من يفوز بـ"غونكور" 2025؟ معركة أدبية بين إيمانويل كارير ولوران موفينييه
من يُتوّج عصر اليوم بجائزة "غونكور" الفرنسية المرموقة؟ إيمانويل كارير أم لوران موفينييه؟ باستثناء أيّ مفاجأة، يُتوقع أن تُمنح "غونكور" اليوم لأحد هذين الكاتبين، اللذين حظيت روايتاهما الجديدتان بإعجاب النقاد والقراء على حدّ سواء.
المتسابقون الأربعة الذين ما زالوا في المنافسة هم: ناتاشا أبّانا عن روايتها "الليل في القلب" (غاليمار)، وإيمانويل كارير عن "كولكوز" (دار بول)، ولوران موفينييه عن "البيت الفارغ" (دار مينوي)، والبلجيكية كارولين لامارش عن "الجميل الغامض" (دار سوي).
لكن، وفقاً لأحدث التوقعات، يُرجّح أن تدور المنافسة النهائية بين إيمانويل كارير (67 عاماً)، الذي حصد العديد من الجوائز من دون أن يفوز بعد بـ"غونكور"، ولوران موفينييه (58 عاماً)، الذي لم ينل بعد أيّاً من الجوائز الأدبية الكبرى في موسم الخريف.

وقد كانت ناتاشا أبّانا مرشّحة قوية للفوز قبل أن تحصل الاثنين على جائزة "فيمينا"، ومن النادر جداً أن يفوز مؤلف واحد بجائزتين مرموقتين عن العمل نفسه. أما كارولين لامارش، فحظوظها تبدو ضعيفة رغم الاستقبال النقدي الإيجابي لكتابها.
في عام 2024، لم يكن التشويق بالقدر نفسه، إذ حُسمت المنافسة بسرعة لصالح رواية "حوريات" للكاتب الفرنسي الجزائري كمال داوود، الذي اعتُبر منذ البداية الأوفر حظاً.
وقال لوران موفينييه في تصريح لـ"فرانس برس" في تشرين الأول/أكتوبر: "على أيّ حال، الأمور لا تعود إلينا. لذلك أفعل مثل سائر الكتّاب، أنتظر القرار". وأضاف أنه شعر بـ"تأثّر" خاص حين لاحظ خلال لقاءاته في المكتبات أنّ كثيرين من القراء يتمنّون له "حظاً سعيداً في غونكور"، "كما لو أنّ الأمر يعنيهم شخصياً".
لوحات عائلية
رغم اختلاف أسلوبيهما في الكتابة، يشترك كلّ من إيمانويل كارير ولوران موفينييه في أنهما قدّما عملاً روائياً واسعاً وطموحاً يتمحور حول العائلة، يمتدّ الأول على 560 صفحة والآخر على 750 صفحة.
رواية "كولكوز" تأخذ القارئ في رحلة إلى جورجيا وروسيا، متتبّعةً أصول عائلة والدة الكاتب، المؤرخة والأكاديمية هيلين كارير دانكوس، التي توفيت عام 2023 عن 94 عاماً. وقد أقرّ إيمانويل كارير أن هذا الكتاب "كان سهلاً في كتابته"، موضحاً أنه كتبه "بعلاقة مفعمة بالمودّة مع جميع الأشخاص الذين تحدّث عنهم".
في المقابل، تدور رواية "البيت الفارغ" في مكان ثابت: منزل في إحدى قرى منطقة تورين عاش فيه أسلاف لوران موفينييه. تحكي الرواية أفراح عائلة - نادرة - وأحزانها؛ عائلة مقيدة بالتقاليد ومتأثرة بشدّة بالحربين العالميتين في القرن العشرين. وقال موفينييه: "أعتقد أنّ تاريخ عائلتي يشبه تاريخ ملايين الفرنسيين، بما فيه من مناطق ظلّ وجوانب أكثر مجداً".
نجاحات أدبية وتجارية
تُعدّ "كولكوز" و"البيت الفارغ" من أكثر الروايات مبيعاً منذ بداية الموسم الأدبي، وهو ما يسعد دارَي النشر "P.O.L" و"مينوي"، المرتبطتين بـ"مجموعة مادريغال" التي تضم أيضاً "دار غاليمار".
أما الرواية التي سيُضاف إليها الشريط الأحمر المميز لجائزة "Prix Goncourt"، فستشهد قفزة هائلة في المبيعات، كما حصل مع الفائزين السابقين الذين تجاوز بعضهم نصف مليون نسخة مباعة. وتُعدّ هذه نعمة في ظلّ تراجع عام في سوق النشر، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 5.7 في المئة من حيث الحجم في أيلول/سبتمبر مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، وفق أرقام مجلة Livres Hebdo.
جائزة رينودو
أما جائزة رينودو، التي يُعلن عنها في التوقيت نفسه مع غونكور، فتبدو المنافسة فيها مفتوحة بين خمسة أعمال بالفرنسية: فؤاد العلاني عن "السماء واسعة"، آن بيرست عن "فينستير"، أدلايد دو كليرمون-تونير عن "أردت أن أعيش"، جوستين ليفي عن "حزن غريب"، ولويس هنري دو لاروشفوكو عن "الحب الحديث".
نبض