نشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه يصور ممشى يربط بين المتحف المصري الكبير والأهرامات. الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يظهر الفيديو ممراً في شكل هرم أُضيء برموز هيروغليفية، وكان اشخاص يمرون فيه. وكتبت حسابات معه (من دون تدخل): "الممشى بين الأهرامات والمتحف المصري الكبير بيعج بالحضارة والقومية المصرية".

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

حقيقة الفيديو 

ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذا الفيديو لا يظهر ممشى بين المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه رسميا في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، والأهرامات.

فقد نشره حساب محمود فخري،  mahmoudifakhry@، في تيك توك في 22 تشرين الاول 2025، مع تعليق: الأهرامات العظيمة.

@mahmoudifakhry the great Pyramids 🤍🪽 #pyramids #gizapyramids #egypt #أم_الدنيا #tiktok ♬ Feha Haga Helwa - Riham Abd EL Hakim

وتواصلت "النهار" مع فخري، الذي أفاد بأن الفيديو يصوّر بوابة الدخول الى  احتفال "الغرامي" الذي أقيم عند سفح الأهرامات بالجيزة، في 22 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وبالنظر إلى المسافة بين المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات الثلاثة على خرائط غوغل، يتّضح أنها تبلغ نحو 5.7 كيلومترات، ويتطلب الوصول إليها سيراً على الأقدام اكثر من ساعة، وهي مسافة أكبر بكثير من تلك التي ظهرت في الفيديو المتداول.

في 22 تشرين الأول، شهدت الأهرامات احتفال إطلاق النسخة الأولى من جوائز "غرامي الشرق الأوسط"، الذي أطلقته الأكاديمية الأميركية للتسجيل المنظمة لجوائز الغرامي العالمية، في أولى خطواتها خارج أميركا لبدء مرحلة جديدة من التوسع الدولي.

صورة نشرها موقع اليوم السابع المصري للممر

وشارك في الاحتفال رئيس الأكاديمية الموسيقية هارفي ميسون جونيور، ونخبة من الشخصيات الموسيقية العربية والعالمية. واجتمعت الألحان الشرقية والغربية في موقع يعد رمزاً للحضارة والخلود.

وقدمت كارول سماحة خلال الاحتفال أغنيتين خطفتا الأسماع، الأولى بعنوان When You Believe للنجمة العالمية الراحلة ويتني هيوستن، والأخرى بعنوان "وحشاني بلادي"، لتوجه من خلالها رسالة حب وحنين للوطن والعروبة والسلام.

View this post on Instagram

A post shared by CAROLE SAMAHA كارول سماحة (@carolesamaha)

الأنظار تتجه إلى الجيزة 

وفي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، تتجه أنظار العالم نجو محافظة الجيزة، حيث يتم افتتاح المتحف المصري الكبير، بحضور العديد من رؤساء وملوك دول العالم، بجانب الشخصيات العامة وأيضاً علماء المصريات.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال جولة ميدانية له قبل ساعات للوقوف على اللمسات النهائية، استعداداً لانطلاق الاحتفالية الكبرى لافتتاح المتحف المصري الكبير، إن العالم ينتظر ما ستقدمه مصر السبت المُقبل خلال احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير المهيبة.

وشدد مدبولي على حرص الدولة المصرية على التأكد من الجاهزية التامة لكل الترتيبات والتجهيزات المُرتبطة بهذا الحدث الضخم.

وبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي. وفي عام 2002، تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة. وأعلنت مصر مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين. 


وفاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين في إيرلندا، Heneghan Peng Architects، والذي يمثل تصميمه أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.


وبدأ بناء مشروع المتحف في أيار/مايو 2005. وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف وحفظها وصيانتها وتأهيلها. وتم افتتاحه عام 2010.  


وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء المصري الرقم 2795 لسنة 2016 بإنشاء هيئة المتحف المصري الكبير وتنظيمها، قبل أن يصدر القانون الرقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشؤون الآثار. 


واكتمل تشييد مبنى المتحف، الذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدداً من قاعات العرض. وتعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم. 


ويضم المتحف عدداً كبيراً من القطع الأثرية المميزة والفريدة، بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعرض للمرة الأولى كاملة منذ اكتشاف مقبرته في تشرين الثاني/ نوفمبر 1922. وهناك ايضا مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، فضلاً عن مقتنيات أثرية مختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

الخلاصة: الفيديو المتداول  لا علاقة له بالمتحف المصري الكبير. وما يظهره هو بوابة دخول الى احتفال جوائز الغرامي، الذي شهدته منطقة الأهرامات خلال تشرين الاول 2025.