اسكندر حبش كحياةٍ متأخّرة عن موعدها
 
                                    لم يكن اسكندر حبش (1963-2025) رجلًا من معدن، ولا شاعرًا من معدن، بل من تدبيرِ حياةٍ وكلماتٍ، بأقدارٍ مأزومةٍ وغاشمة، وبسوءِ طالعٍ ممعنٍ في مغامراتٍ ومقامراتٍ هامشيّة، ومعذّبة، وضئيلة، ومدمّرة، وقد أكمل المرض فعائله الهمجيّة فيها، وها هو الموت عندما جاء أمس فإنّما ليسدل حروفه الأخيرة على ديوان تعذيبها وتدميرها.
كان شعر اسكندر حبش على صورة جيله الذي دمّرته الحرب، فهو وليدها، وعاش وجوده في أتونها، كما كان شعره على صورة حياته، وأيّامه، وكتاباته وترجماته، شبيهًا بمَن يتعلّق بحبلٍ للنجاة غير موجود، وبهباءٍ عبثيٍّ، متشظٍّ ومنثور، وليس من عزاءٍ ولا خلاصٍ، وعلى طريقة مَن ليس له منفذٌ ليهرب من مصيرٍ قدَريٍّ، شبهِ محتومٍ، ومغلقِ الأبواب والنوافذ والهواء.

كانت حياته متأخّرةً عن موعدها، والقول له، وكان هو يجتهد لكتابتها من أجل أنْ يتذكّر أنّه كان هنا، والقول له أيضًا، وكان وطنه على غرار حياته، منفىً تلو منفى، كمثل نافذةٍ فاغرةٍ على غيابٍ فادح. لهذا السبب لم تكن قصيدته خلاصًا، بل طريقة في الألم، حيث يرتسم صدأ الأيّام على الوجه، على الحروف، وحيث كلّ خطوة كان يخطوها نحو الغد كانت تثقله بالماضي، وتجرّه إلى القبر. 
لهذا السبب كان يقول إنّ الوقت (أو الحياة، أو العمر) معدنُ بارد، وإنّه هو صداه.
وعندما سنبحث عن وجه اسكندر حبش، وعن شعره، سنعثر عليهما، سنعثر عليهما، لكن – والقول له - منحوتَين على جدارٍ من غياب... كحياةٍ متأخّرةٍ عن موعدها!
سلامي إلى روحك، يا أخي اسكندر!
•	يحتفل بالصلاة لراحة نفسه يوم السبت، 1 تشرين الثاني، الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر في كنيسة مار ميخائيل المزرعة، وتقبل التعازي في صالون الكنيسة يوم السبت من الحادية عشرة إلى السادسة مساء، والأحد من الأولى بعد الظهر الى السادسة مساء.
 
     
                                                                             
                                                                             
                                                                             
                                                                             
                                                                             
                                                                             نبض
                                                                        نبض
                                                                     
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                