وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي لـ"النهار": نعمل ليخرج الافتتاح بصورة لائقة بمكانة مصر
بالقرب من سفح الأهرام، يقف مبنى المتحف المصري الكبير كصرح شامخ عملاق، ليكون أكبر متحف مخصّص لحضارة واحدة في العالم وهي "المصرية القديمة"، مجسّداً رؤية مصر في الحفاظ على إرثها الحضاري الممتد عبر آلاف السنين، بينما يترقب العالم افتتاحه خلال الساعات القليلة المقبلة.
وفي حوار مع "النهار"، كشف وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي ملامح هذا المشروع العملاق ودلالته الحضارية، ودوره في حفظ التاريخ المصري وتطوير السياحة الثقافية، مسلطاً الضوء على مكوّناته المعمارية الفريدة واستعدادات حفل الافتتاح واستراتيجية الوزارة في الترويج للوجه الثقافي والحضاري لمصر على المستوى الدولي.
*ما الذي يمثّله المتحف بين المشروعات الحضارية التي نفذتها مصر؟
- يُعدّ المتحف المصري الكبير أحد أعظم المشروعات الثقافية والحضارية والسياحية التي حققتها الدولة المصرية في العصر الحديث، وهو ثمرة ونتاج جهودها لحفظ وعرض التراث المصري العريق وفقاً لأرقى المعايير. إنّه رسالة حضارية من مصر للعالم، ويمثّل تجربة ثقافية وأثرية وسياحية متكاملة ستعيد رسم خريطة السياحة الثقافية في مصر.
*يُعدّ المتحف تجربة غير مسبوقة في تاريخ المتاحف العالمية، ما أبرز مكوّناته، وما الذي يضمّه من عرض متحفي؟
- يتألف المتحف من ثلاث مناطق رئيسية للعرض المتحفي، أبرزها قاعات كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض للزائرين كاملة للمرة الأولى في مكان واحد، إذ تمنح الزائر تجربة فريدة مع واحد من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ. ويضم "متحف مراكب خوفو"، الذي يمثل إنجازاً علمياً وميدانياً متميزاً في عمليات النقل والترميم والبناء. ويحتوي المتحف أيضاً على مركز ترميم متكامل مجهّز بأحدث التقنيات الحديثة، إذ يضم معامل متخصّصة للفحص والترميم لمختلف المواد الأثرية، ولن يتوقف دوره على صيانة القطع الأثرية، لكنه سيشكل مركزاً بحثياً إقليمياً ودولياً في "علم المصريات". بالإضافة إلى ذلك سنطلق من خلاله مؤتمراً عالمياً سنوياً يجمع الخبراء والعلماء من أرجاء العالم كافة، لمناقشة أحدث الأبحاث والاكتشافات.
*تفاصيل وأسماء ضيوف حفل الافتتاح بقيت طيّ الكتمان، ليخرج الحدث مفاجئاً وباهراً للعالم بأسره؛ ما أبرز الاستعدادات الجارية للافتتاح؟
- التجهيزات جارية على قدم وساق، إذ يعمل الجميع بجدّيةٍ وتفانٍ ليخرج حفل الافتتاح بالصورة اللائقة بمكانة مصر التاريخية والحضارية، وبالإنجازات التي تحققت على مدار سنوات طويلة من العمل المتواصل ليكون المتحف إحدى العلامات على خريطة المتاحف العالمية. التحضيرات الفنية والتقنية للحفل بلغت مراحلها النهائية، مع استمرار المراجعة الشاملة لأنظمة التشغيل كافة، والتجهيزات المرتبطة بالعرض المتحفي لكنوز الملك توت عنخ آمون، إلى جانب أعمال الصيانة الدورية للمقتنيات الأثرية.
*ثمة آمال عريضة يحملها افتتاح المتحف المصري الكبير، وتطلعات لما سيحدثه من أثر إيجابي عميق على موقع مصر في خريطة السياحة العالمية؛ ما الأثر المتوقّع لافتتاح المتحف على السياحة المصرية؟
- يمثّل المتحف تجربة ثقافية وأثرية وسياحية شاملة، من شأنها إعادة رسم ملامح السياحة الثقافية بفضل موقعه المتميّز بجانب الأهرام، ووجود مطار سفنكس الدولي، ومع تنفيذ المخطط الشامل لتطوير المنطقة الممتدة حتى دهشور، يصبح المتحف بمثابة نواة لوجهة سياحية قائمة بذاتها. ومن المنتظر أن يسهم في زيادة الإقبال على السياحة الثقافية، وهو ما سيسهم في دعم الاقتصاد الوطني المصري، وترسيخ مكانة مصر بين أهم الوجهات السياحية العالمية.
يُعدّ المتحف أحد أبرز روافد السياحة الثقافية في مصر، ويُجسّد رؤية الدولة في تقديم تجربة سياحية متكاملة تجمع بين عبق الحضارة وأحدث تقنيات العرض المتحفي.
*ما خطتكم للترويج للمتحف دولياً؟
- ثمة استراتيجية شاملة أُعدّت للتسويق الدولي للمتحف، تتضمّن الترويج لما يحتويه من كنوز أثرية فريدة وتجربة سياحية متميّزة تتيح للزائرين اكتشاف أسرار الحضارة المصرية في مكان يزاوج بين الأصالة والحداثة وعبق التاريخ وروح الابتكار. وتُنفَّذ هذه الاستراتيجية عبر أجنحة الوزارة المشاركة في البورصات والمعارض السياحية الدولية، إلى جانب تدشين حملات رقمية وإعلانية موجهة للأسواق المستهدفة، وتنظيم زيارات تعريفية لكبار الصحافيين والمؤثرين وشركات السياحة، إضافة إلى التعاون مع الفنادق والمنتجعات المصرية للترويج للمتحف وتجربته السياحية المتكاملة.
نبض