مصر تسجّل قفزة تاريخيّة في صادرات الذّهب لعام 2025
سجلت مصر قفزة تاريخية تبلغ 157% في صادراتها من الذهب والمشغولات والحلي والأحجار الكريمة لتتجاوز 6.76 مليارات دولار خلال الشهور العشرة الأولى من عام 2025، مقابل 2.63 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مسجلة بذلك زيادة تقارب 157%، وفق بيان شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، فما هي أسباب هذه القفزة المفاجئة، وكيف تخطط مصر لتعظيم صادراتها من الذهب، وما هي أبرز مناجم مصر من الذهب؟
7 مليارات دولار صادرات مصر الذهبية
يقول رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إيهاب واصف، في تصريحات خاصة لـ"النهار"، إن صادرات مصر الذهبية تجاوزت الـ7 مليارات دولار بالفعل، برغم أن هذا الرقم كان مجرد توقع لختام نتائج أعمال عام 2025.
وعن خطط مصر لتعظيم الصادرات من الذهب، أكد واصف أنه بحلول عام 2030 ستعمل شعبة الذهب والمعادن الثمينة على تحويل من 80% إلى 90% من صادرات مصر من خام الذهب إلى مشغولات بمعدل نمو سنوي 15%، وفق خطة لجعل مصر مركزاً إقليمياً لصناعة الذهب والمجوهرات، بما يواكب ارتفاع الصادرات الحالي ويضعها على مسار مستدام للنمو.
ويضيف واصف أن شعبة الذهب تعمل على تحقيق أهداف 2030 عبر زيادة مصانع الذهب ونسب العمالة المُدربة بالقطاع، والتركيز على تسويق المشغولات المصرية عالمياً من خلال الاستعانة بمكاتب التسويق العالمية إذا اقتضت الضرورة ذلك، خاصة أن المشغولات المصرية ذات جودة عالية، فهي صناعة محلية تطورت بقوة خلال السنوات الماضية.
ووجه رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية دعوة إلى نقابة الذهب في لبنان لزيارة مصر والتعرف على مصانعها ومشغولاتها الذهبية، وبحث سبل التعاون المشترك في قطاع الذهب، قائلاً "إن لبنان سجّل مُعدلات تبادل تجاري في الذهب مرتفعة مع تركيا، ومصر سوق كبيرة وترحب بالأشقاء في لبنان".
ودعا واصف الحكومة السعودية لتذليل العقبات الروتينية التي تحول دون وصول الصادرات المصرية من الذهب إلى المملكة بسهولة، قائلاً "إذا فتحت أسواق السعودية ولبنان بكامل طاقتهما فلن تلحق مصر على سد احتياجاتهما".

أسباب القفزة التاريخية
وبسؤاله عن أسباب القفزة التاريخية في صادرات مصر من الذهب وهل هي مرتبطة بأحجام الإنتاج أم ارتفاع سعر الذهب عالمياً حيث يبلغ سعر الأونصة 4,127 دولاراً اليوم، يقول رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن مصر كانت تستهدف الوصول لحجم صادرات 5 مليارات دولار، وبالفعل حققت المستهدف وفق أسعار الذهب العام الماضي، وبالتالي فإن الزيادة البالغة ملياري دولار هي ناتجة من ارتفاع أسعار الذهب عالمياً، وبالتالي فإن زيادة الأسعار عالمياً كانت أحد الأسباب الرئيسية في زيادة قيمة الصادرات المصرية ولكن بنسبة 28.5% فقط.
وأوضح واصف أن هذا النمو القياسي في الصادرات ناتج من دراسة الأسواق المستهدفة بدقة لتوجيه الإنتاج نحو احتياجات المشترين الدوليين، وتنويع قاعدة الأسواق التصديرية من خلال المشاركة في المعارض الدولية وإقامة علاقات تجارية مع دول آسيا وأوروبا والدول العربية.
وأوضح إيهاب واصف أن الشعبة تعمل على رفع جودة المنتجات المصرية لتلبية المعايير العالمية، إلى جانب دعم البحث والتطوير في تصميم وتصنيع المشغولات الذهبية، وتوفير التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى إنشاء مراكز تدريب لتطوير مهارات العمالة المحلية، بما يسهم في تعزيز القدرة التنافسية للقطاع على المستوى الدولي.
أهم مناجم الذهب في مصر
تُنتج مصر سنوياً ما يتراوح بين 470 – 520 ألف أوقية (أونصة)، تبلغ نسبة منجم السكري منها نحو 95% من الإجمالي، وتستهدف الحكومة المصرية الوصول بإنتاج الذهب إلى 1.5 مليون أوقية سنوياً عبر فتح المناجم الجديدة "إيقات، حمامة، أبو مروات، بالإضافة إلى اتفاقيات الامتيازات الكندية والأسترالية".
ومن أشهر مناجم الذهب في مصر هو منجم السكري الذي يُعد الأهم في مصر ويمثل أكثر من 95% من إنتاج مصر الحالي من الذهب، ويقع في منطقة جبال البحر الأحمر على بعد 30 كيلومتراً جنوب مرسى علم، والشركة المُشغلة له هي سنتامين البريطانية ـ الأسترالية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية عبر شركة السكري لمناجم الذهب، بإجمالي استثمارات 1.4 مليار دولار حتى الآن، ويبلغ الاحتياطي المؤكد له أكثر من 11.4 مليون أوقية، ويتراوح الإنتاج السنوي بين 450 – 510 آلاف أوقية سنوياً، ويعد من أكبر 20 منجماً في أفريقيا.
نبض