرع رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية بتاريخ 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، أي بعد نحو عامين على ذلك الفيديو المتداول، الامر الذي يؤكد أن سياق حديث السيسي في الفيديو المتناقل مختلف تماما عن التعليق المرفق به.

آنذاك أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، وذلك بعد أكثر من شهر من إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، وتفويضه بتشكيل مجلس تشريعي بعد حل مجلس الشعب وإلغاء الدستور.

وقال الناطق باسم الإدارة العسكرية العقيد حسن عبد الغني "نعلن تولية السيد القائد أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، ويقوم بمهام رئاسة الجمهورية العربية السورية، ويمثلها في المحافل الدولية".

وأضاف أن الإدارة فوضته "تشكيل مجلس تشريعي موقت للمرحلة الانتقائية، يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذي". وأعلن حل الفصائل المسلحة في البلاد.

الخلاصة: الفيديو المتداول يظهر السيسي متكلماً على مساعدة سوريا في مواجهة تبعات الزلزال المدمر، الذي ضربها في 6 شباط 2023. وهو منشور في 15 منه، اي قبل تولي الرئيس السوري احمد الشرع السلطة في سوريا.