المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة إغراق الجيش الاسرائيلي أخيراً نفقاً في رفح بالأسمنت، وفي داخله أكثر من 150 عنصرا من حركة حماس". 

الا أن هذا الادعاء غير صحيح.

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 17 حزيران 2025. وتظهر إغلاق الجيش الاسرائيلي نفقاً تحت الأرض في منطقة المستشفى الأوروبي بخان يونس، حيث تم العثور على جثة القيادي السابق في حماس محمد السنوار، وذلك باستخدام 250 مترا مكعبا من الخرسانة. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر المشاهد مادة لزجة تنساب في نفق، على ما يبدو. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "الجيش الاسرائيلي المجرم ينشر اللحظات الأولى لإغراق نفق بمدينة رفح بالاسمنت، وبه أكثر من 150 مقاوما". 

🛑الجيش الاسرائيلي المجرم ينشر اللحظات الأولى لإغراق نفق بمدينة رفح بالاسمنت وبه أكثر من 150 مقاوم .

طغوا يالله في بلادنا اللهم انتقاماً يالله pic.twitter.com/wW7RF0r0b8

— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) November 5, 2025

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

إسرائيل تضخ خرسانة ومتفجرات داخل نفق  

جاء تداول الفيديو، في وقت أفادت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء الاثنين، بأن الجيش الإسرائيلي بدأ بضخ خرسانة وإدخال مواد متفجرة إلى نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة بداخله عشرات المقاتلين الفلسطينيين، على ما أوردت وكالة "الاناضول" التركية. 

وأتى ذلك وسط تضاربت الأنباء في إسرائيل بشأن سماح تل أبيب لنحو 200 من عناصر حركة حماس بمغادرة مناطق سيطرة الجيش في قطاع غزة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية الخاصة عن مصدر سياسي إسرائيلي (لم تسمه) قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لن يسمح بمرور آمن لـ200 من عناصر حماس" موجودين بمناطق سيطرة الجيش إلى أراضي خاضعة لسيطرة فلسطينية.

وذكرت "هآرتس" أن عناصر حماس "على ما يبدو، عالقون في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ". وأشارت إلى أن الوسطاء "اقترحوا أن تسمح لهم إسرائيل بالانتقال إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين في القطاع"، من دون ذكر هوية الوسطاء.


في المقابل، قالت القناة 12 العبرية إنه من المتوقع أن تسمح إسرائيل لـ200 عنصر من "حماس" بمغادرة مناطق جنوب القطاع. وتابعت: "علمنا أنه من المتوقع أن توافق إسرائيل قريبًا على عودتهم إلى الأراضي الفلسطينية، شريطة أن يُسلِّموا أسلحتهم".

وأفادت صحيفة معاريف أن "لواء ناحال ومقاتلو الهندسة القتالية يواصلون التعامل مع نفق استراتيجي في حي الجنينة برفح".

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، تقودنا الى خيوط عدة توصلنا اليه منشورا في حساب الجيش الاسرائيلي في اكس، في 17 حزيران 2025، مع شرح أنه "خلال الأسبوعين الماضيين، نفذت القوات الاسرائيلية عمليةً مُركّزة لتحديد مواقع ومسح بنى تحتية واسعة النطاق لحماس تحت الأرض في منطقة المستشفى الأوروبي بخان يونس، حيث عُثر على جثة محمد السنوار. وقد أغلقنا النفق بصب نحو 250 مترًا مكعبًا من الخرسانة فيه. ونُفّذت العملية في المنطقة بدقة وعناية لتجنب إلحاق الضرر بمبنى المستشفى".

📍Our war against Iranian proxies is on all fronts:

Over the past two weeks, our troops conducted a targeted operation to locate and map out large-scale underground Hamas infrastructure in the area of the European Hospital in Khan Yunis, where the body of Mohammed Sinwar was… pic.twitter.com/GsQkLblB2p

— Israel Defense Forces (@IDF) June 17, 2025

لقطة من الفيديو المنشور في حساب الجيش الاسرائيلي في اكس، في 17 حزيران 2025

كذلك، قال الجيش الاسرائيلي في بيان إنه "بعدما قامت وحدة ياهلوم ووحدات أخرى برسم خرائط مسارات الأنفاق، تم تفكيك المسار في عملية لوجستية وهندسية مُعقّدة. وبجهودٍ قادتها كتيبة الهندسة في لواء غولاني، وبدعمٍ من وحدة الدعم اللوجستي التابعة للفرقة، قامت عشرات الشاحنات وخلاطات الأسمنت بإغلاق النفق بصب ما يقارب 250 مترًا مكعبًا من الخرسانة...". 

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة كذّب مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن وجود نفق أسفل المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة. وأكد أن قوات الجيش أجرت حفريات في الموقع ووضعت أنبوبا زعمت لاحقا أنه نفق، والتقطت مشهدا تمثيليا قرب قسم الطوارئ في المستشفى.

وقال المكتب الحكومي في بيان، الاحد 8 حزيران 2025، إن رواية الجيش الاسرائيلي "مفبركة وساقطة ومليئة بالثغرات والادعاءات الملفّقة، ولا تصمد أمام الحد الأدنى من التمحيص والمنطق".

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال محمد السنوار في خان يونس

في 31 ايار 2025، أعلن الجيش الإسرائيلي تمكنه من اغتيال قائد كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- محمد السنوار، في غارة نفذها يوم 13منه في خان يونس جنوب قطاع غزة، على ما ذكرت تقارير اعلامية. 


وادعى الجيش أن العملية المشتركة التي نفذها مع جهاز الأمن العام (الشاباك) في ذلك اليوم "تضمّنت شن طائرات حربية غارات على محيط المستشفى الأوروبي بمنطقة خان يونس، أسفرت عن تصفية محمد السنوار، وايضا محمد شبانة، قائد لواء رفح (جنوب) في حماس، ومهدي كوارع، قائد كتيبة جنوب خان يونس في الحركة". 

وزعم الجيش الاسرائيلي أن القادة الثلاثة الذين تمت تصفيتهم، كانوا في مجمع قيادة وسيطرة تحت الأرض، يقع تحت المستشفى الأوروبي بخان يونس.

وبعد نحو ثلاثة أشهر على الإعلان الإسرائيلي، أكدت حماس اغتيال السنوار. 

رسمياً... الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة محمد السنوار

ومحمد السنوار هو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، قائد حماس الذي شارك في التخطيط لهجوم السابع من تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي قتلته إسرائيل في القتال بعد عام من ذلك. وتمت ترقيته إلى المراتب العليا في الحركة عام 2024، بعد مقتل شقيقه.

واشتهر الرجل بالمراوغة والإفلات من محاولات الاغتيال. عيّن عام 2005 قائدا للواء خان يونس، وقاد الهجوم عبر الحدود عام 2006 وعملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أفرجت حماس عنه بعد خمس سنوات في عملية تبادل مع أكثر من ألف فلسطيني، كان من ضمنهم يحيى السنوار، شقيق محمد. 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "إغراق الجيش الاسرائيلي أخيراً نفقاً في رفح بالأسمنت، وفي داخله أكثر من 150 عنصرا من حركة حماس". في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 17 حزيران 2025. وتظهر إغلاق الجيش الاسرائيلي نفقاً تحت الأرض في منطقة المستشفى الأوروبي في خان يونس، حيث تمّ العثور على جثة القيادي السابق في حماس محمد السنوار، وذلك باستخدام 250 مترا مكعبا من الخرسانة.