ابن مكتشف مقبرة توت عنخ آمون لـ"النهار": والدي هو المكتشف الحقيقي وليس هوارد كارتر
بعد أكثر من قرن على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، لا تزال أسرار كثيرة تحيط بتفاصيل الحدث الذي غيّر مجرى علم المصريات.
برغم أن الفضل يُنسب رسمياً لعالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في اكتشافها، لكن تكشف خلال الفترة الأخيرة للرأي العام المصري والعربي رواية مغايرة لما دوّن تاريخياً، ومفادها أن حسين عبد الرسول، ابن الأقصر وأحد الذين شاركوا في الكشف العظيم، هو أول من اكتشف المقبرة، وهو ما أكده نجله نوبي حسين عبد الرسول (60 عاماً) مؤكداً لـ"النهار" أنّ والده هو من قاد الصدفة التي فتحت الطريق إلى المقبرة الأشهر في التاريخ. وقد استُعيدت قصة عبد الرسول خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير عبر وثائقي يروي دوره في اكتشاف المقبرة، وهو ما اعتبره نجله إعادة لاعتبار والده.
يروي نوبي تفاصيل اللحظات التي عاشها والده الطفل عام 1922، حين سقط حماره الصغير ليكشف عن أول درجات سلّم المقبرة، وعن الظلم التاريخي الذي تعرضت له بعدما نُسب الاكتشاف للأجانب.

واستعاد في حديث لـ"النهار" تفاصيل وذكريات قَصَّها عليه والده الذي أدّى دوراً حاسماً في الحدث التاريخي، مستهلاً حديثه بالقول: "تربَّيتُ على هذه الحكايات؛ والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922. كان يعمل مع العائلة في منطقة وادي الملوك حينها، وكان هوارد كارتر واللورد كارنارفون يبحثان عن مقبرة الملك الشاب، ترافقهما عائلة والدي لمساعدتهما على اكتشاف المقبرة، ولم يكن كارتر مكتشفاً بل كان رسّاماً للوحات فقط، وظلوا عامين يبحثون من دون جدوى، وكانوا على وشك الرحيل".
وأضاف نوبي: "ذات يوم، بينما كان والدي يمتطي الحمار مع العمال، سقط في رقعة من المياه، فظهرت له قطعة حجر لفتت نظره، وذهب ليكتشفها؛ فكانت أول درجة في سلّم المقبرة، ومن هنا بدأ الاكتشاف".
واستطرد قائلًا: "نصحهم والدي بعدم فتح المقبرة والدخول إليها على الفور، نظراً لأنها تكون مليئة بالبكتيريا والسموم، وانتظروا خمسة أيام بالفعل، وكانت القلادة أول المقتنيات التي وجودها، وجرى تصوير والدي وهو يرتديها، هذه الصورة الشهيرة التي ما زالت منتشرة حتى اليوم".

ويكشف نوبي أن لعائلته تاريخاً طويلاً مع الاكتشافات الأثرية، قائلًا: "جدّي محمد عبد الرسول هو مكتشف خبيئة حتشبسوت التي ضمّت 40 مومياء، وفيلم (المومياء) لشادي عبد السلام مقتبس عن قصة حياته".
وعن نسبة الاكتشاف لهوارد كارتر، يقول نوبي بحسرة: "للأسف الأوروبيون هم الذين نُسب لهم الاكتشاف، لكن الحقيقة معروفة لدى كثير من كبار علماء الآثار أن والدي هو مكتشف المقبرة فعلياً".
وأشار إلى أن الاهتمام الأجنبي بالقصة كان أكبر من المحلي، قائلاً إنّ "الأجانب يدركون هذه الحقيقة منذ سنوات طويلة، إذ قمت بالتصوير سنة 1997 في برنامج على القناة الأولى الألمانية في شتوتغارت، كما أنّ كثيراً من وسائل الإعلام العالمية الأوربية، وبينها BBC، زاروا والدي وقاموا بالتصوير معه وحكى قصته". وعبّر نوبي عن سعادته البالغة أن العالم بأسره أصبح يعرف هذه الحقيقة، خصوصاً في مصر والوطن العربي.

وتابع متحدثاً عن شخصية والده: "كان شغوفاً بعمله وفخوراً باكتشافاته، وعاش حتى بلغ 85 عاماً، وحكى أنّ كارتر في البداية كان بسيطاً جداً ويساعد العمال ويتقرّب منهم، لكن بعد الاكتشاف تغيّرت طباعه، وتعامل على أنّه باشا. وكان والدي يقصّ على مسمعي أنّه رأى الآثار يُجرَّب نهبها من المقبرة، تمهيداً لتهريبها خارج مصر".
وعن المعتقدات الشعبية التي صاحبت هذا الاكتشاف خصوصاً، والاكتشافات الأثرية عموماً بشأن "لعنة الفراعنة"، يقول نوبي: "وفقاً لما رواه والدي، كان الناس قديماً يخشون لمس المومياوات، ويقومون بتكفينها ودفنها مجدّداً. لكن والدي كان دائماً يؤكّد أنه ليس هناك ما يسمى بـ'لعنة الفراعنة'. وأنها محض شائعات".
نبض