سلطان الجابر: نطبّق نهجاً واقعياً يدعم ضمان أمن الطاقة ويعزّز التقدّم التكنولوجي

اقتصاد وأعمال 03-11-2025 | 09:06

سلطان الجابر: نطبّق نهجاً واقعياً يدعم ضمان أمن الطاقة ويعزّز التقدّم التكنولوجي

رأى أن "الطلب على الكهرباء سيستمر في الارتفاع حتى عام 2040، وذلك بسبب زيادة حاجة مراكز البيانات إلى الكهرباء بأربعة أضعاف، وانتقال 1.5 مليار شخص إلى المدن، وتشغيل أكثر من مليارَي مكيف هواء إضافي".
سلطان الجابر: نطبّق نهجاً واقعياً يدعم ضمان أمن الطاقة ويعزّز التقدّم التكنولوجي
سلطان الجابر. (وام)
Smaller Bigger

دعا وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة سلطان أحمد الجابر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"أدنوك" ومجموعة شركاتها اليوم الإثنين "القيادات وصنّاع السياسات العالميين والمستثمرين في قطاع الطاقة إلى تطبيق نموذج عمل دولة الإمارات الذي يركّز على صياغة سياسات عمليّة وبناء شراكات طموحة لخلق المزيد من فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي والتنافسية العالمية".

وأوضح ضمن الكلمة الرئيسية التي ألقاها في حفل افتتاح الدورة الحادية والأربعين من معرض ومؤتمر "أديبك"، أن "نهج دولة الإمارات العملي يؤكّد أن التشريعات واللوائح الواقعية والعملية تبني وتعزّز ثقة المستثمرين، وأنّه يُعد نموذجاً للسياسات الموثوقة القائمة على التكنولوجيا والمحفِّزة للاستثمار".

وأكّد أن "دولة الإمارات تطبّق نهجاً واقعياً، يدعم ضمان أمن الطاقة وتنويع مصادرها، وجذب رأس المال، وتعزيز التقدّم التكنولوجي، وتبنّى حلول وسياسات عملية بالتنسيق مع قطاع الطاقة"، مشيراً إلى أن "هذا هو السبب وراء استمرار تدفّق رأس المال العالمي إلى هنا، لأن المستثمرين يقدِّرون المصداقية والاستقرار والثقة، وهذه من نقاط قوتنا هنا في أبوظبي، وفي جميع أنحاء دولة الإمارات".

وأشار إلى أن "الدرس المُستفاد من النموذج الإماراتي لقطاع الطاقة هو أن السياسات واللوائح يجب أن تركّز على المتطلّبات الواقعية والفعلية، وليس على الأداء، ويجب أن تستند إلى الرؤى، وليس إلى الأفكار الأيديولوجية، ويجب أن تكون مبنية على الحقائق الدائمة، وليس على التوجّهات الموقتة والعابرة، لأن السياسات التنظيمية البعيدة عن الواقعية والمنطق ستؤدي إلى إضعاف الاقتصادات، وإعاقة تقدم المجتمعات، وإبعاد رؤوس الأموال".

 

"إنجازات أدنوك"

ولفت إلى "إنجازات أدنوك التي تجسّد نجاح نهج دولة الإمارات العملي الذي يركّز على تعزيز التطور التكنولوجي لتمكين التقدّم والنمو، وقال: "في أدنوك نستخدم كل التقنيات المتاحة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لتسريع زمن الإنجاز، وتعزيز القيمة، ومن خلال شركتنا إيه آي كيو، نستخدم أكثر من 200 أداة وتطبيق للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب عملياتنا، من رؤوس الآبار إلى قاعات التداول".

وذكر أن "هذه الأدوات تساهم في تقليل حالات التوقّف المفاجئ إلى النصف، ورفع كفاءة الأداء عبر مختلف أعمالنا، ومن المخطّط أن يدعم حل ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل تحسين دقّة التوقّعات الإنتاجية بنسبة 90%، وكل هذا هو مجرّد بداية، حيث نركّز بشكل كبير على أن نصبح شركة الطاقة الأكثر استفادة من حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي في العالم، ونقوم بدور رائد في إطلاق مرحلة جديدة من تحسين العمليات ورفع الكفاءة بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي".

وطلب الجابر من "المسؤولين وصنّاع السياسات العالميين والمستثمرين في قطاع الطاقة التركيز على المؤشرات الأساسية وتجاهل المؤثّرات الجانبية التي تشتت الانتباه عن الأهداف الرئيسة للقطاع"، وقال: "في ظل كل هذه المتغيّرات، يصعب التركيز على الأساسيات المهمة لقطاعنا. وفي هذه الظروف، أتَّبعُ نهجاً واضحاً وبسيطاً وهو: التركيز على المؤشرات الأساسية وتجاهل المؤثرات الجانبية التي تشتّت الانتباه. وتوضح المؤشرات أن الطلب على الطاقة سيكون قويّاً على المدى البعيد، وأن هناك حالة من عدم اليقين بشأنه على المدى القريب، كما توضح المؤشّرات ضرورة المواءمة بين ضبط التكاليف، والاستثمار الرأسمالي، والتركيز بدقة على رفع الكفاءة، والاستثمار في الكوادر البشرية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي".

وأردف: "ربما نواجه ضغوطاً في الأشهر المقبلة، إلا أن التوقّعات على المدى البعيد تشير إلى نمو الطلب على جميع أشكال الطاقة وفي كافة الأسواق، وعلينا أن نركّز استجابتنا على تلبية هذا الطلب استناداً إلى الحقائق والبيانات"، مؤكّداً "الحاجة إلى استثمارات رأسمالية سنوية بقيمة 4 تريليونات دولار في شبكات الكهرباء ومراكز البيانات وكافة مصادر إمدادات الطاقة".

