أوّل أيقونة بيزنطية ملكيّة للوردية المقدّسة اكتشفها نقولا الرياشي ورممها نعمة بدوي

ثقافة 27-10-2025 | 15:19

أوّل أيقونة بيزنطية ملكيّة للوردية المقدّسة اكتشفها نقولا الرياشي ورممها نعمة بدوي

يُعدّ هذا الاكتشاف حدثا فنيّاً وروحيّاً فريداً يُبرز جمال الفنّ الأيقونوغرافي الملكيّ وعمق الإيمان المريميّ في التراث الشرقي. 
أوّل أيقونة بيزنطية ملكيّة للوردية المقدّسة اكتشفها نقولا الرياشي ورممها نعمة بدوي
أوّل أيقونة بيزنطية ملكيّة للوردية المقدّسة.
Smaller Bigger

كعادته، حمل الأب نقولا الرياشي الراهب الباسيليّ الشويريّ شيئاً جديداً إلى عالم الأيقونة، هو اكتشاف أوّل أيقونة بيزنطية ملكيّة للوردية المقدّسة، مؤرخة عام 1695 وتنتمي إلى مدرسة حلب الأيقونوغرافية، منسوبة إلى نعمة الله المصوّر ابن يوسف المصوّر.

 

 

يُعدّ هذا الاكتشاف حدثا فنيّاً وروحيّاً فريداً يُبرز جمال الفنّ الأيقونوغرافي الملكيّ وعمق الإيمان المريميّ في التراث الشرقي. ولحفظ هذه الأيقونة من التلف وصونها من الضياع الناتج من حالتها، قام الفنان المبدع نعمة بدوي بترميمها، وقد أصبح هذا الترميم الأشهر بين ترميمات أيقونات الوردية المقدسة، بما تميّز به من الحفاظ على الرموز الأصليّة والألوان الغامقة، مع إبراز التفاصيل الدقيقة للأسلوب الأيقونوغرافي، ما أعاد إلى الأيقونة جمالها الروحي والفني الأصلي وجعلها مرجعاً مهما في دراسة فن الأيقونات الشرقية.

 

 

إن موضوع الوردية المقدّسة هو في الأصل ذو جذور غربية لاتينية أُدرج في هذه الأيقونة ضمن إطار أيقونوغرافي شرقي، ما جعلها نموذجاً فريداً للتلاقي بين الفنّ اللاتيني والبيزنطي في التعبير اللاهوتي والجمالي.

 

 

نشاهد في هذه الأيقونة الحلبية الفريدة: العذراء مريم جالسة على العرش حاملة الطفل يسوع في يدها اليمنى وهو يعطي المسبحة للقديس دومنيك دي غوزمان وحوله مجموعة من الرهبان، أما سيدة الورديّة فتقدم المسبحة للقديسة كاترينا من سيينّا التي يحيط بها جمهور من الراهبات. في أسفل الأيقونة، كُتبت العبارة: "من كان للعذراء عبداً فلا يدركه الهلاك"، مع تاريخ 1695، دلالة على الحماية الإلهية والثبات الروحي لمن يخلصون للعذراء.

 

 

في زوايا الأيقونة نرى أربع ملائكة، اثنان منهم في القسم العلوي يحملان الورود، واثنان في القسم السفلي بوجوه كبيرة وجناحين، في حين أن الإطار المعدني المزخرف (روكوف) يوفر حماية للأيقونة مع إضافة قيمة تاريخيّة وجمالية، ويشير إلى الطراز الشائع في أواخر القرن السابع عشر. استخدم نعمة الله المصور الألوان التقليدية لمدرسة حلب، في حين أن خطوط الأقمشة والطيات تعكس موهبته في هذا الفن الأيقونوغرافي الذي لم يكتف بأخذه عن أبيه يوسف المصور الحلبي، بل طوره وأعطاه طابعاً شرقياً باستخدام الزخارف النباتية والهندسية والملامح الشرقية للشخصيات المصورة .

 

 

وتبقى أيقونة الوردية المقدّسة شهادة فريدة للإيمان والصلاة، وجسراً يربط بين السماء والأرض. فهي تُجسّد سرّ المسبحة العميق: التأمّل في حياة المسيح مع مريم، والرجاء الذي ينبض من خلال الألوان والوجوه والرموز. إنها ليست مجرّد عمل فني، بل نافذة على سرّ الخلاص، تذكّرنا بأن الوردية ليست كلمات تُردَّد فقط، بل مسيرة حبّ.

 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/25/2025 1:09:00 PM
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العديد من المدارس السورية نقصاً حاداً في المقاعد الدراسية
لبنان 10/25/2025 8:33:00 PM
وُلد حمدان في 19 كانون الثاني (يناير) عام 1944، في قرية عين عنوب، قضاء الشوف في لبنان.
لبنان 10/26/2025 5:22:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد في جنوب لبنان...
ايران 10/26/2025 6:06:00 PM
 المسؤول هو سردار عمار، القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني ورئيس "الفيلق 11 ألف" التابع لفيلق القدس بقيادة إسماعيل قاآني