وسط أجواء احتفالية وبمشهدٍ يراوح بين العراقة والتجديد، يُفتتح غداً، على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، أول متحف عالمي مخصص بالكامل لحضارة واحدة: المتحف المصري الكبير، علامة فارقة في المشهد الثقافي المصري والعالمي.

1. هل امتلأت القاعات الـ12؟
نعم، يضم المتحف 12 قاعة رئيسية مترابطة، تحتضن المعروضات والقطع الأثرية، وفق تسلسل موضوعي مترابط بدون فواصل، يتناول الملكية والعقيدة والمجتمع المصري القديم عبر العصور، وتحتوي قرابة 30 ألف قطعة، منها نحو 15 ألف قطعة أثرية لم تُعرض من قبل.

2. ما الجديد الذي يُقدَّم في قاعتَي توت عنخ آمون؟
الجديد هو عرض المجموعة الكاملة من مقتنيات الملك الذهبي، من دون ترك أيّ قطع أثرية تخصّه قيد التخزين أو عرضها في متاحف أخرى، والقطع المعروضة الخاصة بتوت عنخ آمون كانت لا تتعدى 1800 قطعة من إجمالي نحو 5500 تُعرض جميعها في المتحف حالياً، إذ كانت باقي المقتنيات مودعة في المخازن، وبينها قطع كان يُنظر إليها باعتبارها لا تصلح للعرض المتحفي، لكن جرى ترميمها باحتراف وجعلها صالحة للعرض. وسيتاح للزائر اكتشاف المقبرة كما اكتشفها هوارد كارتر عام 1922. وأبرز معروضاتها كرسي العرش الذهبي والعجلات الحربية والقناع الذهبي.

مشهد من المتحف المصري الكبير. (أ ف ب)

3. البناء "فرعوني"؛ هل تتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني في المتحف؟
 نعم، هناك مشروع علمي هندسي داخل المتحف لمحاكاة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، وهي خاصية مؤكدة، لكن وجودها يعتمد على الظروف الجوية والغيوم وغياب الشمس من عدمه، إذ صُمّم المتحف لتتعامد الشمس على وجه "التمثال" مرتين، إحداهما في شباط/فبراير، والأخرى في تشرين الأول/أكتوبر سنوياً. وقد سُجّل حدوثها فعلياً، إذ أعلن "المتحف المصري الكبير" رصدها وتأكيد حدوثها على مدار سنوات متوالية يوم 21 شباط/فبراير مثلما يحدث في معبد أبوسمبل.

4. هل يغطي حجمه على المتاحف الأخرى في الداخل والخارج؟
هو أكبر متحف متخصص في الحضارة المصرية القديمة، وعلى مستوى المساحة هو أكبر متحف بشكل مطلق في العالم، إذ يقع على مساحة شاسعة تبلغ نحو 490 ألف متر مربع، وهو خمسة أضعاف مساحة متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، ويتفوّق في مساحته أيضًا على الكثير من المتاحف العالمية الشهيرة الأخرى.

5. هل يمثل المتحف نتائج علم تطور الإدارة المتحفية بين العرض الأثري والتسويق؟
صُمّم العرض المتحفي على أحدث طراز في العالم، ليس فقط كعرض أثري، بل كمؤسسة متحفية حديثة تضم عناصر تسويق وتجربة زائر وبُنى تحتية بحثية، إذ يضم مركز ترميم متكاملاً ومعامل متخصصة للفحص والترميم، ستُشكل مركزاً بحثياً، والحداثة ليست في شكل المعمار فقط بل في احترام استدامة البيئة.

وهو مزود بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وشاشات رقمية تعرض معلومات عن المتحف ومحتوياته، بجانب قاعات محاكاة رقمية لمقابر من عصر الدولة الوسطى، تعرض تصميم المقابر ومقتطفات من نقوش ورسوم الجدران، وثمة قاعة مخصصة لتقنية الواقع المختلط "HoloLens"، تتيح للزائر رحلة افتراضية لتطور أساليب الدفن في مصر القديمة منذ البئر حتى بناء الهرم، بجانب عروض تفاعلية في قاعات الملك توت عنخ آمون تشمل محاكاة لمقبرته وقصة اكتشافها، وعرضاً رقمياً لأبرز القطع التي عُثر عليها داخل المقبرة.

لذا يُعد المتحف نموذجاً لتطوّر المتاحف التي تجمع بين العرض الأثري التقليدي وإدارة متحفية حديثة مع بعد تسويقي وتجربة زائِر عبر طريقة العرض وتوفير اللوجستيات وسهولة الانتقال من مكان لآخر واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تجعل تجربة الزائر مختلفة واستثنائية، كما توفر له قدراً من الراحة عقب إنهاء جولته، فهناك مطاعم ومتاجر داخل المتحف ترتبط منتجاتها ومعروضاتها بالحضارة المصرية.

6. ما مصير المتحف المصري القديم في ميدان التحرير؟
سيستمرّ المتحف القديم بالعمل، لكن بعض معروضاته الكبيرة نُقلت إلى المتحف المصري الكبير، وهناك خطط لتطوير المتحف المصري بالتحرير وإعادة تنظيمه وتهيئته وتحديثه وتغيير أسلوب العرض المتحفي لجعله من المتاحف الجاذبة للجمهور الذي يستهويه هذا النوع من السياحة الثقافية، وبالتأكيد سيظل المتحف القديم يحمل قيمة تاريخية نظراً إلى عراقته إذ يمتد عمره إلى نحو 120 عاماً.