مع انطلاق فعاليات أديبك 2025 في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تعود الأنظار مجدداً إلى واحدة من أهم المنصات العالمية للحوار في قطاع الطاقة، في وقتٍ يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية واقتصادية عميقة تعيد رسم خريطة الصناعة برمّتها.
كتب فرانك كين، في موقع AGBI ، أن انعقاد المؤتمر هذا العام يحمل دلالات تتجاوز البعد الاقتصادي، إذ يأتي في لحظة حساسة تتشابك فيها السياسة مع الأسواق، والتكنولوجيا مع أمن الطاقة العالمي.
ويشير كين إلى أن المؤتمر، الممتد على مدى أربعة أيام، يستقطب وزراء ومديرين تنفيذيين ومستثمرين وخبراء من مختلف دول العالم، بما يزيد على ستة عشر ألف مشارك، ليكرّس موقعه كأبرز حدث في صناعة الطاقة في النصف الشرقي من الكرة الأرضية.
فعاليات أديبك 2025 في العاصمة الإماراتية أبوظبي (الموقع الاكترونيلأديبيك)
وتتناول جلسات "أديبك" هذا العام قضايا باتت تتصدّر الأجندة العالمية، أبرزها إعادة تعريف مفهوم أمن الطاقة في عالمٍ منقسم سياسياً، وتأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الطاقة، واتجاهات الاستثمار في مصادر الطاقة المستقبلية.
غير أن كين يلفت إلى أن النقاشات الحقيقية لا تدور على المنصات الرسمية، بل في كواليس المؤتمر، حيث يبحث الخبراء عن إجابة لسؤال قديم متجدّد: كيف يمكن موازنة العرض والطلب بأسعار تحقق الاستقرار للمنتجين والمستهلكين معاً؟
وفي هذا السياق، يشير الكاتب إلى أن الأنظار تتجه نحو تحالف أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا، الذي قرر الاستمرار في سياسة إعادة الإمدادات تدريجياً عبر ضخ كميات إضافية من النفط في ديسمبر المقبل، مع تعليق هذه الزيادات في يناير تحسباً لفائض محتمل في الأسواق.
ويضيف كين أن ملف الطاقة العالمية بات اليوم تحت مجهر التحديات الأمنية والاقتصادية، فيما تثار تساؤلات حول حجم الطاقة الإنتاجية الاحتياطية لدى الدول الكبرى، مثل السعودية والإمارات والعراق، وإمكانية استخدامها إذا ما شهدت الأسواق اضطرابات مفاجئة.
كما يلفت إلى أن التهديدات الأميركية بإعادة فرض العقوبات على روسيا قد تعمّق هذه التحديات، خصوصاً مع انتهاء فترة السماح في الحادي والعشرين من نوفمبر، ما يطرح تساؤلاً حول قدرة "أوبك+" على الحفاظ على تماسكها في حال قررت السعودية والإمارات سدّ الفجوة الناتجة عن تراجع الإمدادات الروسية.
أما على صعيد الطلب العالمي، فيوضح كين أن المشهد لا يقل تعقيداً، فلقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ ساهم في تخفيف التوترات التجارية، فيما يواصل الاقتصاد الأميركي إظهار قدرته على الصمود رغم التضخم والرسوم الجمركية، ما يعني استمرار استهلاك مرتفع للطاقة.
وفي المقابل، تستمر الصين في استيراد كميات كبيرة من النفط، في ما يراه كين مؤشراً على إمّا انتعاش اقتصادي حقيقي، أو استعداد استراتيجي لمواجهة أي اضطرابات محتملة في الإمدادات.
فعاليات أديبك 2025 في العاصمة الإماراتية أبوظبي (الموقع الاكترونيلأديبيك)
ولا يقتصر "أديبك" على النفط والغاز فحسب، إذ يشير الكاتب إلى أن التحول الرقمي ودور الذكاء الاصطناعي في صناعة الطاقة يشكّلان محوراً رئيسياً للنقاشات هذا العام، في ظل سعي الشركات إلى خفض التكاليف ودعم استراتيجيات خفض الانبعاثات.
ورغم اقتراب انعقاد مؤتمر المناخ "كوب 30" في البرازيل، يلاحظ كين أن القضايا البيئية لم تتصدر جدول أعمال "أديبك"، إذ بات الخطاب أكثر واقعية، يركّز على ضمان الإمدادات وتعزيز مرونة الأنظمة الطاقوية وتبني التقنيات الحديثة، بدلاً من الدعوات إلى الإلغاء الفوري للوقود الأحفوري.
ويختم فرانك كين مقاله بالتأكيد على أن "أديبك" يعكس بوضوح نهج الإمارات القائم على التوازن بين توسيع إنتاج النفط منخفض التكلفة والانبعاثات، وبين الاستثمار في التكنولوجيا والطاقة النظيفة، لتبقى أبوظبي مركزاً عالمياً للحوار الطاقوي وملتقى يجمع بين المنتجين والمستهلكين والمبتكرين على أرضٍ واحدة.
أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"