المياه أزمة غير مرئية تهدّد الأطفال... والحلول ليست مستحيلة
لبنان لا يعاني من نقصٍ في الموارد الطبيعية بقدر ما يعاني من غياب الإدارة المستدامة، وتآكل البنية التحتية، وغياب التخطيط العلمي المستمر، ما يجعل الأطفال في الصفوف الأولى من المتأثرين بهذه الأزمة غير المرئية.
وبحسب دومينيك بورتود، رئيس برنامج المياه والإصحاح البيئي (WASH) في اليونيسف، فإن الحلول ليست بعيدة أو مستحيلة، بل تحتاج إلى إرادة سياسية، تخطيط وطني، وتمويل ورقابة. فالمسار للخروج من الأزمة يبدأ باعتماد استراتيجية وطنية تُعالج الهدر، وتعيد تنظيم استثمار الموارد الجوفية.
إنّ ضمان حق الأطفال في مياه آمنة ليس رفاهية تنموية، بل حجر أساس للصحة، والتغذية، والتعليم، والاستقرار. فالأزمة ليست رقماً في تقرير، بل مستقبل أجيال إذا أُديرت موارد اليوم بعقل اقتصادي وعلمي… لا بعشوائية موسمية.
أبرز مشاكل أزمة المياه في لبنان وأثرها على الأطفال، بحسب دومينيك بورتود:
أسباب الأزمة
التغيّر المناخي:
-انخفاض معدّلات الأمطار والثلوج وتراجع انتظامها.
-ضعف تزوّد الأنهار والينابيع والمياه الجوفية بالمياه بسبب المواسم الجافة.
سوء إدارة الموارد المائية:
الحاجة إلى حلول موسَّعة لجمع المياه وتخزينها
-كميات كبيرة من المياه تذهب إلى البحر لعدم وجود بنى تحتية كافية (مثل السدود العاملة).
تدهور شبكات التوزيع:
-وجود تسربات كثيرة في الشبكات القديمة.
-انتشار التوصيلات غير الشرعية التي تستهلك المياه دون دفع الرسوم.
الآبار غير المرخّصة:
-آلاف الآبار الجوفية غير المراقبة، خصوصًا في القطاع الزراعي، تساهم في استنزاف المياه الجوفية.
التحديات في الحلول والسياسات:
-نقص البيانات الدقيقة حول الموارد المائية الجوفية يعوق التخطيط السليم.
-غياب الرقابة الفعلية على حفر الآبار واستخدام المياه الزراعية (التي تستهلك 70-80% من الموارد).
-ضعف أنظمة الجباية والرقابة على التوصيلات غير الشرعية.
-نقص تمويل محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي يمكن أن تساهم في إعادة استخدام المياه في الزراعة.
-الحاجة إلى تمويل دولي ومحلي لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمياه.
الآثار على الأطفال والمجتمع:
-تراجع الإنتاج الزراعي بنسبة 70% هذا العام بسبب الجفاف، ما يقلل من توفر الغذاء ويزيد الضغط الاقتصادي على العائلات.
-تدهور البيئة المائية والتلوث يهددان الصحة العامة، خصوصًا صحة الأطفال.
-الأزمة ليست آنية فقط بل مستقبلية – ففشل إدارة الموارد اليوم يعني حرمان الأجيال القادمة من الأمن المائي.
-تأثير مباشر على رفاه الأطفال: ضعف القدرة على تلبية الحاجات الأساسية، مثل الغذاء والمياه النظيفة.
في الخلاصة، هناك حلقة مترابطة: التدهور البيئي -الأزمات الاقتصادية والاجتماعية -تفاقم معاناة الأطفال اليوم ومستقبلاً.
نبض