الأثرياء يرحلون... والاقتصاد العالمي يعيد توزيع قوّته

اقتصاد وأعمال 30-10-2025 | 08:00

الأثرياء يرحلون... والاقتصاد العالمي يعيد توزيع قوّته

الإمارات تتصدّر سباق جذب الأثرياء عالمياً في 2025
الأثرياء يرحلون... والاقتصاد العالمي يعيد توزيع قوّته
الهجرة العالمية للثروة )ذكاء اصطناعي)
Smaller Bigger
لم تعد الهجرة مجرد بحث عن حياة أفضل، بل تحولت إلى استراتيجية للبقاء الاقتصادي. وبين الدول التي تكسب المليونيرات وتلك التي تخسرهم، تتشكل خريطة جديدة للثروة العالمية، تعيد توزيع القوة والنفوذ بين الدول.

لفهم أبعاد هذه الظاهرة، تحدثت "النهار" إلى الدكتور خالد رمضان، الخبير الاقتصادي ورئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، الذي شبّه الدول بـ"سفن عملاقة تتقاسم المحيطات الاقتصادية"، موضحاً أن ركّاب هذه السفن هم الأثرياء الذين يبحثون دائماً عن "ميناء أفضل".
ثروة تتحرك... واقتصادات تُعاد تشكيلها
يشير د. رمضان إلى أن تقرير "هينلي للهجرة الثرية 2025" يتوقع انتقال نحو 142 ألف مليونير حول العالم، حاملاً معهم استثمارات حيوية تعيد تشكيل الاقتصادات. ويضيف: "هؤلاء ليسوا مجرد أثرياء يبحثون عن الرفاهية، بل محرّكون للنمو، يخلقون الوظائف، ويرفعون أسعار الأصول، ويضاعفون ثروات الدول المستقبلة لهم".

ويوضح أن هؤلاء الأثرياء ينقلون معهم قوة مالية حقيقية، حيث تُقدّر ثرواتهم المشتركة بأكثر من 400 مليار دولار سنوياً، ما يحوّل الدول الفائزة بهم إلى مراكز مالية عالمية، في حين تُفقر الدول الخاسرة مواردها البشرية والمالية.


الإمارات... الميناء الأبرز للأثرياء
تتصدر الإمارات قائمة الوجهات المفضلة للأثرياء عالمياً، مع توقع تدفق صافي يبلغ 9,800 مليونير في 2025، أي أكثر من ضعف العدد المتوقع في الولايات المتحدة (7,500). ويعزو د. رمضان هذا التفوق إلى المزيج الفريد من الإعفاءات الضريبية الكاملة، والاستقرار السياسي، والبنية التحتية المتقدمة.

ويشير إلى أن هذا التدفق سيجلب نحو 63 مليار دولار من الثروات الاستثمارية، ما يعزز نمو الاقتصاد الإماراتي بأكثر من 5% سنوياً، ويوفر آلاف الوظائف في قطاعات العقارات والسياحة والخدمات المالية.

السعودية تصعد بثقة
في المنطقة نفسها، تشهد السعودية صعوداً لافتاً في سباق جذب الأثرياء، مع توقع استقطاب 2,400 مليونير في 2025، ويرجع د. رمضان ذلك إلى زخم الاستثمارات الأجنبية في الرياض وجدة، والتحولات الاقتصادية الكبرى ضمن "رؤية 2030".

بريطانيا والصين... الخاسران الأكبران
على النقيض، تواجه بريطانيا أكبر موجة هجرة للأثرياء منذ عقد، مع خسارة صافية تبلغ 16,500 مليونير، أي ضعف خسارة الصين التي تفقد 7,800 مليونير. ويُرجع د. رمضان السبب إلى تغييرات ضريبية جذرية، منها إصلاح نظام "غير المقيمين" وزيادة ضرائب الإرث، محذراً من أن هذا النزيف المالي يهدد النمو البريطاني، ويفقد آلاف الوظائف، ويضعف مكانة لندن كمركز مالي عالمي.

أما في الصين، فتراجعت وتيرة الهجرة مقارنة بالسنوات الماضية بفضل ازدهار مراكز التقنية في شنتشن وهانغتشو، إلا أن التوترات التجارية تدفع آلاف الأثرياء للبحث عن أمان أكبر في الخارج.

أوروبا بين الخسارة والمكسب
تشهد دول أوروبا الغربية خسائر مشابهة:
فرنسا (-800 مليونير)،
إسبانيا (-500)،
ألمانيا (-400).
في المقابل، تتحول دول جنوب أوروبا إلى ملاذات جديدة للأثرياء، مثل إيطاليا (+3,600) واليونان (+1,200)، بفضل برامج الإقامة والاستثمار العقاري.

لبنان... بين الإمكانات والتحديات
بالنسبة للبنان، يقول د. رمضان إن الاقتصاد يعاني منذ سنوات بسبب فقدان الاستقرار السياسي، لكنه يمتلك إمكانات واعدة لجذب الأثرياء، مثل موقعه الاستراتيجي، وتاريخه التجاري، وشعبه المبدع وريادي الأعمال. ويخلص إلى أن لبنان يمكن أن يتحول من مصدر للثروة إلى وجهة لها.
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/2/2025 7:34:00 PM
أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."