سوداني يوثق الرعب في الفاشر... الإبادة هنا "شغالة"؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "سودانياً يوجه من الفاشر نداء استغاثة".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد غير حقيقية، لكونها مولدة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
15 ثانية فقط. تظهر المشاهد شاباً خائفاً كان يركض على طريق، بينما بدت خلفه منازل مدمرة. وقال: "يا هلعالم انقذونا، هنا في الفاشر شغالين ابادة، وما في اكل ولا شرب. شيروا المقطع والله المستعان". وقد انتشر المقطع أخيراً بكثافة في حسابات كتبت معه: "نعلن تضامننا مع اخواننا في السودان والفاشر"، و"كونوا صوتهم، السودان الجريح".


حقيقة الفيديو
الا ان الاعتقاد ان هذه المشاهد حقيقية اعتقاد خاطئ.
فالبحث عن المقطع يوصلنا اليه منشوراً في حساب shhff104@ في تيك توك، في 30 تشرين الاول 2025. وقد ارفقه بوسمي Gemini، اي نموذج الذكاء الاصطناعي من تطوير شركة غوغل، وPrompt اي كلمات تلقينية، بما يدلّ على ماهيته.
الى ذلك، أضاف الحساب ملاحظة أنّ "منشىء الفيديو صنّفه انه من انتاج الذكاء الاصطناعي".
@shhff104 #gemini #prompt #اكسبلورexplore #السودان🇸🇩 #الفاشر ♬ الصوت الأصلي - 🤍AHMAD |أحمد

وأعطى فحص المقطع في برنامج DeepFake-O-Meter، الذي تؤمنه جامعة بافالو، نتيجة انه منشأ على الارجح بالذكاء الاصطناعي. وحدّدت اداة اكتشاف الفيديوات الزائفة ذات العلامة المزدوجة نسبة التزييف بـ99.9%، وأداة اكتشاف الصور/الفيديوهات الزائفة بـ100%، وإسناد نموذج فيديو Wav2lip Deepfake بـ83.68%.

وعلى غرار هذا المقطع، ينشر حساب shhff104@ فيديوات أخرى عن السودان الجريح منشأة بالذكاء الاصطناعي.

مكتب مدعي الجنائية الدولية: العنف في السودان قد يرقى إلى جرائم حرب
وجاء تداول الفيديو في وقت حذّر مكتب المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الاثنين، من أن الفظائع التي ارتُكبت في مدينة الفاشر السودانية قد تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس".
وعبّر مكتب المدعي العام للمحكمة في بيان عن "القلق العميق" حيال التقارير الواردة من الفاشر، والتي تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وغيرها من الجرائم التي يُشتبه بأنها ارتُكبت.
وبعد 18 شهرا من الحصار والقصف والتجويع، سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر يوم 26 تشرين الأول، ونجحت في إخراج الجيش من آخر معقل له في إقليم دارفور في غرب السودان.
وجاء في البيان أن "هذه الفظائع هي جزء من نمط أوسع من العنف ضرب منطقة دارفور بأكملها منذ نيسان 2023". وأضاف أن "أفعالا كهذه، إذا تم إثباتها، قد تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما" الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 65 ألف شخص فروا من الفاشر، بينهم نحو 5 آلاف هربوا إلى مدينة الطويلة القريبة، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين.
وقبل الهجوم الأخير، كانت المدينة تعد حوالى 260 ألف نسمة.
ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وردت تقارير عن عمليات إعدام وعنف جنسي ونهب وهجمات على العاملين في مجال الإغاثة وحالات خطف داخل الفاشر وفي محيطها حيث بقيت الاتصالات مقطوعة إلى حد كبير.
فرار عشرات الآلاف من ولاية شمال كردفان السودانية مع اتساع نطاق المعارك
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "سودانيا يوجه من الفاشر نداء استغاثة". في الحقيقة، هذه المشاهد غير حقيقية، لكونها مولدة بالذكاء الاصطناعي.
نبض