برج خليفة أضيء بعلم مصر احتفالاً بافتتاح المتحف الكبير؟ النهار تتحقق FactCheck
نشرت حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه "يصوّر احتفاء برج خليفة في دبي بافتتاح المتحف المصري الكبير". الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو إضاءة برج خليفة في دبي باسم مصر بالعربية والإنكليزية، وبتماثيل مصرية قديمة. وكتب على الفيديو (من دون تدخل): "إضاءة برج خليفة بعلم مصر احتفالاً بالمتحف المصري الكبير".

حقيقة الفيديو
ولكن بعد تفكيك الفيديو الى صور، عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أن هذا الفيديو قديم ولا علاقة له بافتتاح المتحف المصري الكبير.
وقد نشرته قناة ONPASSIVE على موقوع يوتيوب بتاريخ 29 نيسان/أبريل 2023، بعنوان: "ONPASSIVE تفاجئ العالم على برج خليفة".
ويبدأ هذا المقطع من الدقيقة 1:13. وجاء في وصف الفيديو: "بعد أيام وأشهر من الطموح، وصلت حملة ONPASSIVE إلى القمة، وبلغت آفاقًا جديدة لم نشهدها من قبل. لقد بدأنا للتو، ونتجاوز المستحيل".

وتعرّف القناة نفسها بأنها تابعة لشركة ONPASSIVE، وهي شركة برمجيات تكنولوجيا معلومات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى بناء منتجات برمجية ذكية تُركز على تحسين الكفاءة وتعزيز الإنتاجية.
وتعمل الشركة على تسريع الابتكار والتصميم ووضع الاستراتيجيات والتنفيذ لمواجهة تحديات الأعمال التكنولوجية باستخدام الذكاء الاصطناعي وميزاته الثورية. وشعارها "مساعدة عملائنا على بناء علاقات متينة ومثمرة معهم من خلال تزويدهم بأدوات مُحسّنة ومُوجّهة تُساعد المؤسسات بسلاسة على تحقيق كفاءة تشغيلية أفضل"، على ما كتبت.

افتتاح مهيب
وفي عرض مبهر يشبه قصص ألف ليلة وليلة، افتُتح المتحف المصري الكبير في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بمشاركات من كلّ أنحاء العالم، من طوكيو إلي ريو دي جانيرو ونيويورك. لحظة تتجاوز حدود الزمان والمكان، شدّت انتباه العالم وتسمّر الآلاف أمام الشاشات للمشاركة بالحدث العظيم.
وأمام واجهته المهيبة الممتدة على هضبة الجيزة، حيث تُظلّل الأهرامات الرمال الذهبية التي كشفت بشوقٍ وكرمٍ كنوز القدماء، وقف الحضور. وانسابت الأضواء على الواجهة الحجرية لتُعيد رسم ذاكرة مصر منذ آلاف السنين، بينما صدحت الموسيقى الأنيقة بعزفٍ حيّ، في خليط من الأوركسترا الحديثة والإيقاعات الكلاسيكية، تُحوّل معها الصرح مسرحا أسطوريا للذاكرة والهوية.
وتسلّم الزعماء والقادة المشاركين مجسّماً صغيراً للمتحف المصري الكبير، وكلّ مجسم يحمل اسم دولة ليضع قادتها قطع بلادهم بأيديهم رمزاً لمشاركتهم احتفالية الافتتاح. ووضع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القطعة الأخيرة التي تُمثّل مصر، معلناً الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير.
وقال في كلمة إنّ "المتحف المصري الكبير صورة مجسّمة تنمّ عن مسيرة شعب سكن أرض النيل منذ فجر التاريخ، فكان ولا يزال الإنسان المصري دؤوباً، صبوراً، كريماً، بنّاءً للحضارات صانعاً للمجد، معتزاً بوطنه، حاملاً راية المعرفة ورسولاً دائما للسلام". وتابع أنّ "مصر ظلّت على امتداد الزمان واحة للاستقرار وبوتقة للثقافات المتنوعة وراعية للتراث الإنساني".
ولفت إلى أنّ "المتحف شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري الذي شيّد الأهرام ونقش على الجدران سيرة الخلود، شهادة تروي للأجيال قصة وطن ضربت جذوره في عمق التاريخ الإنساني، ولا تزال فروعه تُظلّل حاضره ليستمر عطاؤه في خدمة الإنسانية".
ويغطي المتحف مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، واستغرق بناؤه أكثر من 20 عاماً، بتكلفة بلغت أكثر من مليار دولار.
وتُفاخر مصر بأنّ متحفها الجديد يضمّ أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، نصفها سيكون معروضاً، ما يجعل منها أكبر مجموعة في العالم مخصصة لحضارة واحدة، شهدت مرور 30 سلالة على مدى خمسة آلاف عام.
الخلاصة: الفيديو المتداول لا علاقة له بافتتاح المتحف المصري الكبير أخيراً. فهو قديم، اذ نشرته شركة ONPASSIVE التي تعمل في مجال البرمجيات، في حسابها في يوتيوب، في 29 نيسان 2023.
نبض