سيكس فلاغز القدية"… بوابة السعودية إلى خريطة الترفيه العالمية"
تستعد مدينة القدية، أحد أبرز مشاريع رؤية السعودية 2030، لافتتاح أول أصولها الترفيهية الكبرى نهاية العام الجاري من خلال تدشين متنزه "سيكس فلاغز القدية"، الذي يُعد الأكبر من نوعه في المنطقة، ويمثل الانطلاقة الفعلية لمدينة وُلدت لتكون عاصمة الترفيه والرياضة والثقافة في المملكة. هذا المشروع الضخم لا يُعد مجرد وجهة للترفيه، بل هو خطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد سعودي متنوع ومستدام، يعزز مكانة المملكة على خريطة السياحة العالمية.
يقع متنزه "سيكس فلاغز" على سفح جبل طويق، على بُعد 70 كيلومتراً من مطار الملك خالد الدولي وقرابة 45 كيلومتراً من وسط الرياض، ما يجعله وجهة مثالية يمكن الوصول إليها بسهولة حتى في رحلات اليوم الواحد. ويمتد المتنزه على مساحة 320 ألف متر مربع، ويضم مجموعة من الألعاب والمعالم الترفيهية غير المسبوقة التي تجمع بين التشويق والمغامرة في ستة عوالم غامرة صُممت لتوفر تجارب لا تُنسى للزوار من مختلف الأعمار.
ويتميّز المتنزه باحتضانه ألعاباً حطمت الأرقام القياسية العالمية، لتجعله قبلة لعشاق المغامرة والإثارة من مختلف أنحاء العالم. من أبرز هذه الألعاب برج "سيروكو" الذي يُعد أطول برج سقوط حر منفرد في العالم، وأرجوحة "جايروسبين" الأطول من نوعها، وأفعوانية "سبتفاير" الثلاثية الإطلاق، وأفعوانية "راتلر" المائلة الأطول في العالم، إضافة إلى جوهرة المتنزه "فالكون فلايت"، التي ستصبح أطول وأعلى وأسرع أفعوانية في العالم، لتجسد مستوى جديداً من الابتكار في عالم الترفيه.
ولا يقتصر المتنزه على الألعاب فحسب، بل يوفر بيئة متكاملة تعزز من تجربة الزوار. فهو يضم 27 مطعماً ومقهى عالمياً، و24 متجراً للهدايا والتذكارات، إلى جانب مركز لرعاية الأطفال، ما يجعل الزيارة مريحة ومناسبة لجميع أفراد العائلة. كما يقع المتنزه ضمن حي حيوي يضم 15 فندقاً، ما يعزز تجربة الإقامة ويحوّل الزيارة إلى رحلة ترفيهية متكاملة تمتد على أكثر من يوم.
ويتبنى المتنزه نهجاً متقدماً في الاستدامة البيئية، إذ يعيد تدوير أكثر من 80% من النفايات التشغيلية، في إطار التزام القدية تطبيق أعلى معايير الاستدامة في مشاريعها المستقبلية. هذه المقاربة تُبرز التزام السعودية ببناء وجهات ترفيهية تحترم البيئة وتواكب المعايير العالمية الحديثة في التشغيل الذكي والمستدام.

الافتتاح المرتقب لـ"سيكس فلاغز القدية" يشكل نقطة تحول في قطاع الترفيه والسياحة في المملكة، إذ سيعزز من مكانة السعودية وجهة رئيسية للفعاليات والمغامرات الكبرى، وسيضعها على خريطة الترفيه العالمية إلى جانب مدن مثل أورلاندو ودبي وطوكيو. فمن المتوقع أن يجذب المتنزه ملايين الزوار سنوياً، ما ينعكس إيجاباً على قطاعات الضيافة، النقل، والتجزئة، ويخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية أوسع لمدينة القدية، التي تُعد أول مدينة في العالم تُصمم خصيصاً للعب، إذ تجمع بين الترفيه والرياضة والثقافة في بيئة واحدة متكاملة. فالقدية تحتضن أيضاً متنزه "أكواريبيا" المائي، أول متنزه مائي من نوعه في المملكة، إلى جانب متنزه "دراغون بول" المستوحى من السلسلة اليابانية الشهيرة، ومنطقة الألعاب الإلكترونية التي تُعد الأولى من نوعها في العالم، ومضمار السرعة العالمي، واستاد الأمير محمد بن سلمان الذي صُمم لاستضافة أبرز الفعاليات الرياضية بما فيها كأس العالم 2034.
في هذا الإطار يرى الخبير الاقتصادي د. خلدون عبد الصمد، في حديث إلى "النهار" أنّ "الأثر الاقتصادي المتوقع من مشروع "سيكس فلاغز القدية" يتجاوز مجرد الإيرادات المباشرة من التذاكر أو السياحة، فهو يشكل محفزاً لنمو قطاعات خدمية ولوجستية جديدة، ويُسهم في خلق منظومة اقتصادية متكاملة تدعم رؤية المملكة في تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط. كما يعزز المشروع مفهوم "السياحة الداخلية" عبر جذب المواطنين والمقيمين إلى تجربة ترفيهية تضاهي أفضل المنتزهات العالمية، ويقلل من تسرب الإنفاق السياحي إلى الخارج".
من جهة أخرى، سيؤدي هذا المشروع برأي عبد الصمد، إلى تعزيز صورة المملكة كدولة حديثة منفتحة على العالم، تقدم تجارب عائلية وثقافية وترفيهية تنافسية، وهو ما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 3% إلى أكثر من 10% خلال السنوات المقبلة.
باختصار، يمثل "سيكس فلاغز القدية" أكثر من مجرد متنزه ترفيهي ضخم؛ إنه إعلان واضح عن دخول السعودية عصراً جديداً من صناعة الترفيه والسياحة المستدامة، حيث يمتزج الإبداع الهندسي بالخيال الترفيهي، وحيث يتحول جبل طويق إلى بوابة لعالمٍ جديد من الفرص الاقتصادية والابتكار الثقافي، ليضع المملكة بثبات على خريطة الوجهات العالمية الرائدة.
نبض