راني صادر في "بودكاست مع نايلة": خمسة أجيال تصون الحَرف والفِكر (فيديو)

ثقافة 06-11-2025 | 19:10

راني صادر في "بودكاست مع نايلة": خمسة أجيال تصون الحَرف والفِكر (فيديو)

"حين اكتشفت أننا أقدم دار نشر في العالم العربي، وأننا بدأنا مع القانون عام 1868، أدركت أننا نحمل إرثاً أكبر منّا".
راني صادر في "بودكاست مع نايلة": خمسة أجيال تصون الحَرف والفِكر (فيديو)
المحامي راني صادر مسلّماً نايلة تويني نسخةً من الدستور اللبناني. (بودكاست مع نايلة)
Smaller Bigger

في حلقة جديدة من بودكاست مع نايلة، استضافت نايلة تويني المحامي راني صادر، رئيس الابتكار القانوني في صادر، وهو أحد أبرز الأسماء في عالم الملكيّة الفكرية، والجيل الخامس من عائلة حملت على عاتقها إرثاً فريداً من المعرفة والنشر عبر دار صادر، أقدم دار نشر في العالم العربي.

 

 

 

 

يُعرّف صادر نفسه بأنه ابن بيتٍ آمَن بالمعرفة قبل الورق، وحين سألته نايلة عن جذور عائلته، عاد راني صادر بالذاكرة إلى زمنٍ بعيد وقال: "حين اكتشفت أننا أقدم دار نشر في العالم العربي، وأننا بدأنا مع القانون عام 1868، أدركت أننا نحمل إرثاً أكبر منّا. جدّ جدّي، مؤسّس الدار، كان أمّياً لا يقرأ ولا يكتب. خلال حرب عام 1860، هرب من درب السيم في الجنوب وجاء إلى بيروت، حيث عاش بين جامع وكنيسة. كان يصلح المظلّات ليكسب قوته، وكان الرهبان والشيوخ يتركون له الكتب، فبدأ يجمعها بدافع الفضول، لا المعرفة. وفي عام 1862، صار لديه نحو ثمانمئة كتاب".

ثم يروي: "ذات يوم، سأله أحد الرهبان أو الشيوخ عمّا إن كان يملك كتاب امرئ القيس. كان يملك "تخشيبة" صغيرة بمساحة مترين في متر، يضع فيها أدواته وكتبه. أجاب الرجل بأنه يحب المعرفة لكنه أميّ. يُقال إن الشيخ أو الراهب بدأ يعلّمه الأبجدية في ذلك الكوخ الصغير".

 

 

 

ومن هناك، من بين الكتب والمظلّات، وُلدت أول مكتبة تجارية في لبنان والعالم العربي، أطلق عليها اسم "المكتبة العمومية" وكانت النواة الأولى لما أصبح لاحقاً دار صادر.

من ذلك الشغف البدائي بالورق والحرف، وُلدت فكرة البيت الثقافي الذي حملته الأجيال التالية. فكل جيلٍ من آل صادر أضاف حجراً إلى هذا البناء: أحدهم طبَعَ، وآخر نشر، وثالث وسّع الأفق إلى العالم، حتى جاء راني، الجيل الخامس، ليحمل المعرفة إلى مجالٍ جديد، من الورق إلى القانون، ومن الحبر إلى حماية الفكرة.

ورغم أن طريقه لم يكن مرسوماً منذ البداية، فإن الحياة، كما يقول، "تأخذنا إلى مكان لا نعرفه". فقد تُوفّيت والدته عندما كان في العاشرة من عمره، وكان يحلم بأن يصبح طبيباً، لكن بعد حديث صادق مع والده، اقتنع بدراسة الحقوق، ليكتشف فيها لاحقاً شغفه الحقيقي.

 

نايلة تويني وضيفها راني صادر. (بودكاست مع نايلة)
نايلة تويني وضيفها راني صادر. (بودكاست مع نايلة)

 

في حديثه مع نايلة، شدّد على أهمية أن يتعلّم الناس حقوقهم وواجباتهم منذ المدرسة، معتبراً أن الجهل بالقانون سبب رئيسي للفوضى في المجتمع. كما تحدّث عن تجربته في مكافحة الأدوية المزوّرة، ودوره في دعم الشركات الناشئة عبر الاستشارات القانونية، مؤكداً أن القانون يجب أن يتكيّف مع التغيير لا أن يُجمّد التطوّر.

وعندما سألته نايلة عن الذكاء الاصطناعي، قدّم صادر رؤيته بثلاثة أعمدة أساسية: الابتكار، الحماية، والمسؤولية. يرى أن الذكاء الاصطناعي يحمل فرصاً كبيرة، لكنه أيضاً يطرح تحديات أخلاقية وقانونية خطيرة، خاصة مع انتشار الأخبار الكاذبة واستخدامه في المجال الطبّي.

وفي خضم الحديث، لم يغب الجانب الإنساني عن الحوار، وتحدّث راني صادر عن أولاده الثلاثة، وعن إيمانه بأن السعادة لا تعني الكمال، بل القدرة على تقبّل مرارة الحياة بابتسامة، مضيفاً "قهوتي مُرّة... لكن الحياة حلوة جداً بمرّها".

وفي رسالته إلى الجيل الجديد، دعا إلى الصبر والعمل الجاد، محذراً الشباب من دراسة الحقوق فقط لأنها "الخيار المتاح"، بل عليهم أن يتّبعوا شغفهم الحقيقي. وعن مفهومه للحرية والديموقراطية، قال إن الحرية مسؤولية، والديموقراطية لا تُبنى بالشعارات بل بالأخلاق.

وفي ختام اللقاء، عبّر صادر عن رضاه الداخلي قائلاً إنه مرتاح جداً مع نفسه وطموح في الوقت ذاته، وهو لا يفصل بين النجاح المهني والإنساني. أهدى الرئيس نسخة من الدستور اللبناني، ووعد نايلة بنسخة نادرة من أرشيف دار صادر، مؤكّداً أن حماية الدستور تبدأ من احترام الطريق، بالمعنى الحرفي والمجازي معاً.

 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/4/2025 6:56:00 PM
شقيق الضحية: "كان زوجها يمسك دبوسا ويغزها في فمها ولسانها كي لا تتمكن من تناول الطعام".
أوروبا 11/4/2025 7:39:00 PM
يبلغ من العمر 48 عاما ويعمل في شركة LNER منذ أكثر من 20 عاما.
فوز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح أول مسلم من جيل الألفية يتولى قيادة أكبر مدن الولايات المتحدة