اقتحم الفيلم الكوميدي الموسيقي "ويكد: فور غود" (Wicked: For Good)، من إنتاج "يونيفرسال"، صالات السينما بعرض افتتاحي ساحر بلغ 150 مليون دولار في شباك التذاكر الأميركي، ليحقق أكبر افتتاح في التاريخ لفيلم مقتبس من مسرحية "برودواي"، وليصبح فوراً أحد أبرز أحداث شباك التذاكر لعام 2025. وفق تقديرات الاستوديو، فقد حصد الجزء الثاني من "ويكد" 226 مليون دولار عالمياً، بينها نحو 76 مليوناً من أكثر من 70 سوقاً دولية.

لا يكتفي هذا الإنجاز بتجاوز افتتاح الجزء الأول الذي بلغ 112,5 مليون دولار، بل يتخطّاه بأشواط، مع تقديرات تُشير إلى تسجيل نحو مليوني تذكرة دخول إضافية مقارنة بأسبوع العرض الأول للفيلم السابق.

أضخم افتتاح لفيلم من برودواي
الفيلم مقتبس من مسرحية موسيقية عُرضت في "برودواي" تستند إلى روايةٍ لغريغوري ماغواير (1995) مستوحاة بدورها من قصة "ذي ويزرد أوف أوز" التي صدرت عام 1900. وقد أطاح "ويكد: فور غود" - شأنه شأن جزئه الأول - بفيلم "ماما ميا!" لينتزع لقب أضخم افتتاح لفيلم مستوحى من "برودواي" في التاريخ، وليحلّ في المرتبة الثانية بين أكبر افتتاحيات 2025 المحلية بعد فيلم "ماينكرافت".

أريانا غراندي وسينثيا إيريفو في “ويكد: فور غود“. (يونيفرسال)

عُرض الفيلم في 4 آلاف و115 صالة مع متوسط مرتفع بلغ 36 ألفاً و452 دولاراً للشاشة الواحدة، ليحمل شباك التذاكر في أميركا الشمالية على "مكنسته السحرية" طوال عطلة نهاية الأسبوع. وفي المقابل، جاءت بقية الأفلام متأخّرة بفارق كبير: حلّ فيلم "الآن أنت تراني: الآن لا" ثانياً بنحو 9,1 ملايين دولار، تلاه "المفترس: الأراضي الوعرة" (6,3 ملايين دولار) و"الهارب" (5,8 ملايين دولار).

زخم تجاري واضح
كما في الجزء الأول، كانت النساء القوة الدافعة في الافتتاح، إذ تُظهر استطلاعات الخروج من القاعات أنّ 71 في المئة من الجمهور كان من الإناث، وأن نصف الحضور تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً و34 عاماً. أما السمعة الشفهية فتبدو أقوى من التقييمات النقدية، إذ حصل الفيلم على درجة "A" من "CinemaScore"، ونسبة رضا بلغت 92 في المئة على "PostTrak"، مع إعلان 83 في المئة من المشاهدين أنهم "سيوصون به بالتأكيد". وعلى "Rotten Tomatoes" يسجّل النقاد نسبة في أوائل السبعينات، مقابل نسب في التسعينات لدى الجمهور، ما يعكس الفجوة التقليدية بين الطرفين، وإن صاحبها زخم تجاري واضح.

من جانبه، وصف المحلّل في شركة "فرنشايز إنترتينمنت ريسيرتش" ديفيد غروس الفيلم بأنه "عمل مذهل يحطّم الأرقام القياسية". واعتبر غروس أنّه "فيلم هوليوودي ضخم يواصل تسجيل النجاحات".

مشهد من الفيلم. (يونيفيرسال)

تواجه غليندا (أريانا غراندي) وإلفابا (سينثيا إيريفو)، مكائد الساحر (جيف غولدبلوم) ومدام موريبل (ميشيل يوه)، وهو ما أشار إليه غروس قائلاً إنّ الفيلم "يحمل قصة مغامرة آسرة تُروى من منظور نسائي فريد".

بالنسبة إلى هوليوود، لا تقتصر هذه الأرقام اللامعة على كونها انتصاراً للمخرج جون إم. تشو والنجمتيْن سينثيا إيريفو وأريانا غراندي، إنما ترفع إجمالي إيرادات العام حتى الآن إلى نحو 7,5 مليارات دولار، ما يقرّب القطاع من هدفه المُحدث بعد الجائحة والبالغ 9 مليارات دولار، ويمهّد لموسم عطلات مصيري يشمل أفلاماً كـ"Zootopia 2" و"Avatar: Fire and Ash".

لكن، في الوقت الحالي، يبقى الويكند مُلكاً لـ"أوز"، الأرض السحرية المأهولة بالساحرات. وبعد عام من إعادة "ويكد" إحياء بريق الأفلام الموسيقية، يثبت "ويكد: فور غود" أنّ الجمهور لا يزال مستعداً تماماً لاتّباع إلفابا وغليندا "عبر قوس قزح"... في الوقت الحالي.