معرض فرنسي يكشف جماليات المطر في لوحات كبار الفنانين

ثقافة 08-12-2025 | 10:20

معرض فرنسي يكشف جماليات المطر في لوحات كبار الفنانين

"ينهمر البكاء في قلبي، كما يهطل المطر على المدينة / ما هذا الفتور الذي يتسرّب الى فؤادي؟"
معرض فرنسي يكشف جماليات المطر في لوحات كبار الفنانين
“شارع باريسي“ للفنان غوستاف كايبوت.
Smaller Bigger

تحت عنوان "تحت المطر، نرسم، نعيش ونحلم"، يتواصل في "متحف الفنون الجميلة" في مدينة نانت معرض كبير يستعرض كيف رسم الفنانون المطر وجعلوه موضوعاً أساسياً في لوحاتهم.

أكثر من مئة وخمسين لوحة لفنانين كبار متنوعي الجنسيات من المتاحف الفرنسية والغربية ومن المجموعات الخاصة، يجمع بينها رسم سقوط المطر في المدن وفي أحضان الطبيعة. تقول ماري آن بوليى، القيمة على المعرض، "خرج الفنانون من محترفاتهم في القرن التاسع عشر وحاولوا في لوحاتهم أن يلتقطوا الطاقة السحرية الكامنة في المطر رغم كونه شفافاً بلا لون ينشر العتمة في النهار ويشوه ملامح البشر". هذا الإحساس العميق بالمطر نجد صدى له أيضاً عند الأدباء والشعراء الذين تغنّوا بالمطر في قصائد معبّرة كالشاعر الفرنسي بول فرلين، نقرأ قصيدته الشهيرة في المعرض معلقة إلى جانب اللوحات المعروضة: "ينهمر البكاء في قلبي، كما يهطل المطر على المدينة / ما هذا الفتور الذي يتسرّب الى فؤادي؟".

 

“ساحة الكونكورد“ للفنان ألفريد سميث.
“ساحة الكونكورد“ للفنان ألفريد سميث.

 

يؤكد المعرض أنّ اهتمام الفنانين بالمطر جاء ليواكب التحولات الاجتماعية والعلمية في المجتمعات الغربية. لقد شهد القرن التاسع عشر تقدّماً في علم رصد الأحوال الجوية وحالة الطقس، كما شهدت المدن ومنها باريس حركة عمرانية تمثلت في شق الطرقات الكبرى والشوارع والساحات وبناء المقاهي والحدائق، ممّا سمح للسكان بالتنقّل بحرّية في الأمكنة وهم يحملون المظلات عند هطول المطر. لم يعد المطر يمنع من الخروج من المنازل وصارت المظلة عنصراً من عناصر الأناقة عند الرجال والنساء. ويروي المعرض لزواره كيف بدأ تصنيع المظلات على نطاق تجاري نهاية القرن الثامن عشر للحماية من المطر. في البداية اقتصر استعمال المظلات على الإناث لكن بعد عقود من الزمن انتشرت هذه العادة لدى الرجال أيضاً وأصبح هناك متاجر متخصصة فقط في بيع المظلات.

نشاهد في المعرض العديد من اللوحات التي تصوّر المشاة تحت المطر يحملون المظلات، كما في اللوحة الشهيرة "شارع باريسي تحت المطر" للفنان الفرنسي غوستاف كايبوت (1848-1894)، الذي برع في رسم روح باريس الجديدة بعد التحولات العمرانية الكبرى التي عرفتها في زمن البارون هوسمان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

 

“المشاة يعبرون الساحة“ صورة لأندريه كيرتيز.
“المشاة يعبرون الساحة“ صورة لأندريه كيرتيز.

 

أما الفنان الفرنسي ألفريد سميث (1854-1936) فتُعرض له لوحة تبدو فيها ساحة الكونكورد الشهيرة ساعة المطر الغزير، مركزاً على المياه التي تغسل أرضية الساحة فتتحول إلى مرآة تنعكس فيها لعبة الضوء والظل بألوان شفافة.

من باريس إلى لندن مع الفنان البلجيكي إيميل كلوس (1849-1924) الذي صوّر جسر واترلو في لندن بعين شاعرية حيث النور يضيء الجسر ونهر التايمز رغم هطول المطر.

 

“المطر الأول“ للفنان الإيطالي ليجي نونو.
“المطر الأول“ للفنان الإيطالي ليجي نونو.

 

لا يقتصر المعرض على اللوحات التي تصوّر تساقط المطر في المدن، تطالعنا أيضاً لوحات لمعلمين كبار جسدوا بحسٍّ جماليّ لحظات سقوط المطر على الوديان والتلال والأنهر والبحار كما في لوحات الفنان الفرنسي غوستاف كوربيه (1819-1877) التي رسم فيها بحر مدينة تروفيل في منطقة النورماندي أثناء هبوب العاصفة.

بموازاة اللوحات الزيتية والمائيات تطالعنا أيضاً صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود وتجهيزات لمصورين مكرسين عالميّاً ومنهم براساي وأندريه كيرتيز وجوليوس بيسمارك عرفوا كيف يسجّلوا بعدستهم أجواء الشتاء وظهور الغيوم المليئة بالأمطار.

 

“رحلة السفينة تحت المطر“.
“رحلة السفينة تحت المطر“.

 

معرض "تحت المطر" شهادة رائعة عن تفاعل الكتّاب والفنانين مع تغيّرات الطقس وكيف تتحوّل الأمطار إلى أنغام تصل السماء بالأرض فتتشكل لوحات بديعة تعزف لحن الحياة وتضيء الليل والنهار.

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/8/2025 10:41:00 AM
فر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق
النهار تتحقق 12/8/2025 10:43:00 AM
الصورة عتيقة، وألوانها باهتة. وبدا فيها الرئيس السوري المخلوع واقفا الى جانب لونا الشبل بفستان العرس. ماذا في التفاصيل؟ 
النهار تتحقق 12/8/2025 2:57:00 PM
الصورة حميمة، وزُعِم أنّها "مسرّبة من منزل ماهر الأسد"، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ماذا وجدنا؟ 
أثار سكنه في شقة بتكلفة 2300 دولار شهرياً انتقادات من خصومه الذين يعتقدون أن راتبه كعضو في جمعية ولاية نيويورك ودخل زوجته يسمحان للزوجين بالسكن في شقة أفضل.