الجراح العالمي مجدي يعقوب يوقع وثيقة لنقل كل أملاكه لمصر؟ النهار تتحقق FactCheck
نشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه، وفقاً للمزاعم، "جراح القلب المصري المعروف الدكتور مجدي يعقوب وهو يوثق لحظة توقيعه نقل كل ما يمتلكه لمصر". الا أنّ هذا الزعم ملفق. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو (reel) الدكتور يعقوب وهو جالس على أحد المسارح، بينما كان يوقع شيئا ما. وكتبت معه حسابات (من دون تدخل): "الدكتور مجدي يعقوب يوقع على كل ما يمتلكه لمصر".

حقيقة الفيديو
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن الفيديو حقيقي، ولكن التعليق المرفق به غير صحيح.
فهو يعود إلى احتفال أقيم في الجامعة الأميركية بالقاهرة بتاريخ 23 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، لتوقيع كتاب يروي السيرة الذاتية للدكتور يعقوب، بعنوان: "جراح ومتمرد: حياة مجدي يعقوب وأعماله الرائدة". ونشرت منصات إخبارية مصرية (محلية)، في التاريخ ذاته، بثاً مباشراً لاحتفال التوقيع.

وفي ما يتعلق بالمقطع المتداول، أمكن العثور على مشاهد مماثلة تماما مصوّرة من زاوية أخرى، نشرها موقع "مصراوي" (حكومي) في حسابه على يوتيوب، في التاريخ ذاته، بعنوان: إطلاق النسخة الورقية من كتاب جراح ومتمرد للسير مجدي يعقوب بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
ويظهر الدكتور يعقوب في التوقيت 48:50 موقّعاً كتاباً لإحدى المشاركات في الاحتفال، على غرار ما فعله مع آخرين قبلها وبعدها.

الى جانب ذلك، لم نعثر على اي خبر يدعم المزاعم عن "توقيع يعقوب نقل ما يمتلكه لمصر". ولم يصدر يعقوب بيانا بهذا الشأن، ولم تتضمّن التقارير الاخبارية التي نشرت عن الاحتفال اي اشارة الى هذا التوقيع المزعوم.
فلو وقّع يعقوب بالفعل "نقل ما يمتلكه لمصر"، لما أغفلت المؤسسات الاعلامية المصرية ومنظمو الاحتفال ذكر ذلك.
سيرة ذاتية لـ"جراح القلوب"
وشهدت قاعة إيوارت التذكارية بحرم الجامعة الأميركية في القاهرة احتفالا نظمته دار نشر الجامعة لإطلاق النسخة الورقية بالإنكليزية من السيرة الذاتية ليعقوب، بعنوان "جراح ومتمرد: حياة مجدي يعقوب وأعماله الرائدة"، تزامناً مع احتفاله بعيد ميلاده التسعين.
وتضمّن اللقاء حوارا أجراه صانع المحتوى العلمي أحمد الغندور، الشهير ببرنامجه "الدحيح"، مع الطبيب العالمي، تناول فيه محطات من مسيرته العلمية والإنسانية، ورحلته بين مصر وبريطانيا، وتأسيسه مركز أسوان للقلب، ودور التكنولوجيا الحديثة في تشخيص أمراض القلب وعلاجها.
وعرض يعقوب مسيرته العلمية، ابتداء من التحاقه بالتعليم والجامعة، وشغفه بالعلم والعمل الخيري، وصولا إلى نقل خبراته إلى الأجيال الجديدة وخدمة المرضى في المناطق الأكثر احتياجا.
ونشرت دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة إعلانا عن الكتاب في موقعها. وقالت إنه سيتم توفيره ورقيا للبيع في 4 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، لكنه متاح بصيغة صوتية على الموقع منذ 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأصدرت الدار السيرة الذاتية الجديدة بالإنكليزية، برعاية من مكتبة الاسكندرية، كأول سيرة رسمية معتمدة توثق رحلة السير مجدي يعقوب منذ نشأته في مصر، حتى حصوله على لقب فارس عام 1992، ثم على وسام الاستحقاق الذي منحته اياه ملكة بريطانيا عام 2014.
والكتاب من تأليف اثنين من أبرع صحافيي "التايمز"، سيمون بيرسن وفيونا غورمان. وهو حصيلة حوارات مطوّلة مع يعقوب استمرت لنحو ثلاث سنوات.
وبحسب ما جاء في مقدمة الكتاب بقلم ماري آرتشر، فإن يعقوب "عبقري، ومغامر، وطبيب ملهم، وجرَّاح قلب رائد، وعالم صاحب ريادة في الطب الحيوي، وصديق رؤساء وملوك ووزراء وفقراء وبائسين. حاصل على قلادة النيل (أرفع وسام مصري)، وزميل للجمعية الملكية، وحاصل على وسام الاستحقاق، وهو على رأس ذلك كله ذو أعمال إنسانية عظيمة".
وذكرت آرتشر أن "الكتاب يحكي سيرة رجل متواضع عظيم، عاش يراكم المعرفة مثلما عاش كثير من الناس غيره يراكمون الثروة. هو طبيب يُعلي قيمة المجتمع، ويؤمن بالنضال من أجل عالم أكثر إنصافًا".
والسير يعقوب ولد ونشأ في مصر. وذاعت شهرته في بريطانيا، في جراحة القلب. زوجته ألمانية، ويعمل أبناؤه الثلاثة في مدن هوشي منه، ولشبونة، ولندن. أما هو نفسه فـ"رجل عالمي، عمل في بلاد كثيرة، وإن بقيت مصر في قلبه دائما"، على ما كتبت آرتشر.
وكانت الدار المصرية- اللبنانية أصدرت، في 13 نيسان/أبريل 2024، نسخة عربية من السيرة الذاتية ليعقوب، بعنوان: "مذكرات مجدي يعقوب... جرَّاح خارج السرب"، من تقديم محمد أحمد غنيم، رائد زراعة الكلى في مصر، ومن ترجمة المصري أحمد شافعي، أحد أبرز الروائيين المصريين.
الخلاصة: الفيديو المتداول لا يظهر الدكتور يعقوب و"هو يوقّع وثيقة لنقل كل ما يمتلكه لمصر". في الواقع، كان يعقوب يوقع نسخة من كتاب عن سيرته الذاتية، خلال احتفال أقيم في الجامعة الأميركية بالقاهرة، في 23 تشرين الاول 2025.
نبض