هل ما نراه اليوم هو بداية تصحيح طبيعي أم اقتراب من انفجار فقاعة؟

اقتصاد وأعمال 09-11-2025 | 08:55

هل ما نراه اليوم هو بداية تصحيح طبيعي أم اقتراب من انفجار فقاعة؟

تراجعت الأصول عالية المخاطر بشكل ملحوظ، وتحمّلت أسهم التكنولوجيا والعملات المشفّرة العبء الأكبر من الموجة البيعية الأخيرة، بعد أن حذر كبار التنفيذيين في وول ستريت من المبالغة في تقييم الأسهم ودعوا المستثمرين للاستعداد لتصحيح محتمل.
هل ما نراه اليوم هو بداية تصحيح طبيعي أم اقتراب من انفجار فقاعة؟
صورة تعبيرية (وكالات)
Smaller Bigger

تعيش الأسواق الأميركية والعالمية مرحلة حساسة من التقلبات، وسط تصاعد المخاوف من أن موجة الصعود القوية في أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بلغت مستويات غير واقعية، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت الأسواق تقترب من انفجار فقاعة مالية جديدة.

 

تراجعت الأصول عالية المخاطر بشكل ملحوظ، وتحمّلت أسهم التكنولوجيا والعملات المشفّرة العبء الأكبر من الموجة البيعية الأخيرة، بعد أن حذر كبار التنفيذيين في وول ستريت من المبالغة في تقييم الأسهم ودعوا المستثمرين للاستعداد لتصحيح محتمل.

 

ويرى العديد من الخبراء أن السوق بحاجة إلى تراجع "صحي" بعد صعود طويل، خصوصاً أن المكاسب أصبحت مقتصرة على عدد محدود من الشركات الكبرى، بينما تشير المؤشرات الفنية إلى مستويات مرتفعة من التشبع الشرائي.

 

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500 "بأكثر من 40% منذ أبريل، مدفوعاً بالتفاؤل حول الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض الفائدة، إلا أن الارتفاع أصبح متركزاً في أسهم محددة من شركات التكنولوجيا العملاقة.

 

هذا التركّز المفرط جعل السوق أكثر هشاشة أمام أي تغيير في المزاج الاستثماري، إذ تكفي تقلبات بسيطة في أسهم القيادة لتأثير واسع على المؤشرات. وتظهر البيانات أن الفجوة بين أداء الأسهم الكبرى وبقية السوق بلغت مستويات تُذكّر بفقاعة التكنولوجيا في التسعينيات، ما يعزز القلق من احتمالات تصحيح وشيك.

 

تسارعت عمليات البيع في أسهم شركات أشباه الموصلات، مع فقدان مئات المليارات من القيمة السوقية خلال أيام قليلة، نتيجة المخاوف من التقييمات المبالغ فيها وضعف القدرة على تحقيق أرباح تتناسب مع الزخم السابق.

 

فقد شهد القطاع الذي استفاد من طفرة الذكاء الاصطناعي موجة صعود استثنائية منذ أبريل، إلا أن هذه الارتفاعات الحادة باتت تواجه ضغوطاً بفعل ارتفاع الفائدة وتراجع التوقعات حول الطلب المستقبلي.

 

صورة تعبيرية (وكالات)
صورة تعبيرية (وكالات)

 

 

رغم حدة التراجعات، يرى البعض أن أي تصحيح محتمل قد يشكل فرصة للشراء، خاصة في الأسهم ذات الأساسيات القوية. فالتقييمات الحالية قد تدفع بعض المستثمرين إلى انتظار مستويات أكثر جاذبية للدخول من جديد، بينما يفضل آخرون الاحتفاظ بمراكزهم في ظل استمرار الزخم في بعض القطاعات.

 

وفي المقابل، يعتقد فريق آخر أن التراجع قد يمتد لفترة أطول، نظراً للتشبع الشرائي العام في الأسواق وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.

 

يتفق المراقبون على أن التصحيح أصبح احتمالاً مطروحاً بقوة، لكن توقيته وحجمه غير قابلين للتنبؤ. فالسوق لم تشهد تراجعاً بنسبة 3% منذ عدة أشهر، كما أن المؤشرات الفنية تظهر انفصالاً واضحاً بين الأسعار ومتوسطاتها المتحركة، وهو ما يُعتبر عادةً إشارة على ضعف الزخم الصعودي.

 

تتباين الآراء حول ما إذا كان ما يحدث هو بداية فقاعة مالية جديدة أم مجرد تصحيح طبيعي بعد مكاسب قوية. فبينما يرى البعض أن السوق ما زالت مدعومة بأرباح الشركات والسياسات النقدية الميسّرة، يحذر آخرون من أن الزخم الحالي قائم على تفاؤل مفرط لا يمكن أن يستمر طويلاً.

 

ورغم هذه التحديات، لا تزال الأسواق الصاعدة تتمتع بزخم تاريخي، إذ تُظهر البيانات أن السنوات الثالثة من موجات الصعود غالباً ما تشهد مكاسب إضافية، حتى بعد فترات التراجع القصيرة.

 

وفي النهاية، يبدو أن المرحلة المقبلة ستتسم بالحذر والترقب، حيث تترنح الأسواق بين استمرار التفاؤل وانفجار محتمل لفقاعة تراكمت ملامحها على مدى الشهور الماضية.

*جو يرق، رئيس قسم الأسواق العالمية - Cedra Markets

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/8/2025 9:11:00 AM
يكشف وزير أنه خلال الجلسة الحكومية، عرض قائد الجيش تجميد الخطة من باب الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها
تركيا 11/8/2025 3:48:00 PM
لدى القاتل سجل جنائي حافل رغم صغر سنه.
لبنان 11/8/2025 11:06:00 AM
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يُسمع غولد وهو يقول بالعبرية: "أنا موجود الآن في مارينا بيروت في لبنان، شوفوا ما أجمل هذا المكان"
سياسة 11/7/2025 4:02:00 PM
بعد أن كتبت "بعلبك إيمتى؟" على تغريدة لأفيخاي... هذا ما جرى معها