 

علم الإمارات. (أرشيف)
علم الإمارات. (أرشيف)

 

وقال إنّه لا يمكن تلبية متطلبات نمو اقتصادات المستقبل بالاعتماد على شبكات كهرباء قائمة على بنية تحتية من الماضي، وسلّط الضوء على العوامل الرئيسة التي تحرّك الطلب حتى عام 2040.

ورأى أن "الطلب على الكهرباء سيستمر في الارتفاع حتى عام 2040، وذلك بسبب زيادة حاجة مراكز البيانات إلى الكهرباء بأربعة أضعاف، وانتقال 1.5 مليار شخص إلى المدن، وتشغيل أكثر من مليارَي مكيف هواء إضافي".

وشدّد على أن "قطاع الطيران، سيزدهر مع تضاعف عدد أسطول شركات الطيران العالمية من 25,000 إلى 50,000 طائرة"، مشيراً إلى أنّه نتيجةً لذلك، "سيزيد إنتاج الطاقة المتجدّدة بأكثر من الضعف بحلول عام 2040، وسينمو الغاز الطبيعي المسال بنسبة 50%، ووقود الطائرات بأكثر من 30%. وسيستمر إنتاج النفط فوق مستوى 100 مليون برميل يومياً لما بعد عام 2040، كما سيزداد استخدامه بشكل أكبر في تصنيع العديد من المواد وكذلك في التنقّل"، مشيراً إلى أنّه "في ضوء كل هذه الحقائق، من الواضح أن الموضوع أكثرُ تعقيداً من الانتقال إلى نوع واحد من مصادر الطاقة، وإن العالم بحاجة إلى تعزيز مصادر الطاقة، وليس استبدال مصدر بآخر".

وأكّد الوزير الإماراتي "الدور المحوري للطاقة في تمكين الازدهار العالمي، وعلى أهمية المؤشّرات العالمية التي توضح أن الطاقة تعني خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو والقدرة التنافسية، ودعم الذكاء الاصطناعي، والتي اتفقت عليها القيادات العالمية لقطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات الذين اجتمعوا في مجلس ENACT (تفعيل العمل) في اليوم السابق لانطلاق "أديبك 2025"، لمناقشة تفعيل دور الطاقة والذكاء الاصطناعي كمحركين توأمين لدفع عجلة نمو الاقتصادات".

 

الذكاء الاصطناعي والطاقة...

ولفت إلى "نتائج مناقشات المجلس التي أفادت بأن نمو الاقتصادات بسرعةٍ تواكبُ الذكاء الاصطناعي يتطلّب توفير مصادر موثقة لطاقة الحمل الأساسي بتكلفة مناسبة في ضوء استمرار اعتماد العالم على النفط والغاز لإنتاج الكهرباء التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي"، مضيفاً أن "الغاز يوفّر أكثر من ربع طاقة الحمل الأساسي التي تحتاجها مراكز البيانات، ويؤدي نقص توربينات الغاز إلى أزمة إمداد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء، كما لا تزال البنية التحتية بعيدة جداً عن المستوى المطلوب، وذلك في ضوء الحاجة إلى ما لا يقل عن 6 ملايين كيلومتر من خطوط نقل الكهرباء الجديدة بحلول عام 2050"، مشيرا إلى الحاجة كذلك إلى استثمارات رأسمالية ضخمة، وفي ضوء توفر رأس المال، يجب وضع الهياكل التنظيمية المناسبة لتقليل المخاطر وضمان تدفّقه إلى المشاريع المناسبة.

وأردف: " نحتاج إلى تحرير رأس المال الخامل المقيَّد في أصول البنية التحتية الحالية للطاقة، وهناك العديد من الفرص والإمكانيات الكبيرة المتاحة في هذا المجال، إضافة إلى ذلك يجب أن يعتمد قطاع الطاقة سياسات تساهم في دعم التقدم، وليس إبطاء النمو".

وسلّط الضوء على "جهود دولة الإمارات لترسيخ مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار، ومساهمات أدنوك في تعزيز الشراكات طويلة الأمد"، وقال: "يساهم تركيزنا على رفع الكفاءة في إنتاج النفط الأقل من حيث التكلفة، ومن حيث انبعاثات الكربون. وعبر توفير بيئة موثوقة وآمنة لرأس المال، نتمكّن من تحقيق أفضل مردود مقابل التكلفة. وبفضل الالتزام بالقوانين، وتطبيق قواعد ومبادئ الحوكمة، نبني شراكات راسخة ونتيح عائداً مضموناً على الاستثمار". 

وأضاف: "مع استمرار أدنوك في التقدّم والازدهار محلياً، ننطلق إلى الأسواق العالمية لإيجاد الفرص المناسبة. ومن خلال ذراعنا للاستثمار الدولي XRG، نجحنا في إبرام اتّفاقيات للغاز في كلٍ من موزمبيق ومصر وتركمانستان وأذربيجان والولايات المتحدة الأميركية، ونستمر في البحث عن المزيد من الفرص عبر سلسلة القيمة لمجال الغاز. كما نعزز حضورنا العالمي في قطاع الكيمائيات في خمس قارات. ونستثمر في البنية التحتية وحلول الطاقة الذكية لفتح آفاق جديدة للنمو". 

وتابع: "طبّقنا أيضاً منهجية عمل طموحة ومنضبطة، وبنينا شراكات مع القطاعَين الحكومي والخاص، ونرحب بالمزيد من الشراكات، ونؤكد لكل شركائنا الحاليين والمستقبليين، أننا منفتحون على التعاون". 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/2/2025 7:34:00 PM
أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."