أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة النسخة السادسة من حملة "أجمل شتاء في العالم" تحت شعار "شتاؤنا ريادة"، في خطوة جديدة تؤكد حضورها العالمي كوجهة سياحية رائدة، وتسهم في تعزيز مكانة القطاع السياحي بوصفه أحد أعمدة النمو الاقتصادي والتنويع في البلاد. الإعلان الرسمي جاء بلسان وزير الاقتصاد والسياحة  عبدالله بن طوق المري، الذي أكد أن الحملة تنتقل من "نجاح إلى نجاح أكبر" عاماً بعد عام، مقدّمة نموذجاً وطنياً متكاملاً في توحيد الجهود بين الهيئات السياحية على مستوى الدولة.

نتائج تراكمية تعزز مكانة الإمارات عالمياً
منذ إطلاقها، نجحت حملة "أجمل شتاء في العالم" في الوصول إلى أكثر من 1.2 مليار شخص حول العالم، ما منح الإمارات حضوراً قوياً على خريطة السياحة الدولية، وفتح الباب لاستقطاب أسواق جديدة وتنويع مصادر الطلب السياحي.

وفي عام 2025، واصل القطاع السياحي تحقيق أداء استثنائي؛ إذ سجلت المنشآت الفندقية خلال الأشهر العشرة الأولى 26.1 مليون نزيل بنسبة نمو 5% مقارنة بالفترة ذاتها من 2024، إلى جانب تسجيل 89 مليون ليلة فندقية، وهي أرقام تعكس قوة الجذب السياحي وجودة البنية الفندقية في الدولة.

كما ارتفعت الإيرادات الفندقية إلى أكثر من 40 مليار درهم، بنمو 8%، فيما وصل عدد الغرف الفندقية المتاحة إلى 216,500 غرفة ضمن 1241 منشأة فندقية، وبلغ معدل الإشغال 79.3%، وهو من أعلى المعدلات عالمياً.

أجمل شتاء في العالم (وكالات)

تركيز خاص على الشركات الناشئة والابتكار السياحي
في هذه النسخة، تحمل الحملة روحاً جديدة تركز على تمكين الشركات السياحية الناشئة ودعم المشاريع الريادية التي تقود القطاع نحو مستقبل أكثر ابتكاراً. وأكد مدير إدارة تنمية السياحة محمد الأحبابي أنّ الحملة تستند إلى رؤية إماراتية واضحة في تعزيز اقتصاد متنوع وحيوي، وتسهيل بيئة الاستثمار السياحي عبر توفير الدعم للشركات الناشئة وتحويل الأفكار الإبداعية إلى قصص نجاح عالمية.

كما أوضح مدير إدارة تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خالد كلبت أن الحملة تسلط الضوء على المنتجات السياحية المبتكرة والتجارب التي يقدمها رواد الأعمال، بما يساهم في تحديث المشهد السياحي وإغنائه بمحتوى جديد يلبّي تطلعات مختلف الزوار.

أجمل شتاء في العالم (وكالات)

إنجازات خمس نسخ… وأرقام تؤكد الزخم المتصاعد
على مدار خمس سنوات، حققت الحملة نتائج لافتة:
• 6.7 مليارات درهم إيرادات فندقية مباشرة من نسخ الحملة.
• نمو 90 % في الإيرادات بين النسخة الأولى والنسخة الخامسة.
• ارتفاع الإيرادات من 1 مليار درهم في النسخة الأولى إلى 1.9 مليار درهم في النسخة الخامسة.
• وصول الحملة إلى أكثر من 1.2 مليار إنسان حول العالم.
هذه الأرقام تعكس مدى التأثير المتصاعد للحملة بوصفها إحدى أبرز المبادرات السياحية والإعلامية في المنطقة.

الحملة محرك مباشر للنمو وتحفيز الإنفاق السياحي
يؤكد الباحث الاقتصادي د. محمد موسى لـ"النهار" أن حملة "أجمل شتاء في العالم" أصبحت أداة اقتصادية فعالة تتجاوز مفهوم الترويج السياحي إلى دور أكبر في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني. وذلك عبر زيادة تدفق الزوار، فارتفاع أعداد النزلاء والليالي الفندقية يعني زيادة مباشرة في حجم الإنفاق على الإقامة، المطاعم، النقل، والنشاطات الترفيهية.

كما ستنشط الحملة الأعمال الصغيرة والمتوسطة، إذ أن التركيز على رواد الأعمال في النسخة السادسة يخلق فرص عمل جديدة، ويحفّز القطاعات المرتبطة مثل الضيافة، السياحة البيئية، وتنظيم الرحلات.

وستساهم الحملة في جذب استثمارات جديدة عبر إبراز تجارب سياحية مبتكرة ما يشجع المستثمرين على دخول قطاع السياحة والترفيه، وبخاصة في مجالات التكنولوجيا السياحية، السياحة البيئية، والمغامرات الشتوية.

وأخيراً يؤدي هذا النوع من الحملات إلى تعزيز تنويع الاقتصاد، فمع ارتفاع الإيرادات الفندقية إلى 40 مليار درهم، سيساهم القطاع السياحي تدريجياً في رفع مساهمته بالناتج المحلي بعيداً عن القطاعات التقليدية.

ويتوقّع موسى أن تتجاوز إيرادات النسخة الحالية 2.2 ملياري درهم، مستنداً إلى النمو المستمر في أعداد الزوار، وتوسع عروض الوجهات السياحية الشتوية، بالإضافة إلى قوة الحملة التسويقية التي وصلت سابقاً إلى أكثر من مليار شخص.
كما يرى أن الحملة، بتركيزها على الابتكار وريادة الأعمال، ستخلق تأثيراً اقتصادياً مضاعفاً يفوق تأثير النسخ السابقة، خصوصاً في ظل ارتفاع الطاقة الاستيعابية للمنشآت الفندقية واتساع شبكة المعالم السياحية البيئية والمناطق الخضراء.

أجمل شتاء في العالم (وكالات)

حملة "أجمل شتاء في العالم" ليست مجرد حملة ترويجية موسمية، بل هي مشروع اقتصادي وطني مستدام يعزز مكانة الإمارات وجهة عالمية للشتاء، ويخلق تدفقات مالية جديدة، ويحفّز الابتكار وريادة الأعمال. ومع انطلاق نسختها السادسة تحت شعار "شتاؤنا ريادة"، تستعد الإمارات لمرحلة جديدة من النمو السياحي والإعلامي والاقتصادي، مدعومة برؤية واضحة وبيئة استثمارية مهيأة لمزيد من النجاح.