تفتح هيئة الشارقة للكتاب فصلاً جديداً في مسار "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، عبر توسيع أفقه المفاهيمي والمهني، وإطلاق هويته البصرية الجديدة تحت مسمّى "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة والقصص المصورة". خطوة تُعدّ إعادة تموضع واعية، تعكس التزام الشارقة المتواصل بتعزيز حضورها الثقافي، وترسيخ ريادتها في الصناعات الإبداعية، وصون السرد القصصي بوصفه لغة جامعة تتعدد أشكالها ووسائطها.

في السياق، كشفت الهيئة أنّ دورة عام 2026 من المؤتمر ستقام بين 26 و29 آذار/مارس، ببرنامج موسّع يواكب هذا التحوّل، من خلال منصات أرحب، ومساحات عرض أوسع، وعدد أكبر من الورش التطبيقية والتجارب التفاعلية. كما يشهد المؤتمر إطلاق منصة جديدة تحمل عنوان "سوق الرسوم المتحركة والقصص المصورة"، في مبادرة نوعية تهدف إلى فتح آفاق مهنية أوسع أمام المبدعين، وربط الإنتاج الإبداعي بسوقه الطبيعي وشبكاته الدولية.

جانب من نسخة سابقة من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة والقصص المصورة.

يذهب المؤتمر في توسّعه خطوة أبعد، بإطلاق أول إحصاء رسمي للرسامين والمؤلفين وفناني تحريك الرسوم والمبدعين العرب العاملين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إحصاء يسعى إلى رسم خريطة شاملة للمجتمع الإبداعي العربي، وتأسيس قاعدة بيانات معرفية تمهّد لبناء منظومة موحّدة للصناعات الإبداعية، بدعوة مفتوحة لكل المبدعين العرب للمشاركة في صياغتها.

من جانبها، أكّدت المديرة التنفيذية لـ"مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة والقصص المصورة" خولة المجيني أنّ تطوير المؤتمر يستند إلى الرؤية الثقافية لحاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وإلى توجيهات رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي. ورأت أنّ المؤتمر بات يشكّل بنية تحتية استراتيجية لصناعة إبداعية متكاملة، تعزّز مكانة الشارقة كمحور إقليمي وعالمي لقطاع الرسوم المتحركة والقصص المصورة.

جانب من نسخة سابقة من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة والقصص المصورة.

وأشارت المجيني إلى أنّ المؤتمر يوفّر منصة حيّة تربط المواهب العربية بالناشرين والمنتجين وشركات التكنولوجيا والمؤسسات التعليمية، فاتحاً أمامهم مسارات مهنية وفرص شراكات عابرة للحدود. كما شدّدت على أنّ تطوير المؤتمر يعكس انتقال الهيئة من مرحلة دعم المواهب إلى التمكين الفني والثقافي والاقتصادي القائم على البيانات، في استجابة مباشرة لاحتياجات المبدعين، وتعزيز ملموس لحضور المحتوى الإبداعي العربي في الأسواق العالمية، انطلاقاً من الشارقة.

ويُعدّ "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة والقصص المصورة"، الذي تنظّمه هيئة الشارقة للكتاب سنوياً، واحداً من أبرز المنصات المتخصصة في المنطقة، والمكرّسة للرسامين وفناني التحريك والناشرين والمنتجين والمواهب الناشئة. وكانت دورته السابقة، التي أقيمت في أيار/مايو 2025، قد استقطبت أكثر من خمسة آلاف زائر من مختلف أنحاء العالم، واستضافت أكثر من سبعين خبيراً دولياً ناقشوا التقاء الخيال الإنساني بالابتكار المعزّز بالذكاء الاصطناعي، في لحظة تعكس تحوّلات السرد البصري في عصره الجديد.