اقتصاد وأعمال
20-06-2024 | 05:00
إفلاس أكبر مورد سياحي أوروبي لمصر... فما التداعيات المتوقعة على السياحة المصرية؟
كان وقع خبر إشهار مجموعة "أف تي آي" (FTI) الألمانية للسياحة إفلاسها في 3 حزيران (يونيو) الجاري قوياً على قطاع السياحة في مصر، فيما تعمل الدولة المصرية على زيادة الحركة السياحية إلى 30 مليون سائح حتى عام 2028

مقر مجموعة "أف تي آي" السياحية في ميونيخ بألمانيا
كان وقع خبر إشهار مجموعة "أف تي آي" (FTI) الألمانية للسياحة إفلاسها في 3 حزيران (يونيو) الجاري قوياً على قطاع السياحة في مصر، في وقت تعمل الدولة المصرية على زيادة الحركة السياحية إلى 30 مليون سائح حتى عام 2028، بمضاعفة معدلات الحركة السياحية بنحو 25 إلى 30 في المئة سنوياً. وسادت حالة من الترقّب أروقة القطاع السياحي المصري تحسباً لانعكاسات هذا الإفلاس وتداعياته السلبية على القطاع، وتحديداً على التدفق السياحي الألماني إلى مصر في المرحلة المقبلة.
وتعدّ "أف تي آي" الألمانية ثالث أكبر شركة سياحة في أوروبا، وأحد أبرز موردي السياح الألمان إلى مصر شهرياً، إلّا أنها تعسّرت بسبب نقص السيولة التي تحتاج إليها لإنفاقها التشغيلي. وتبلغ مديونيات الشركة المفلسة لوكيلها في مصر نحو 124 مليون يورو (134 مليون دولار تقريباً)، ليمثل ذلك تحدّياً جديداً أمام القطاع السياحي في مصر، والذي يعدّ أحد أهم روافد الاقتصاد المصري، لزيادة تدفقاته من العملة الأجنبية ودعم قدرته على مواصلة حركة الإصلاحات المنشودة.
تداعيات سلبية
يتوقع الخبير الاقتصادي الدكتور سيد خضر، أن يكون لإفلاس مجموعة "أف تي آي" الألمانية تداعيات سلبية على تدفق السياح الألمان إلى مصر، "بسبب ما تؤديه هذه الشركة من دور حيوي في إرسال آلاف السياح الألمان إلى مصر شهرياً، وهذا سيتوقف"، مضيفاً لـ "النهار العربي": "تتمثل هذه التداعيات السلبية في تراجع الحجوزات والرحلات الألمانية المرتقبة لمصر، إضافة إلى خلق حالة من الارتباك وسط إلغاء آلاف السياح الذين قرّروا السفر إلى مصر في الأشهر المقبلة حجوزاتهم، وبالتالي تراجع الإيرادات السياحية، لاسيما أن السياح الألمان يُعدّون أحد أهم مصادر الإيراد السياحي في مصر".
فقد تصدّرت ألمانيا قائمة الدول المصدّرة للسياح إلى مصر خلال العام الماضي. فمن إجمالي 14.9 مليون سائح استقبلت مصر في عام 2023، كانت حصة ألمانيا 1.6 مليون سائح، تليها روسيا بـ 1.4 مليون سائح، ثم السعودية بنحو مليون سائح، وفقاً لتصريحات أدلى بها أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري.
ويتابع خضر: "يجب ألّا ننسى تأثير هذه المسألة السلبي على خطط التنمية السياحية في مصر واستراتيجياتها وأهداف القطاع السياحي"، حاثاً شركات السياحة المصرية على المبادرة فوراً إلى البحث عن مصادر سياحية بديلة لتعويض النقص، "وهذا قد يستغرق وقتاً وجهداً".

المطلوب حوافز
ويعرض خضر أبرز المسارات والمتطلبات الحالية لإعادة التوازن إلى القطاع السياحي، مشيراً إلى عدد من النقاط: " ضرورة بدء الحكومة المصرية اتخاذ خطوات عاجلة لتنشيط السياحة الوافدة من أسواق أخرى، وتقديم الحوافز للشركات السياحية لاستقطاب السياح أكثر من خلالها، بما يساعد في تعويض النقص الناتج من توقف الشركة الألمانية، سواءً كانت حوافز مالية من خلال تخفيضات ضريبية على الأرباح والإيرادات السياحية لفترة محددة، أم قروض ميسرة بفوائد منخفضة لتمويل برامج ترويجية وتسويقية، أم إعفاءات من رسوم وضرائب الطيران".
يضيف: "تشمل هذه الحوافز ايضاً تقديم تسهيلات جمركية وإدارية لشركات السياحة والطيران، وحزماً متكاملة من الخدمات اللوجستية والإدارية للشركات السياحية، وتوفير مساحات مجانية أو مدعومة لإقامة المعارض والفعاليات الترويجية، إضافة إلى تقديم حوافز ترويجية وتسويقية للمساهمة في تكاليف الحملات الإعلانية والترويجية للشركات في الأسواق المستهدفة"، إلى جانب دعم مشاركة الشركات السياحية في المعارض والمؤتمرات الدولية، والتعاون في تنظيم زيارات تعريفية للمؤثرين والصحفيين السياحيين.
ويخلص خضر إلى أن تطبيق هذه الحوافز بشكل متكامل يساعد في دعم الشركات السياحية المصرية، وتعزيز قدرتها على استقطاب السياح من الأسواق المستهدفة، بما يُعوّض الخسائر المرتقبة.
تعزيز دور القطاع الخاص
يتفق الدكتور أحمد العجمي، أستاذ الاقتصاد والمالية العامة في كلية الدراسات القانونية والمعاملات الدولية في جامعة فاروس، مع خضر في مسألة الحوافز، ويسلّط الضوء ايضاً على أهمية طرح رؤى ومحاور عمل سريعة لدعم القطاع السياحي المصري لتخطّي تداعيات الأزمة، "لا سيما بتعزيز دور الشركات الوطنية والقطاع الخاص في القطاع السياحي".
يقول العجمي لـ"النهار العربي": "يجب تقديم الدعم القوي للشركات الوطنية، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في تنمية القطاع السياحي بإطلاق برامج سياحية بأسعار تنافسية مقارنة ببرامج الشركات الأجنبية داخل الدول المستهدفة، والتوسع في افتتاح مكاتب خارجية للشركات الوطنية في دول العالم وفي الأسواق السياحية المستهدفة، بحسب ما تمليه الرؤية الوطنية لتنمية السياحة المصرية، وكذلك تعزيز فرص التعاون مع شركة مصر للطيران من خلال الإعلان عن محفزات وخصومات مغرية".
وأخيراً، يرى العجمي أن تأثير إفلاس "أف تي ىي" على مصر مرحلي، وتراجع الحجوزات لن يطول، "شرط أن نبادر سريعاً إلى ملء الفراغ الذي تركته الشركة الألمانية بخيارات أخرى، أفضل وأكثر حضوراً في ألمانيا أولاً وفي أوروبا ثانياً".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
شمال إفريقيا
10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق
10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.
العالم
10/6/2025 5:00:00 PM
مرحبا من "النهار"...
لبنان
10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان