"أسبوع دبي للتصميم" يُطلق نسخته الـ11 بمشاركة ألف مصمّم... قطع فنية بهوية إنسانية وثقافية
بعد حصاد عشرية إبداعية أولى جُمِعَت خلالها فنون الشرق والغرب، يُطلق "أسبوع دبي للتصميم" نسخته الـ11 اليوم، برؤية إماراتية تهدف للإجابة عن سؤال جوهري: "كيف يُمكن للتصميم أن يكون صلة وصل بين المجتمعات والأجيال والمجالات والتاريخ والجغرافيا؟".
على مساحة واسعة في حي دبي للتصميم بإمارة دبي، مشهد يجمع التصميم الإقليمي والعالمي بعروض لأكثر من ألف مصمّم وعلامة تجارية، من 50 دولة عربية وأجنبية بينها لبنان، تشمل قطعاً فنية، الأثاث، الأكسسورات والمجوهرات. كما تُعقَد حلقات حوار ونقاش وورش عمل ضمن فعالية "داون تاون ديزاين"، تجسيداً لمكانة دبي كنقطة التقاء الثقافات والإبداع من مختلف القارات.

ما يُميّز هذه النسخة من "أسبوع دبي للتصميم" أنّ المعرض يُطرَح وسيلة لتمثيل الثقافة وسرد القصص، إذ تكشف مديرته ناتاشا كاريلا لـ"النهار"، أنّ "وراء كل قطعة قصة إنسانية تُعبّر عن هوية ثقافية وتجربة شخصية، ممّا يجعل التصميم أداة للتعبير الإنساني والتواصل الثقافي في آنٍ واحد".
كذلك أُطلقت هذا العام، للمرة الأولى، جوائز دي3 (D3Awards)، وهي بحسب ما تشرح كاريلا "مبادرة جديدة تحتفي بالمواهب الصاعدة في المنطقة خلال السنوات الخمس الأولى من مسيرتهم المهنية، وقد حصلت النيجيرية الفائزة بجائزة الحِرَف على مبلغ 100 ألف درهم إماراتي، بهدف دعم المبدعين الشباب وتشجيعهم على مواصلة مسيرتهم في عالم التصميم".
بصمة لبنانية
إطلاق فعاليات "أسبوع دبي للتصميم" و"داون تاون ديزاين" طُبِع ببصمة لبنانية من خلال مشروع "The Forum"، إذ أقيم المؤتمر الصحافي الافتتاحي في مساحة للمصممة والمهندسة اللبنانية رلى سلمون، والتي تصفها بـ"الفضاء" للحوارات وجلسات النقاش.

استوحت سلمون عملها "من الطبيعة وفكرة التجمع المجتمعي والحوار المفتوح التي تشكّل جزءاً من الثقافة المحلية"، وفق ما تقول.
وتضيف لـ"النهار": "أردتُ أن يعكس التصميم هذا المفهوم، إذ تكون المساحة مفتوحة للحضور وتُشجّع الجميع على النقاش الحرّ والتفاعل المتبادل"، مؤكدةً ضرورة أن "يكون الحوار ثنائي الاتجاه، لا أحاديّاً، أي أن يتبادل المتحدثون والجمهور الأفكار ضمن مساحة تفاعلية مفتوحة".
أعمال إماراتية
يجمع جناح "مصممين من الإمارات" 26 مصمّماً إماراتيّاً وعربيّاً بينهم لبنانيون، مقيمون في الإمارات، شكّلوا باتّحاد رؤيتهم الإبداعية تصاميم تعكس أهمية التجذّر بالأرض والطبيعة وانعكاسها على الإنسان.

تحمل إحدى القطع لثلاث مصممات إماراتيات (دانية العجلان، دنى العجلان، آمنة بن بشر)، عنوان "الوصل"، وهو اسم دبي القديمة، مدينة الترابط والتواصل بين الثقافات والتجارة.
تقول دانية العجلان لـ"النهار": "اعتمدنا في التصميم على سعف النخيل باستخدام تقنية الترصيع، ولُوِّن طبيعيّاً بمستخلص الكركم ليُحاكي ألوان صحراء الإمارات".
تتميز القطعة بتعدّد وظائفها، إذ يمكن استخدامها رفوفاً للتخزين أو لتعليق الأغراض، كما تضمّ كرسيّاً مدمجاً في هيكلها، وقد عمدت المصممات إلى "إضافة عنصر الحبل ليُجسّد فكرة الترابط التي يقوم عليها المفهوم العام للتصميم، في مزيج يجمع بين الجمال، والرمزية، والاستدامة"، بحسب العجلان.
في الإبداع الإماراتي أيضاً، قطعة أثاث بعنوان "نواة التمر" ضمن جناح "تشكيل". فقد انكبّ الفنان التشكيلي ناصر الغاوي على نحت نوى التمر من أطرافها الستة وتحويلها إلى مادة يمكن توظيفها في التصميم، مؤكداً أنّ "إنتاج هذه القطعة يهدف إلى تشجيع الناس على ممارسة الاستدامة من خلال الاستفادة من نوى التمر المتوافرة بكثرة في الإمارات".

ويشرح الغاوي تصميمه لـ"النهار" بالقول: "بدأنا بتجارب صغيرة لإنتاج قطع أثاث مثل الطاولات من نوى التمر، ومع تطور التجربة حاولتُ دمج الإضاءة في التصميم، فكانت النتيجة مدهشة، إذ إن الإضاءة المنبعثة من القطع جاءت طبيعية تماماً من نوى التمر من دون أي إضافات ملوّنة أو صناعية".
خلف هذا التصميم جهد كبير، إذ احتاجت كل قطعة الى قرابة ستة آلاف نواة تمر وقد شكّلت تجربة فريدة تدمج بين الإبداع والاستدامة.
هذه التصاميم عينة من مئات القطع الفنية المعروضة ضمن "أسبوع دبي للتصميم"، منذ 5 إلى 9 تشرين الثاني / نوفمبر، في موعد سنوي ثابت للإبداع من حول العالم.
نبض