صورة لنائب عراقي مع شخصية إسرائيلية؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنَّها تظهر النائب في البرلمان العراقي المرشّح عن تحالف "البديل" للانتخابات البرلمانية سجاد سالم ملتقياً شخصية إسرائيلية. إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والصورة معدّلة، زائفة. وتعود الأصلية للقاء سالم وزير الدفاع العراقي الأسبق خالد العبيدي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، صورة للقاء بين النائب سالم وشخص يرتدي "الكيباه"، بما يدل على أنَّه يهودي. ووضع العلمان العراقي والإسرائيلي على طاولة بينهما. وأُرفِقت الصورة بتعليق (من دون تدخّل): "الوطني سجاد سالم علاقات كلها اسرائيلية خوش وطنية".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
بالبحث العكسي، عبر محرّك غوغل، توصّلنا إلى الصورة الأصلية المطابقة للتفاصيل التي تحتويها الصورة المتناقلة، وقد نُشرت ضمن مجموعة صور في 1 مايو/أيار الماضي، في حساب وزير الدفاع العراقي الأسبق النائب الحالي خالد العبيدي. لكن ما يختلف فيها هو أنَّ اللقاء جمع العبيدي وسالم، أي أنَّ الصورة المتداولة معدّلة.


ويمكن ملاحظة التطابق في تعابير وجه سالم ووضعية الجلوس، والكراسي، والأرضية والجدار الخلفي، بينما تم تغيير لون حذاء العبيدي ولون الأعمدة خلفهما.

في المقابل، تم استبدال رأس العبيدي برأس رئيس حزب "شاس" الإسرائيلي أرييه مخلوف درعي، الذي توصّلنا إلى هويته عبر البحث عن الوجه في محرّك البحث "ياندكس".
وتوصّلنا إلى الصورة الأصلية التي تم اجتزاء رأس درعي منها، والتي كانت تجمعه ببنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي. وتمّت إضافة العلم الإسرائيلي إلى جانبه، مع تغيير شكل اللوحة الجدارية في الخلف، لتبدو بهذه الصيغة المضلّلة.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ مصادر نشر الصورة هي صفحات عراقية غير معرّقة وغير موثوقة، ولم تنقلها وسائل إعلام عراقية أو إسرائيلية أو دولية.
محاولات للتشويه
ويأتي تداول هذه الصورة الزائفة، في وقت تتكثف الحملات الانتخابية في العراق، تحضيراً للانتخابات العراقية التي تجرى بعد نحو عشرة أيام. وتشهد منصّات التواصل الاجتماعي تداولاً متزايداً لمحتوى تضليلي يستهدف المرشحين والكتل السياسية المنافسة.
ونشرت الصورة المعدّلة التي تزعم لقاء النائب والمرشّح عن تحالف "البديل" سجاد سالم بشخصية إسرائيلية في هذا الإطار، كجزء من محاولات للتشويه عبر ربطه بعلاقات مزعومة بإسرائيل، وهي تهمة حسّاسة في البيئة السياسية العراقية، خصوصاً أنَّ النائب سالم من أبرز المتبنيين لفكرة دمج الحشد الشعبي بالوزارات الأمنية الأخرى، ونزع سلاح الميليشيات المسلّحة وتقويض نفوذ إيران وأذرعها في العراق. وتلقى العديد من الاتهامات غير الموثّقة، بالعمالة والعمل لصالح سفارات تابعة لجهات خارجية.
نبض