أبوظبي تطلق الحدث الإعلامي الأضخم عالمياً: "قمّة بريدج"مختبر مفتوح للأفكار
انطلقت في أبوظبي فعاليات الدورة الأولى من "قمّة بريدج" في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، في حدث هو الأضخم عالمياً في قطاعات الإعلام والمحتوى والترفيه.
وتعتبر القمة مؤتمراً عالمياً للتواصل، بهدف توحيد مختلف مكوّنات منظومة الإعلام الحديثة. فهو يستقطب 60 ألف مشارك من 132 دولة، و430 متحدثاً من 45 دولة من كبار المبدعين، وصنّاع السياسات، والمستثمرين، وخبراء التكنولوجيا، وقادة المؤسسات الإعلامية والثقافية، ضمن أكثر من 300 جلسة وفعالية تشكّل محطة محورية في مستقبل الصناعة.
رؤى من تحالف "بريدج"
تأتي "قمّة بريدج" لتؤسس لدور فاعل في رسم ملامح الإعلام العالمي، باعتبارها جسراً للتعاون بين المجتمعات، انطلاقاً من الإيمان بأن تطور الإعلام وازدهار المحتوى يعززان التفاهم والسلام ويسهمان في بناء مستقبل أكثر توازناً.

ووفق رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للإعلام رئيس تحالف "بريدج" عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، لا تستثني التحولات التي يشهدها القطاع أحداً، ما يجعل تنسيق الرؤى ضرورة مشتركة لضمان تنمية مستدامة ومسؤولية إعلامية تخدم البشرية. ويمثّل إطلاق النسخة الأولى من القمّة خطوة عملية نحو بناء بيئة إعلامية أكثر شفافية ومرونة، في مرحلة تشهد تحوّلات سريعة وغير مسبوقة، وهو ما أشار إليه نائب رئيس تحالف "بريدج" الدكتور جمال محمد عبيد الكعبي بقوله إنّ القمّة وُجدت لتقود النقاشات الجوهرية حول التحديات والفرص، وإعادة بناء جسور الثقة بين المؤسسات الإعلامية حول العالم.
تُقام قمّة "بريدج" في الفترة من 8 إلى 10 كانون الأول/ديسمبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وينظمها تحالف "بريدج"، المنظمة العالمية غير الربحية التي تعمل على تطوير منظومة الإعلام والمحتوى والترفيه عبر ترسيخ المصداقية وتعزيز الثقة ودعم الابتكار المسؤول.

تطلعات مجلس إدارة التحالف
وتكتسب القمّة أهميتها من سعيها إلى التحول منصة دولية لدعم الإعلام الأخلاقي والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي. وهي تأتي في لحظة عالمية دقيقة تتصاعد فيها السرديات المتنافسة، وتتعاظم تحديات بناء الثقة. في المقابل، تتيح التكنولوجيا فرصاً لتعزيز الحوار بين المجتمعات، وتبرز "بريدج" كعنصر قادرة على لعب دور تحويلي يجمع القادة والمبدعين في مساحة تسودها روح التعاون.
كذلك، تسعى القمة إلى إعادة التفكير في مفهوم الثقة في زمن يعاد فيه تشكيل السرديات عبر الخوارزميات. وتُشكّل منصة مختلفة تكشف الفجوة بين الإعلام القائم والإعلام المنشود، و"مختبر مفتوح للأفكار"، على حدّ تعبير المديرة التنفيذية لتحالف "بريدج" مريم بنت فهد، يجمع صنّاع السياسات والمبدعين والخبراء في مساحة حوار شفاف. وقد أشارت بنت فهد إلى أنّ التحالف ينظر إلى المستقبل من خلال توسيع الشراكات الفاعلة، وأنّ ورشة العمل العالمية التي تبدأ غداً تهدف إلى صياغة نموذج إعلامي يخدم المجتمعات بوضوح ومسؤولية.

تحوّلات تعيد رسم المشهد الإعلامي
يمرّ القطاع الإعلامي عالمياً بلحظة مفصلية تستدعي مقاربات مبتكرة قادرة على مواكبة تشتّت الجمهور وتبدّل طرق الوصول إلى المعلومات، ويبقى الالتزام بالصحافة الموثوقة ركناً ثابتاً لا غنى عنه وسط هذا التحوّل.
وفي هذه اللحظة المتحوّلة، تبرز فرصة حقيقية أمام المنطقة لاستعادة سردياتها وتقديم تعدديتها الثقافية في النقاش العالمي، في إطار منظومة تُبنى على الصدقيّة وتمكين صُنّاع المحتوى. كما أنّ تسارع تغيّر أنماط استهلاك المعلومات يفرض نوعاً جديداً من التعاون يتجاوز قدرات المؤسسات الفردية، ويجعل من جمع الأصوات المتنوعة تحت مظلة واحدة ضرورة لا مجرد خيار.
وفي ظلّ التحوّلات الجذرية التي تطاول إنتاج القصص وتوزيعها والتفاعل معها حول العالم، تقدّم "قمّة بريدج" مساحة نادرة تجمع قادة الإعلام والتكنولوجيا والصناعات الإبداعية لرسم مسار أكثر ترابطاً للمستقبل، ولتطوير بيئة سردية أكثر اتساعاً وشمولاً وتأثيراً.
نبض