"متحف الفن الإسلامي" في الدوحة... حين يُروَى تاريخ الإسلام بقطع نادرة (صور وفيديو)
يسير الداخل إلى "متحف الفن الإسلامي" في الدوحة بالزمن عبر تاريخ الديانة الإسلامية وحضارتها. يتنقّل بين غرف وأبواب عديدة تطغى عليها الأضواء الخافتة لتُضفي إحساساً واقعيّاً بالحقبة التاريخية المكتَشفة.

هنا ستارة نادرة للكعبة المشرّفة تعود إلى الحقبة العثمانية، وهناك صحف قرآنية خُطّت باليد عبر القرون، ناهيك بمقتنيات تحكي قصة مدارس دينية في مدن طغى عليها الطابع الإسلامي، كبغداد والقاهرة وقرطبة. وفي المتحف أيضاً، عرض للخزفيات الأموية والعباسية والمشغولات الزجاجية والمعدنية في مراحل معيّنة من "الخلافة الإسلامية".

خلافاً للمتحف الوطني، لا تختزل قطر"متحف الفن الإسلامي" بعرض فنونها الإسلامية فقط، بل تجمع الديانة عبر التاريخ من مختلف بقاع الأرض، بتعدّد اللغات والأعراق والثقافات.
يروي المتحف إذن تاريخ الحضارة الإسلامية، بدءاً من القرن التاسع إلى القرن العشرين، ويُغطّي البقعة الجغرافية الإسلامية امتداداً من إسبانيا إلى الصين؛ وهذا ما جعله اليوم "مركزاً لتبادل الثقافات والحوار، وباب إلهام لجميع فئات المجتمع"، بحسب إدارته.

في السنوات الأخيرة، لم يعد "متحف الفن الإسلامي" مجرّد صرح ثقافي في العاصمة القطرية، بل بات مقصداً للساعين إلى اكتشاف الفن الإسلامي، إذ تؤكد مديرة المتحف، الشيخة ناصرة النصر، في حديث لـ"النهار"، أنّ "المتحف من أهمّ المعالم الثقافية في دولة قطر والمنطقة، حيث يقصده الزوار من مختلف فئات المجتمع، سواء من داخل الدولة أو من العالم".
وتُضيف: "نعمل بجهد لتنظيم العديد من البرامج لفئات مختلفة، وضمن اهتمامات المجتمع، ونتطرق فيها إلى مواضيع متعلقة بالفن الإسلامي لتعزيز مهارات الزوار".
ضمن جهود القيّمين على المتحف لتوسعته وتجديده، افتُتح أمس الأربعاء، معرض "آي إم باي" الذي يتحدّث عن أسلوب تصميم "متحف الفن الإسلامي" وتطوّره المعماري من مربّع إلى مُثمّن، ومن مُثمّن إلى دائرة.
وتكشف الشيخة النصر لـ"النهار" بعضاً من المقتنيات التي عُرضت حديثاً ضمن هذا المعرض: "هناك عدد محدود من المقتنيات الخاصة، منها قدح من العراق يعود إلى القرن التاسع، ومحفور عليه بالخط العربي، إضافة إلى عدد من المنسوجات والأسطرلابات والمقتنيات الأخرى النادرة".

ما هو معرض "آي إم باي" في "متحف الفن الإسلامي"؟
يُمثّل اسم المعرض اقتباساً لمصّمم المتحف "لِباي" الذي كُلّف بتصميمه عام 1999، ويروي قصة استلهام فكرته قبل اختياره بين عدد من المصممين العالميين، إضافة إلى أسلوب بنائه للمتحف عبر السنوات وصولاً إلى افتتاحه عام 2008.
وثمّة عروض خاصة في هذا الرواق، منها إحدى أوائل المقتنيات في "متحف الفن الإسلامي" قُبيل افتتاحه.

يتميّز "متحف الفن الإسلامي" أيضاً بتواصله الثقافي الدولي مع الجوار، من خلال نشاطات عديدة تصفها الشيخة النصر بـ"الدبلوماسية الثقافية"، مع تبادل ثقافي مع اللوفر، ومدينة جدة، وديترويت الأميركية.
كما أطلقت إدارة المتحف معرضاً متنقّلاً باسم "Imperial Threads"، وقد توجّه برحلة أولى إلى هونغ كونغ مطلع العام، على أن يحطّ أيضاً معرض "عجائب الفن الإسلامي" رحاله في المتحف الوطني في كوريا الجنوبية في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.



نبض