بيروت تحتضن نهضة الصناعة الوطنية: 170 عارضاً يوحّدون طاقات الابتكار اللبناني
بين 29 تشرين الأول و1 تشرين الثاني المقبل، تعود بيروت لتنبض بروح الصناعة الوطنية من جديد، مع انطلاق "معرض الصناعة الوطنية 2025" في Seaside Arena، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، وإشراف وزير الصناعة جو عيسى الخوري ورئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني. هذا الحدث الذي يُعدّ الأكبر من نوعه منذ ثمانينات القرن الماضي، يشكّل محطة مفصلية لإعادة الاعتبار إلى القطاع الصناعي اللبناني كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني، ونافذة أمل نحو مستقبل إنتاجي أكثر استدامة.
يمتدّ المعرض على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويضمّ نحو 170 عارضًا من مختلف القطاعات الصناعية، من الصناعات الغذائية التي تُعتبر من أبرز صادرات لبنان، إلى الصناعات التكنولوجية الحديثة، مرورًا بالصناعات الخفيفة والثقيلة التي تعبّر عن تنوّع الإنتاج المحلي وقدرته على التكيّف مع متطلبات الأسواق. وسيقدّم المشاركون أحدث الابتكارات والمنتجات التي تجسّد روح الإبداع اللبناني، مع تسليط الضوء على جودة التصنيع، التطوير التقني، والقدرة التنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية.

وفي حديثه خلال الإعلان عن المعرض، أكد الوزير جو عيسى الخوري أنّ هذا الحدث "يمثّل رسالة ثقة بقدرة الصناعة اللبنانية على الابتكار والمنافسة رغم التحديات"، مشدّدًا على أنّ "الصناعيين اللبنانيين أثبتوا في أحلك الظروف أنّهم ركيزة الاقتصاد الوطني، وأن الصناعة قادرة على أن تكون بديلاً حقيقياً للاقتصاد الريعي الذي أثقل كاهل لبنان لعقود". وأضاف أنّ المعرض "ليس مجرّد مساحة عرض، بل منصّة تفاعل وحوار بين الصناعيين والمستثمرين والجهات الرسمية والدولية، تُعيد وضع الصناعة في صلب المشروع الاقتصادي الوطني” .









أما رئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني، فاعتبر أنّ "المعرض فرصة لإثبات أن لبنان بلد صناعي بامتياز، قادر على الصمود وتوفير فرص العمل وتعزيز الصادرات"، لافتًا إلى أنّ الهدف الأساسي من هذا الحدث هو "إبراز قدرات الصناعة اللبنانية أمام الرأي العام المحلي والدولي، وفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكات الاستثمارية، خصوصاً في ظل تزايد الطلب على المنتجات ذات الجودة العالية والمصدر الموثوق".
وسيشكّل "معرض الصناعة الوطنية 2025" مساحة لقاء بين القطاعين العام والخاص، وفرصة لبحث سياسات دعم الصناعة وتمكينها من تجاوز التحديات البنيوية، ككلفة الطاقة المرتفعة وصعوبة الوصول إلى الأسواق الخارجية. كما يُتوقّع أن يستقطب المعرض آلاف الزوّار من رجال الأعمال والمستثمرين والبعثات التجارية، في خطوة تهدف إلى إعادة الثقة بقدرة لبنان على الإنتاج والتصدير، وإبراز صورة جديدة لاقتصاد قائم على المعرفة والإبداع والعمل.
عودة هذا المعرض بعد انقطاع دام أكثر من أربعة عقود، لا تمثّل مجرد مناسبة اقتصادية فحسب، بل رمزًا لنهضة قطاعٍ أثبت أنه لا يموت. فالصناعة اللبنانية، رغم كل الصعوبات السياسية والاقتصادية، ما زالت تنبض بالحياة، تحمل هوية لبنان الحقيقية: الاجتهاد، الحرفية، والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص.
وبين أروقة Seaside Arena، ستجتمع قصص نجاح لعشرات المصانع وروّاد الأعمال الذين صمدوا في وجه الأزمات، ليقدّموا نموذجًا عن وطن قادر على النهوض من جديد، من خلال إرادة الإنتاج والإبداع اللبناني. "معرض الصناعة الوطنية 2025" هو أكثر من حدث اقتصادي — إنه إعلان انطلاق مرحلة جديدة من الثقة بلبنان المنتج، لا المستهلك
نبض