التراجع الحاد للذهب ليس "انهياراً" ولا "تصحيحاً سعرياً"

بقلم: دانييلا سابين هاثورن – كبيرة المحللين في Capital.com
سجل الذهب أمس أسوأ أداء يومي له منذ عام 2013. ورغم أن حركة الذهب والفضة كانت قوية، فإن النتيجة لم تكن مفاجئة تمامًا. فقد كانت الأسعار مرتفعة جدًا، مبتعدة عن الأساسيات القوية، مما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح بعد موجة صعود قوية في الأسابيع الماضية، خاصة مع ورود أخبار إيجابية على صعيد التجارة العالمية.
مع ذلك، لا يمكن اعتبار هذا التراجع "انهيارًا" أو حتى "تصحيحًا"، نظرًا لارتفاع الأسعار الكبير. لا تزال المعادن تحقق أرباحًا جيدة هذا العام، حتى بعد التراجعات الأخيرة، كما أن توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي واستمرار ضعف الدولار يمنحان دعمًا قويًا للذهب والفضة؛ لذا يُمكن اعتبار ما حدث مجرّد عودة إلى الواقع بعد فترة من الحماس الزائد في الأسواق.
من جهة أخرى، لم يشهد التضخم في المملكة المتحدة أيّ ارتفاع خلال سبتمبر، خلافًا لتوقعات بعض المحللين، وهو ما يُعدّ خبرًا سارًا لبنك إنكلترا. فقد استقرّ مؤشر أسعار المستهلك (CPI) عند نسبة 3.8% على أساس سنويّ، بينما انخفض التضخم الأساسي إلى 3.5% من 3.6%، رغم توقعات بارتفاعه إلى 3.7%. أما على أساس شهري، فقد جاءت القراءات الرئيسية والأساسية عند 0%، أي دون التوقعات، مما يشير إلى عدم وجود ضغوط إضافية على الأسعار.
هذه البيانات الضعيفة خفّفت من المخاوف بشأن "الركود التضخميّ"، وفتحت المجال لإعادة تقييم احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنكلترا خلال الأشهر المقبلة. ومع ذلك، لا تزال المخاطر الاقتصادية قائمة. ارتفاع احتمالات خفض الفائدة ضغط على الجنيه الاسترليني، حيث أثر على الفارق في أسعار الفائدة بينه وبين العملات الأخرى، مما أدى إلى تحركات في زوجي EUR/GBP وGBP/JPY. أما زوج GBP/USD، فهو يشهد ثالث يوم من التراجع هذا الأسبوع، مدفوعًا بشكل أساسي بارتفاع الدولار منذ يوم الجمعة الماضي.