في هذا السياق، أوضح الدكتور خالد رمضان، الخبير الاقتصادي ورئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، لـ "النهار"، أن ازدهار سوق البطانيات العالمي خلال فصل الشتاء أمر طبيعي ومتوقع، ويعكس زيادة الطلب على المنتجات المنزلية المريحة والضرورية، في ظل تقلبات الطقس وتركيز المستهلكين على الرفاهية المنزلية.

وأضاف أن تقديرات حجم السوق تختلف بين مراكز الدراسات البحثية بسبب اختلاف التصنيفات، مثل تضمين البطانيات الكهربائية أو الفخمة، إلا أن الاتجاه العام للسوق إيجابي، ما يجعله جذاباً للمستثمرين.

وأشار د. رمضان إلى أن الاقتصادات الآسيوية تسيطر على سوق التصدير، حيث تُعد الصين أكبر مصدر عالمي بقيمة 4.40 مليارات دولار، تليها دول مثل الهند وألمانيا وفرنسا وفيتنام ومصر، مستفيدة من تكاليف الإنتاج المنخفضة، والسلاسل التوريدية المتطورة، والقدرة على إنتاج كميات هائلة من البطانيات المتنوعة، من الصوف إلى الميكروفايبر، وهو نسيج صناعي مصنوع من ألياف رفيعة جداً.

سوق البطانيات يزدهر مع الشتاء (ذكاء اصطناعي)

أما من ناحية الاستيراد، فتتصدر الولايات المتحدة القائمة بواردات سنوية تبلغ 1.87 مليار دولار، تليها ألمانيا واليابان ثم المملكة المتحدة والإمارات.

ويرى د. رمضان أن ازدهار تجارة البطانيات حالياً يعود إلى عدة عوامل اقتصادية وبيئية، أولها تفضيل المستهلكين للمنتجات المريحة والكفؤة حرارياً، مدعوماً بارتفاع الوعي الصحي والرفاهية المنزلية، وثانيها التقدم التكنولوجي مثل النسيج الذكي والمواد الصديقة للبيئة التي تقلل التكاليف وتعزز الابتكار، وثالثها التغير المناخي، مثل الشتاء البارد، وزيادة الدخل المتاح في الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى نمو التجارة الإلكترونية التي تسهّل الوصول إلى المنتجات الضرورية خلال الشتاء.


وحول الاتجاهات الناشئة في السوق، أشار د. رمضان إلى أن ازدهار قطاع البطانيات يعتمد على الاستجابة للضغوط البيئية مثل تقليل النفايات النسيجية، حيث يمكن أن يؤدي التركيز على الاستدامة إلى نمو إضافي بنسبة 8% في السنوات المقبلة. كما يشهد السوق تحولات نحو الاستدامة والتخصيص، مثل نمو البطانيات الفخمة التي ستصل إلى 857.6 مليون دولار بحلول 2035 بمعدل نمو 5.2%، مدفوعة بالطلب على الراحة الفاخرة. ويبرز في الصناعة التركيز على المواد المستدامة مثل القطن العضوي أو المعاد تدويره استجابة لمتطلبات الوعي البيئي، مع نمو مبيعات البطانيات في أسواق آسيا والمحيط الهادئ، الأسرع نمواً في تجارة البطانيات.


وأكد د. رمضان أن انتشار التجارة الإلكترونية يعزز من زخم هذه الاتجاهات الناشئة، خاصة مع زيادة الطلب على البطانيات خلال الشتاء، ما يرفع المبيعات الموسمية بنسبة 7%، مشيراً إلى إمكانية تعزيز لبنان موقعه كمركز توزيع إقليمي من خلال شراكات مع المصدرين الآسيويين، خاصة مع ارتفاع الطلب في المناطق الجبلية الباردة، ما يولد فرص عمل في قطاع التجزئة.


من جهة أخرى، أشار د. رمضان إلى صعود ملحوظ في مبيعات البطانيات الذكية، المزودة بتقنيات تسخين ذكي أو مراقبة درجة الحرارة، ويقدر حجم هذا القطاع بنحو 3.6 مليارات دولار، مع توقع وصوله إلى 5.3 مليارات دولار بحلول 2030 بمعدل نمو 6%. أما البطانيات الكهربائية الذكية، فيبلغ حجم سوقها 1.2 مليار دولار، ومتوقع أن تصل إلى 2.5 ملياري دولار بحلول 2030 بمعدل نمو 9.2%.

ويتوقع الخبير الاقتصادي أن يشهد هذا القطاع نمواً سريعاً في الشرق الأوسط بفضل الاهتمام بالصحة والراحة، لكنه يحتاج إلى خفض التكاليف ليصبح متاحاً للطبقات الوسطى.