السيدة الفرنسية الأولى تتعثر وتقع أرضاً أمام قصر الإليزيه؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: مشاهد تظهر، وفقاً للمزاعم، "السيدة الفرنسية الاولى بريجيت ماكرون وهي تتعثر امام قصر الاليزيه في باريس" أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد تظهر رئيسة الوزراء الدنماركية هيلي ثورنينغ شميث تتعثر لدى مغادرتها قصر الإليزيه في باريس، في 11 كانون الثاني 2015، بعد حضور تجمع الوحدة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
فيديو وصورة يظهران سيدة بشعر أشقر وهي تتعثر أسفل درجات، لتقع أرضاً، بينما اسرع اشخاص بجانبها الى مساعدتها على الوقوف. وقد انتشرت هذه المشاهد أخيراً في حسابات كتبت معها: "ذكرت تقارير أن بريجيت ماكرون تعثرت ووقعت أمام قصر الإليزيه".
@nuitblanche.fr On ne rit pas ! 🫣 Brigitte qui tombe en bas des escaliers de l’Elysee 😋 #onneritpas #rigole #chute #brigitte #pov ♬ son original - 🐞🩵🍀❤️ Dorothée ❤️🍀🩵🐞


حقيقة المشاهد
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا أولا الى الصورة مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images في 11 كانون الثاني 2015، مع شرح انها تظهر "رئيسة الوزراء الدنماركية هيلي ثورنينغ شميث تقع لدى مغادرتها قصر الإليزيه، بعد حضور تظاهرة الوحدة، "المسيرة الجمهورية" في باريس، في 11 كانون الثاني 2015، تكريماً للضحايا الـ17 الذين سقطوا في عمليات قتل نفذها اسلاميون محليون على مدار ثلاثة أيام".
تصوير: دومينيك فاجيت DOMINIQUE FAGET/ أ ف ب.

ونشرت الوكالة صورا أخرى لسقوط رئيسة الوزراء الدنماركية يومذاك. كذلك، نعثر على تسجيل مصوّر لتعثرها منشوراً في مواقع وحسابات يومذاك.
في ذلك الاحد 11 كانون الثاني 2015، تحوّلت مدينة باريس عاصمة عالمية لمناهضة الاٍرهاب، بمناسبة تنظيم مسيرة شارك فيها نحو 1.5 مليون شخص، تضامنا مع مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة، التي كانت ضحية هجوم إرهابي مسلح الأربعاء 7 منه، راح ضحيته 17 شخصا، وفقا لما ذكرت تقارير اعلامية.
وبدأت الحشود تتدفق منذ صباح الاحد في تجمع غير مسبوق ورددوا وسط الدموع والابتسامات "شارلي شارلي!" في شوارع باريس التي اصبحت ليوم واحد "عاصمة العالم" ضد الارهاب مع المسيرة التاريخية التي تقدمها قادة اجانب جنبا الى جنب.
واجمع المعلقون، حتى المشاركون في المسيرة، على انها "تاريخية" و"لا تصدق"، في معرض وصفهم لحدث غير مسبوق من حيث حجمه في العاصمة الفرنسية حيث نظمت هذه "المسيرة الجمهورية" ضد الارهاب بعد سلسلة هجمات اوقعت 17 قتيلا وعشرين جريحا خلال ثلاثة ايام في فرنسا، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وكانت مسيرة استثنائية ايضا بسبب بعدها العالمي مع صورة القادة الاجانب يسيرون في شوارع باريس الى جانب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي احاط به الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا، والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وظهر ايضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المسيرة على بعد امتار من رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتقدم القادة بصفوف متراصة وامسك عدد منهم بايدي بعضهم البعض. وقام عدد من قادة الدول بتحية الحشود، بخاصة الذين كانوا على شرفات الجادة التي تقدمت فيها المسيرة.
ولم يكن مكان المسيرة بعيدا كثيرا عن مقر صحيفة شارلي ايبدو التي تعرضت لاعتداء الاربعاء، اوقع في مكتبها وفي الشارع قبالته 12 قتيلا. كذلك قتل خمسة اشخاص في اعتداءات اخرى وقعت الخميس والجمعة 8 و9 منه.
وشارك في المسيرة ايضا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي، ورئيسة الوزراء الدنماركية هيلي ثورنينغ شميث.
والقادة الاجانب الذين رافقوا الرئيس الفرنسي لزموا دقيقة صمت قبل مغادرة المسيرة. وصفق لهم الحاضرون عند انضمامهم اليها.
وقام هولاند بمصافحتهم واحدا واحدا، لينضم على الاثر الى مجموعة من اقارب ضحايا الاعتداءات. وقال الرئيس الفرنسي قبل الانضمام الى التظاهرة ان "باريس اليوم هي عاصمة العالم".
باريس: محاكمة 10 أشخاص شككوا في الهوية الجنسية لسيدة فرنسا الأولى
وجاء تداول هذا الخبر الزائف عن السيدة الفرنسية الاولى في وقت تنطلق، اليوم الإثنين، محاكمة عشرة أشخاص بتهمة التنمر عليها، على خلفية تشكيكهم في هويتها الجنسية.
وتأتي هذه المحاكمة التي تستمر يومين، بعد تحقيق أجرته وحدة مكافحة الجرائم ضد الافراد على خلفية شكوى تقدمت بها السيدة ماكرون، في 27 آب 2024، بعد موجة من الشائعات المهينة والمشككة في هويتها الجندرية، وفقاً لمكتب المدعي العام في باريس.
ويشتبه في أن ثمانية رجال وامرأتين تراوح أعمارهم من 41 الى 60 عاما، أدلوا بالعديد من التعليقات الخبيثة حول جنس بريجيت ماكرون و"اتجاهها الجنسي"، وصولا الى اتهامها بـ"الاعتداء الجنسي على الأطفال" بسبب فارق السن بينها وبين زوجها ايمانويل ماكرون.
وبين المتهمين، أوريليان بوارسون- أتلان Aurélien Poirson-Atlan، المعروف في مواقع التواصل الاجتماعي باسم زوي ساغان Zoé Sagan. وكان حسابه على إكس، الذي عُلّق منذ ذلك الحين، موضوع شكاوى عديدة، وكثيرًا ما يُروّج أنه مرتبط بنظريات المؤامرة.
كذلك، ستُحاكم دلفين ج. المعروفة باسم أماندين روي، وهي صحافية كان لها دورٌ محوري في نشر شائعة أن بريجيت ماكرون، المولودة ترونيو Trogneux، لم تكن موجودةً قط، وأن شقيقها جان ميشال اكتسب هذه الهوية بعد تحوله الجنسي.
الزوجان ماكرون يقاضيان مؤثرة أميركية نشرت معلومات خاطئة عن بريجيت
بريجيت ماكرون تطعن في حكم قضائي بقضية تشهير على خلفية مزاعم تحوُّلها الجنسي
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان المشاهد المتناقلة تظهر "السيدة الفرنسية الاولى بريجيت ماكرون وهي تتعثر امام قصر الاليزيه أخيرا". في الواقع هذه المشاهد تظهر رئيسة الوزراء الدنماركية هيلي ثورنينغ شميث تتعثر لدى مغادرتها قصر الإليزيه في باريس، في 11 كانون الثاني 2015، بعد حضور تجمع الوحدة.
نبض