الذهب والفضة يحطمان أرقاماً قياسية… انتعاش لافت مع إغلاق عام 2025
تشهد أسواق المعادن النفيسة انتعاشاً لافتاً مع إغلاق عام 2025، إذ ارتفعت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية جديدة مدفوعة بعوامل اقتصادية وسياسية مهمة انعكست بقوة على معنويات المستثمرين في الأسواق العالمية. في جلسات يوم الجمعة الفائت، استمر الذهب في التماسك قرب أعلى مستوياته في سبعة أسابيع، بينما ارتفعت الفضة لتقترب من مستويات قياسية كسرها المعدن في الجلسات الماضية، في ظل توقعات مستمرة بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
وفق أحدث بيانات الأسعار، يتداول الذهب الفوري عند نحو 4270–4286 دولاراً للأونصة، محافظاً على مكاسبه الأسبوعية وسط ضعف الدولار وتراجع العائدات الحقيقية للأصول الأخرى، بينما تجاوزت العقود الآجلة 4310 دولارات للأونصة خلال تعاملات الجمعة. هذه المستويات تمثل قمة شهرين ونصف تقريباً، في حين أن السوق يتجه نحو نهاية قوية للعام مع توقعات بأن يصل سعر الأونصة قريباً من مستويات 4300–4500 دولار بحلول الربع الأول من 2026 وفق بعض التوقعات الفنية.
على جانب الفضة، استمرت وتيرة الارتفاع لتلامس مستويات 63.5 دولاراً للأونصة في تداولات الجمعة، مقابل مستوى قياسي سجّلته الخميس عند نحو 64.31 دولاراً، ما يجعل المعدن الأبيض قريباً من أعلى مستوياته التاريخية. الطلب على الفضة مرتفع، لا سيما مع استمرار العجز في المعروض العالمي وارتفاع الطلب الصناعي القوي، إضافة إلى كونها من المعادن الحيوية (Critical Metals) التي تزداد أهميتها في قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
وتستفيد الفضة بشكل خاص من دورها في الصناعة الحديثة، إذ تظل مكوناً رئيسياً في تصنيع الأجهزة الإلكترونية، الطاقة الشمسية، والمكونات المستخدمة في البنية التحتية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما عزز من زخم الطلب عليها خلال عام 2025 بشكل يفوق أداء الذهب تقنياً.

البيئة المالية العالمية تظل المحرك الرئيسي لهذه الارتفاعات، فقد خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة للمرة الثالثة هذا العام بواقع ربع نقطة مئوية، وأشار صانعو السياسة النقدية إلى موقف أكثر تحفظاً بشأن وتيرة خفض الفائدة مستقبلاً، في ظل استمرار التضخم فوق المستويات المستهدفة وضعف سوق العمل. هذه المناخات النقدية تُحفز المستثمرين على التوجه نحو الأصول التي لا تقدم عائداً مباشراً مثل الذهب والفضة كوسيلة تحوط من المخاطر وسقوط الدولار.
ويترقب المستثمرون صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية في الأسبوع المقبل، لما ستسفر عنه من إشارات جديدة حول مسار السياسة النقدية، والتي يمكن أن يدعم استمرار الاتجاه الصعودي للذهب والفضة، خصوصاً إذا أظهرت البيانات تباطؤًا في سوق العمل أو تضخماً أعلى من التوقعات.
بناءً على هذه المؤشرات، تبدو نهاية 2025 وبداية 2026 مرحلة قوية للمعادن النفيسة، مع بقاء الذهب والفضة في دائرة الضوء كملاذ آمن ووسيلة للتحوط في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
نبض