ثقافة 19-08-2024 | 17:10

وجوه سمير غانم بعيون فنّاني الملتقى الدّولي للكاريكاتور

تتنوع وجوه أمير الضحك الفنان سمير غانم (1937-2021) من خلال أكثر من مئة وخمسين بورتريهاً معبّراً، صوّرها عشرات الرسّامين للنجم المحبوب "سمّورة"، صاحب الشعبية الجارفة والحضور المستمر في مصر والعالم العربي. البورتريهات المبهجة تحمل توقيعات رسّامي كاريكاتير من دول العالم المختلفة من عشّاق فن سمير غانم وأسلوبه التلقائي الفريد. وقد عرضها "الملتقى الدولي للكاريكاتير" في دورته الثامنة بمركز محمود مختار الثقافي بالجزيرة في القاهرة (12-22 أغسطس/آب 2024). انطلق الملتقى بإشراف قطاعي العلاقات الثقافية الخارجية والفنون التشكيلية، في وزارة الثقافة المصرية، والجمعية المصرية للكاريكاتير، وحضور وزير الثقافة المصري التشكيلي أحمد فؤاد هنو، والفنان وليد قانوش رئيس قطاع الفنون، والفنان مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، والفنان فوزي مرسي القوميسير العام للملتقى، ونخبة من المبدعين والمسؤولين، وجمهور عريض من المهتمين.
وجوه سمير غانم بعيون فنّاني الملتقى الدّولي للكاريكاتور
للفنان أحمد علوي من مصر
Smaller Bigger
تتنوع وجوه أمير الضحك الفنان سمير غانم (1937-2021) من خلال أكثر من مئة وخمسين بورتريهَ معبّراً، صوّرها عشرات الرسّامين للنجم المحبوب "سمّورة"، صاحب الشعبية الجارفة والحضور المستمر في مصر والعالم العربي. 
البورتريهات المبهجة تحمل توقيعات رسّامي كاريكاتير من دول العالم المختلفة من عشّاق فن سمير غانم وأسلوبه التلقائي الفريد. وقد عرضها "الملتقى الدولي للكاريكاتور" في دورته الثامنة بمركز محمود مختار الثقافي بالجزيرة في القاهرة (12-22 أغسطس/آب 2024).
انطلق الملتقى بإشراف قطاعي العلاقات الثقافية الخارجية والفنون التشكيلية، في وزارة الثقافة المصرية، والجمعية المصرية للكاريكاتور، وحضور وزير الثقافة المصري التشكيلي أحمد فؤاد هنو، والفنان وليد قانوش رئيس قطاع الفنون، والفنان مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتور، والفنان فوزي مرسي القوميسير العام للملتقى، ونخبة من المبدعين والمسؤولين، وجمهور عريض من المهتمين.
 
 
فنون المرح والتشخيص
تجسّد الدورة الثامنة للملتقى الدولي لقاءً استثنائياً بين فنون المرح والتشخيص بتجلياتها المتعددة، حيث تتعانق في وجوه سمير غانم الدالّة أدبيات الكاريكاتير والكوميديا والتمثيل والبورتريه في أحدث صيغها ومعالجاتها وتياراتها المعاصرة.
يفرض الكاريكاتير؛ فن الحساسية والرهافة والغوص تحت الجلد، كلمته من خلال التضخيم والمبالغة في إظهار ملامح الشخصية وقسماتها، والتعمق الذكي أيضاً في تقصّي جوانيّاتها وسماتها النفسية، للإمساك بتلابيبها بواسطة أقل عدد من الخطوط والظلال والألوان والمفردات والطقوس الكاشفة.
وتحضر الكوميديا؛ فن المفارقة والقوالب المرحة، مختزلة في وجوه سمير غانم الضاحكة. وتحيل هذه الوجوه إلى أكثر من نصف قرن من الزمان، تقمّص فيها الفنان مئات الشخصيات الشهيرة عبر شرائط أعماله التي لا تُنسى في المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة.
وعلى رأس هذه الشخصيات المحفورة في وجدان الجماهير، شخصيّتا "فطوطة" و"سمّورة" اللتان ارتبطتا بالفوازير في أكثر من موسم رمضاني، وشخصية "ميزو" في المسلسل التلفزيوني "حكاية ميزو".
ومن أبرز الفنانين المشاركين في الملتقى الذين تناولوا الكوميديا وفارسها البارع بعيون الكاريكاتير: أحمد قاعود، أحمد علوي، أمل سمير، مروة إبراهيم (من مصر)، أنس اللقيس (لبنان)، علي الصميخ (البحرين)، سعد حاجو (سوريا)، ناجي بناجي (المغرب)، طارق سخراوي (الجزائر).
كما شارك فرناندو بيكو (كولومبيا)، حازم نصار (الولايات المتحدة)، جو يي، هوانج رونغاي (الصين)، ليو تشيا (تايوان)، ولتر توسكانو، عمر زيفالوس (بيرو)، ديفيد فيلا (إسبانيا)، نانجاندا سوامي (الهند)، إيزابيلا كوالسكا (بولندا)، بيدرو سيلفا (البرتغال)، بافيل ماركوفتش (روسيا).
 
