لوران موفينييه يفوز بجائزة "غونكور" 2025 عن رواية "البيت الفارغ"
في قرارٍ حاسم أنهى الترقّب الذي ساد الأوساط الأدبية الفرنكوفونية، تُوّج الكاتب الفرنسي لوران موفينييه، البالغ من العمر 58 عاماً، بجائزة "غونكور" للعام 2025 عن روايته "البيت الفارغ" الصادرة عن دار "مينوي"، متقدّماً على منافسه الأبرز إيمانويل كارير الذي دخل المنافسة بروايته "كولكوز".
بهذا الفوز، يكون موفينييه قد حصد للمرة الأولى جائزة أدبية كبرى في موسم الخريف، واضعاً اسمه بين كبار الأدب الفرنسي الذين زنّروا رواياتهم بشريط "Prix Goncourt" الأحمر الشهير. ورغم أن التوقعات كانت متأرجحة بينه وبين كارير، فإنّ لجنة التحكيم اختارت الرواية التي وُصفت من قبل بـ"العمل العائلي البديع الذي يحفر في الذاكرة الجماعية بقدر ما يستحضر وجدان الفرد".
رواية عن الذاكرة العائلية والتاريخ الفرنسي
تدور "البيت الفارغ" (La Maison Vide) في منزلٍ عتيق بإحدى قرى منطقة تورين، عاش فيه أسلاف الكاتب. ومن خلال هذا الفضاء الثابت، نسج موفينييه لوحة إنسانية عن أفراح عائلةٍ نادرة وأحزانها، وعن الأجيال التي صاغتها الحروب الكبرى في القرن العشرين. ويقول الكاتب عن عمله: "أعتقد أن تاريخ عائلتي يشبه تاريخ ملايين الفرنسيين، بما فيه من مناطق ظلّ وجوانب أكثر مجداً".

بعكس رحلة كارير الجغرافية عبر جورجيا وروسيا، اختار موفينييه الغوص في المكان الواحد والزمان المتعدد، ليجعل من البيت محوراً تتقاطع فيه الذاكرة الشخصية مع التاريخ الجماعي.
انتصار أدبي وتجاري
رواية "البيت الفارغ"، التي تمتدّ على 750 صفحة، كانت من أكثر الكتب مبيعاً منذ بداية الموسم الأدبي، وها هي الآن تستعدّ لقفزة هائلة في المبيعات بعد التتويج - كما جرت العادة مع الفائزين السابقين بجائزة "غونكور" الذين تجاوز بعضهم نصف مليون نسخة مباعة - بينما يشهد سوق النشر الفرنسي تراجعاً بنسبة 5,7 في المئة في المبيعات مقارنة بعام 2024.
وبينما شكّلت جائزة "فيمينا" التي نالتها ناتاشا أبّانا عائقاً أمام فوزها المزدوج، ورغم الترحيب النقدي بعمل كارولين لامارش "الجميل الغامض"، حسم موفينييه السباق الأدبي الأبرز هذا الخريف، ليُكرّس "البيت الفارغ" كواحدٍ من أهم الأعمال الفرنسية التي أعادت تعريف العائلة كمرآةٍ للتاريخ.
نبض