 
 
 
فلسفة البورتريه
يعتني جميع الفنانين المشاركين في الملتقى الدولي للكاريكاتير بفكرة أساسية، هي أن تأتي بورتريهات سمير غانم بمثابة صور عامة له، تعكس خارجه وداخله في آن، وتفتح المجال لاستشراف حالته المزاجية، وإبراز مفاتيح شخصيته وعوالمها الخاصة، ولا تقتصر على استحضار لقطات ثابتة جامدة له.
تمزج هذه البورتريهات بسلاسة بين شخصية سمير غانم الحقيقية، والشخصيات التمثيلية الكثيرة التي لعبها في أعماله الفنية.
وفي كل الأحوال، فإن البورتريه هو ترجمة ذاتية حية لوجهة نظر رسّام الكاريكاتير، ورؤيته الخاصة حول سمير غانم الإنسان، وتاريخه الفني الحافل.
ووفق هذه الفلسفة لفن البورتريه، في إطاره الكاريكاتيري، فإن لكل لوحة كيمياءها المغايرة، وزاويتها التعبيرية المختلفة عن الأعمال الأخرى، بحيث تبدو اللوحة وكأنها تسرد قصة أو تحكي علاقة تربط رسّام الكاريكاتير بالبورتريه، الذي يصوّره ويتفاعل معه ومع صاحبه فنياً وشعورياً.
 
 
مساحات تعبيرية وتخييلية
هكذا، تتيح لوحات الملتقى الدولي للكاريكاتور مساحات تعبيرية وتخييلية واسعة للفنانين المشاركين، لتقديم عشرات التصوّرات والأفكار والمعالجات المبتكرة غير النمطية للفنان سمير غانم ووجوهه التمثيلية المتفردة. 
وتتسق هذه الالتماعات التعبيرية والتخييلية التي أبدعها رسّامو الكاريكاتير مع مفهوم الفن عند سمير غانم نفسه، وطبيعة ممارسته له. 
اللوحات تنبني على إطلاق العنان للانفلات اللحظي، والتلقائية، وعدم التقيّد بالضوابط الجاهزة والمواصفات المقننة والمعايير المحددة.
ويُعرف عن الفنان سمير غانم اعتماده الدائم على الارتجال، وعدم الخضوع للنصوص الصارمة في سائر الأدوار التمثيلية الناجحة التي لعبها، خصوصاً على المسرح، استناداً إلى التفاعل المباشر مع الجمهور في كل ليلة عرض.
وأسفرت هذه المدرسة الكوميدية عن تأسيس فرقة ثلاثي أضواء المسرح في ستينات القرن الماضي، التي جمعت سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم، وتعد علامة من علامات الكوميديا المصرية والعربية الحديثة. 
قدمت الفرقة عدداً كبيراً من الاسكتشات الفكاهية والمواقف والمشاهد الساخرة، بالإضافة إلى الأفلام والمسرحيات والمسلسلات والأعمال الإذاعية وفوازير رمضان. امتدت هذه المدرسة الكوميدية الخفيفة وتفرعت عبر أجيال متلاحقة من الفنانين حتى يومنا هذا.
وحرص رسّام الكاريكاتير المصري أحمد علوي على تصوير ثلاثي أضواء المسرح في إحدى لوحات الملتقى الدولي، خلال مشاركتهم في اسكتش فني غنائي متخيّل، من إخراج "فطوطة"، الذي يدير العمل بطريقة هزلية. 
فيما صوّر الرسّام المصري أحمد قاعود لقاءً افتراضياً فوق السحاب بين الفنان سمير غانم وزوجته الفنانة دلال عبد العزيز، وهي التي شاركته بطولة مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، المسرحية والسينمائية والتلفزيونية.
 
 
اجتهادات ذاتية
تتنوع تجارب رسّامي الكاريكاتور ورؤاهم واجتهاداتهم الذاتية في تصويرهم وجه سمير غانم الحقيقي ووجوهه التمثيلية في لوحات الملتقى الدولي للكاريكاتور، التي تشكل في محصّلتها بانوراما شاملة للفنان المصري وأرشيفه الزاخم. 
ويبدو كل رسّام وقد تأثر تأثراً كبيراً بكاريزما سمير غانم القوية، إلى جانب الأيقونات والرموز والطقوس المتعلقة به وبالشخصيات الفنية التي تقمّصها. 
ومن ذلك، ملابسه وأحذيته الغريبة أحياناً، كما في شخصية فطوطة، ونظارته الضخمة، وشاربه الكثيف، وباروكة الشعر المميزة، والأكسسوارات المسرحية النادرة والمضحكة المرتبطة بالأدوار التي لعبها.
 
 
استلهمت الصيغ الكاريكاتورية الجديدة هذه المعطيات كلها، لتعيد إفرازها وتشكيلها من خلال لوحات غير تقليدية، ومداخل فنية طازجة. 
الفنان الكولومبي فرناندو بيكو، مثلاً، حوّل بابيون فطوطة الشهير إلى جناحي فراشة منقوشين بالقلوب الحمراء حول عنق سمير غانم. فيما تنقسم "نظارة" سمير غانم أيضاً إلى قلبين عملاقين، وتحيط به مجموعة كبيرة من "الإيموشنز" الإلكترونية الباسمة والدالة إلى السعادة في وسائط السوشيال ميديا العصرية.
يختزل الفنان حازم نصار من الولايات المتحدة شخصية فطوطة إلى شعر كثيف على هيئة دائرة كبرى، تتسع لجسد الشخصية كاملاً، ويحتل الحذاء مساحة كبيرة من المشهد. ويجرّد الرسّام السوري سعد حاجو ملامح سير غانم، ليلخّصها كلها من خلال الخط العربي بحروف قليلة هي حروف كلمة "سمير".
تحمل لوحات كثيرة طاقة تعبيرية هائلة، على صعيد الاهتمام بالصورة التشكيلية الاحترافية والفنيات البصرية كقيمة في حد ذاتها. ومن ذلك لوحات الفنانين بيدرو سيلفا من البرتغال، وناجي بناجي من المغرب، وليو تشيا من تايوان، وعلي الصميخ من البحرين، وأنس اللقيس من لبنان، وغيرهم. 
 
 

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